السبت 10/مايو/2025

ماذا يجري في القدس؟

ماذا يجري في القدس؟

لا تكاد الأحداث الجسيمة التي تشهدها المدينة المقدسةتحظى بأي رد فعل رسمي عربي، رغم جسامتها وخطورتها وسخونتها، فالأنباء اليومية التيينقلها الإعلام تتحدث عن انتفاضة شعبية عارمة في القدس ضد قوات الاحتلال، يقوم بهاشباب وفتية عرب، مسلحون بالمقاليع والحجارة، فيما لا تكاد مناطق الضفة الغربيةتشهد شيئاً من هذا، والتفسير البسيط لهذه المفارقة الغريبة، أن القدس خاضعةبالكامل للأمن الصهيوني، ولا يوجد فيها «أمن وطني فلسطيني» يسيطر على نحو أو آخرعلى التجمعات البشرية في الضفة الغربية، ويمنع بالقوة تطور أي رد فعل شعبي إلىدرجة الانتفاض والديمومة، ويبدو ان موقف السلطة الفلسطينية، وهي النظام الرسميالعربي في الضفة الغربية، يتماهى على نحو كامل مع الموقف الرسمي العربي، المنشغلعن القدس بما هو «أهم» من هموم داخلية، وتهديدات خلقتها حالة الاستبداد الموجهةنحو الشعوب، فهو لاهٍ عن ثالث الحرمين وأولى القبلتين، فيما يتسارع الصراع غيرالمتكافىء بين العدو الصهيوني والمقدسيين حول الأقصى!

الغريب في الأمر، أن الخذلان العربي الرسمي للأقصى لميقف عند حد الصمت، بل ربما تجاوزه إلى ما هو أكثر من ذلك، فقد كشف الشيخ رائد صلاحرئيس الحركة الإسلامية في فلسطين المحتلة عام 1948، أن جهات فلسطينية وعربيةوأمريكية تسعى لتقديم بعض العروض والإغراءات للحركة الإسلامية مقابل تقديم بعضالتنازلات في مدينة القدس والمسجد الأقصى المبارك.  وعن طبيعة هذه التنازلات يقول شيخ الأقصى: «منأيام قريبة جداً حاول البعض أن يعرض علينا الموافقة -ولو شكلاً- على إبقاء مصاطبالعلم في المسجد الأقصى كمصاطب علم فقط، وألا تقوم بدورها في التصدي لاقتحاماتصعاليك الاحتلال»، مضيفاً أن «من عرض علينا هذا العرض قال إنكم إن وافقتم على هذاالعرض، فهذا يعني أن الاحتلال الإسرائيلي في المقابل سيؤخر مشروع فرض التقسيمالزماني على المسجد الأقصى».

الشيخ صلاح قال ايضاً خلال حوار خاص مع صحيفة «عربي21»الإلكترونية اللندنية إنه «لن يأتي يوم نمنح فيه أي شرعية لوجود الاحتلالالإسرائيلي أو لاقتحامات الاحتلال ولو لساعة من الزمن في المسجد الاقصى المبارك».وعند سؤاله عن تلك الجهات وعما إذا كانت فلسطينية أو عربية قال: «الاسم ليس مهماالآن»، مبينا أنها «تدور في هذه الدوائر مع شديد الأسف».  وفي موقف آخر «جاء البعض ليعرض علينا باسمشركات أمريكية، لها دور قبيح في بناء ما سموه المتحف على أرض مقبرة مأمن الله وقيللنا أنه مقابل الموافقة سيمنح لكم الطابق الأول من المتحف، وسيقام تمثال لصلاحالدين الأيوبي يكون قريباً من المتحف». ورد عليهم كما أكد في حواره بقوله: «واللهلو أعطيتمونا على امتداد مساحة أمريكا ذهباً لن نعطيكم أي موافقة على الاعتداء علىمتر واحد في مقبرة مأمن الله». علماً بأن المقبرة تجاور المسجد الأقصى المبارك.

هذا ما يكشف عنه شيخ الأقصى، وبغض النظر عن جسامة أوتفاهة العرض، إلا انه يكشف طبيعة التعامل الرسمي فلسطينيا وعربيا وغربيا مع قضيةالأقصى، ومستقبله، بعد أن تجاوز الأمر مرحلة الخذلان، إلى مرحلة المساومةوالتواطؤ، وكنا ننتظر من الشيخ صلاح أن يكشف لنا عن طبيعة هذه العروض ومن يقدمها،كي نكون على بينة مما يحاك ضد الأقصى من مؤامرات.

صحيفة الدستور الأردنية

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات