الخميس 08/مايو/2025

قلوبنا وبيوتنا مفتوحة.. تنافس لإيواء الأهالي بعد إغلاق شمال الضفة

قلوبنا وبيوتنا مفتوحة.. تنافس لإيواء الأهالي بعد إغلاق شمال الضفة

لساعات طويلة تغلق قوات الاحتلال الإسرائيلي، الحواجز والطرق في مدن شمال الضفة، في بحثها عن منفذ عملية بركان، في محاولة لكسر إرادة الفلسطيني، وامتهان كرامته، إلا أن مشاعر ومواقف الفلسطينيين عبرت عن مدى التضامن الاجتماعي بين فئات المجتمع، عبر فتح المنازل والدواوين للعالقين بين المدن.

تعاضد وتضامن بين فئات المجتمع، يعبر عن أصالة الشعب الفلسطيني على مدار تاريخه منذ سنوات طوال، في وجه القمع والإرهاب والإغلاق الإسرائيلي، في رسالة صمود وتحدٍّ لغريب احتل الديار منذ 7 عقود.

الإعلامي رومل السويطي، يقع منزله على بعد مئات الأمتار من الجهة الجنوبية لحاجز حوارة جنوب (أحد أبرز الحواجز شمال الضفة)، كتب على صفحته بـ”فيسبوك” منشورًا قال فيه: “إغلاق الاحتلال لكافة مداخل نابلس، بيت أخوكم رومل قرب ثانوية حوارة للبنين، مفتوح لكل أخ غير قادر على دخول نابلس”.

وأعلن عماد كمال منسق تجمع دواوين العوائل النابلسية في بيان صدر عن التجمع: “في حالة بقيت الطرق مغلقة عن نابلس، سيتم فتح بعض الدواوين لاستضافة أي شخص مقطوع، وسيتم الإعلان عن الأماكن لاحقا عبر تجمع الدواوين”.

ونبه إلى أن “أهالي وعائلات ودواوين نابلس مشهود لها عبر التاريخ بالتكافل والتعاضد، وهذه دعوة للتكافل”.

ووجه الباحث والمختص بالقدس والقضايا التاريخية عبد السلام عواد، من سكان بلدة عورتا دعوة إلى المارين أو العالقين في قريته عورتا، بسبب حواجز الاحتلال وقال: “بيوتنا الصغيرة، وقلوبنا مفتوحة لاستقبالكم وجيرة الله، لأن الوضع في محيط نابلس خطير جدا، وجاهزين بما نستطيع لمساعدتكم”.

كما ذكر سائقون اضطروا يوم الخميس لسلوك طرق ضيقة في بلدات عوريف وعصيرة القبلية للتنقل بين نابلس ورام الله، أن الأهالي كانوا يقفون على جانبي الشارع، ويقدمون لهم المياه الباردة، ويشيرون لهم عن طرق مختصرة للوصول قبيل قدوم دوريات الاحتلال.

ودعا الناشط الشبابي رسمي عرفات المواطنين الذين لم يتمكنوا من الخروج من مدينة نابلس بسبب إغلاق الحواجز “إلى التواصل مع رقم خلوي نشره، مؤكدا أن بيوتنا مفتوحة للجميع”.

وبرز التعاضد في مجمع المركبات الشرقي،  وذلك يوم الخميس الفائت، حيث فضل الناس ركوب الإناث للمركبات للوصول إلى بلداتهن مبكرا قبيل حلول الظلام، حفاظا عليهن ومنعن من التعرض لمخاطر التأخر وعدم المقدرة على الوصول مبكرا إلى منازلهن. 

وقالت الطالبة الجامعية سندس محمد من تجمع قرى جنوب نابلس، إنها بفضل تضحية الشبان، ومنحها فرصة ركوب السيارات النادرة للعودة للقرية، تمكنت من العودة للمنزل قبيل غروب الشمس، بعدما سلكت طرقا -بعيدة وفرعية- كانت تستخدمها المركبات في الانتفاضة الثانية.

ويقول الأكاديمي مصطفى الشنار، المحاضر بقسم علم الاجتماعي في جامعة النجاح، إن هذا المواقف ليست غريبة على المجتمع الفلسطيني، الذي عبر عن تعاضده منذ نكبة العام 1948 ونكسة العام 67، وما تلا ذلك من أحداث وانتفاضات، رسخت معاني التضامن والمشاركة في المكره والمنشط. 

وعد ذلك شكلا نابعا من قيم وتقاليد المجتمع، القائم على التساند والتعاضد في ظل الظروف خاصة في الشدائد والصعاب.

 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات