السبت 10/مايو/2025

العنصرية الصهيونية هي القاعدة لا الاستثناء

العنصرية الصهيونية هي القاعدة لا الاستثناء

حسن عبد الحليم
تصرف رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، بعد عملية الكنيس في القدس، كمن يواجه أزمة كبرى، ألقى خطابا ناريا للأمة تعهد فيه بتحقيق الانتصار ودعاهم للوحدة في مواجهة الأزمة، واقترح تشكيل حكومة طوارئ وطنية، وبدا كأنه يستعد لشن حرب طاحنة مع عدو متكافئ القوى، لكن في حقيقة الأمر، ما يواجهه نتنياهو هو ردود فعل فلسطينية محدودة على سياسة إسرائيل التي تتمثل بالاستيطان والتهويد واضطهاد الشعب الفلسطيني. يواجه آثار حالة الإنكار المتفاقمة لحقوق الفلسطينيين، وتبعات سياسة الغطرسة والتعالي العرقي التي ينتهجها.
ردود الفعل تلك قد تكون غير محسوبة، وقد تكون مدفوعة بغرائز أكثر من كونها مدفوعة ببرنامج سياسي، لكن بالنهاية يجب أن يلتزم المقاوم بأخلاقيات المقاومة حتى لو كان الاحتلال بلا أخلاق. والمسؤولية في نهاية المطاف تقع على الغاصب والمعتدي والمحتل المتعالي.
ما يواجهه نتنياهو هو انعكاسات العنصرية  التي استشرست في الشارع الإسرائيلي والتي يغذيها هو أقطاب حكومته وشركاؤه في اليمين، ودأبه المستمر على طمس الحقائق وتشويهها من خلال المضي في تهويد المكان وإسقاط الحاضر المفروض بالقوة  على التاريخ بأثر رجعي. وما نشهده اليوم هو إمعان في الإنكار، ومغالاة في التطرف،  واستشراء للعنصرية والاستعلاء العرقي، ونرى صورة واضحة المعالم  لغطرسة الباغي الذي يبحث عن أي سبب لتشويه نضال الفلسطينيين وإدانتهم  متجاهلا جرائمه التي ارتكبها ويرتكبها بحقهم.
بالنسبة لنتنياهو كل رد فعل على سياسة إسرائيل التوسعية القمعية هو اعتداء قائم بحد ذاته منفصل عن الواقع ولا علاقة له بما يرتكبه الاحتلال، والاحتجاجات الفلسطينية دائما مدفوعة بأهواء  ونزعات متطرفين ومحرضين معادين لإسرائيل المسالمة هكذا عبثا.
تتصرف إسرائيل كقبيلة تطوع القوانين لنزعات متطرفيها، وباتت فيها العنصرية القاعدة لا الاستثناء، لا أحد يخجل بها أو يجد فيها حرجا، والتيار الذي كان على هامش المجتمع في تسعينات القرن الماضي وكان خارجا عن القانون بات التيار المركزي فيها ، وهو التيار المهيمن الذي يفرض القيم… والجميع يسير على إيقاعه.
لم تصل عنصرية إسرائيل إلى حالة الإشباع وهي ماضية بجموح تأكل الأخضر واليابس وتتفشى كوباء قاتل. ذات يوم ستكتوي إسرائيل بنار ما أنتجته يداها وحتى ذلك الوقت هي تعزز يوما بعد آخر حقيقة كونها ظاهرة غير طبيعية لا يمكن أن تدوم.
عرب48

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات