تنديد فصائلي واسع بتحريض أمريكا على صالح العاروري

نددت فصائل فلسطينية بشدة بالتحريض الأمريكي على نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري، وعدت أنه كشف بجلاء الموقف الأمريكي العدائي تجاه الفلسطينيين والمنحاز للاحتلال الإسرائيلي.

يشار إلى أن المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط “جيمس غرينبلات” هاجم في تغريدة له عبر تويتر الشيخ صالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، كما أكد على رصد مكافأة مالية لمن يدلي بمعلومات عنه.

وعدت حركة الجهاد الإسلامي أن تصريحات غرينبلات تأتي في سياق الموقف الأمريكي المعادي للقضية الفلسطينية، وقالت إنه لا يخدم سوى إرهاب الاحتلال. 

وأضافت الحركة على لسان الناطق باسمها داود شهاب، أن ساكني “البيت الأبيض” الحاليين لا هدف لهم سوى شيطنة العالم وتخريب استقراره. 

وأشار إلى أن الشيخ صالح العاروري يعمل من أجل شعبه وقضيته ويواجه أبشع احتلال استعماري، وأن المقاومة مشروعة والنضال ضد الاحتلال واجب أقرته كل الشرائع السماوية والقوانين الأرضية.

وأكد شهاب على أن الإرهاب هو ما تمارسه حكومة الاحتلال وجيشها وعصاباتها الإرهابية، كما هاجم شهاب المبعوث الأمريكي بالقول “من الخطأ أن يوصف غرينبلات أو يصنف كمبعوث للسلام في المنطقة، إنه مسعر حروب ومتعهد فتن”. 

من جهته، وصف الأمين العام لحركة الأحرار خالد أبو هلال، غرينبلات بالسياسي الأحمق الذي لا يعرف شيئا عن شعبنا.

وأكد أبو هلال، على أنَّ العاروري شخصية وطنية تمارس مهامها وأداءها وفق المصلحة الوطنية الفلسطينية، وتكفلها له الشرائع السماوية، والقوانين والمواثيق الدولية.

وأضاف أبو هلال أنَّ العاروري لن يستأذن أمريكا في مقاومته للاحتلال، واصفًا التصعيد الأمريكي ضد العاروري بوسام شرف له ولحركته ولشعبنا، ودليلاً جديداً على صوابية الخيار والمسار الذي يسلكه العاروري.

من جانبها، قالت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين إنّ الشيخ صالح العاروري يناضل من أجل قضية عادلة أقرتها كل القوانين الدولية، ومدعومة بعشرات القرارات الأممية، ومحاولات المساس بالعاروري تهدف لضرب عدالة القضية الفلسطينية.

وأضافت الجبهة على لسان عضو لجنتها المركزية طلال أبو ظريفة أن تكرار المساعي الأمريكية في استهداف صالح العاروري يؤكد حجم الانزعاج الإسرائيلي من دوره وحضوره في المسار الوطني الفلسطيني برمته.

وحذّر أبو ظريفة من القبول العربي والدولي بالتصنيفات الأمريكية كونها منحازة تماماً للاحتلال الإسرائيلي، مؤكداً أن تلك القوائم والتصنيفات تصدر إسرائيليًّا وتعلن أمريكيًّا.

بدورها، عدّت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين تصريحات غرينبلات عن العاروري جزءًا من الحصار الأمريكي على القضية الفلسطينية ومقاومتها.

وأكد القيادي في الجبهة الشعبية زاهر الششتري أن الولايات المتحدة الأمريكية هي راعية الإرهاب العالمي، وأن تصريحات “جيمس غرينبلات” حول المكافأة المالية لمن يدلي بمعلومات عن “صالح العاروري” جزء من الدور الأمريكي في حصار المقاومة.

وأضاف الششتري في بيان صحفي أنّ أفضل الرد على ملاحقة العاروري والتميمي هو التركيز على أهمية تكاثف كل الجهود وتعزيز الوحدة الوطنية للرد على كل هذه الدعاية الصهيونية الأمريكية، مطالبا بضرورة أن يتوخى قادة المقاومة الحيطة والحذر.

وأكد على أن ما تقوم به الإدارة الأمريكية لمحاربة المقاومة ومشروعها في المنطقة يتم من خلال ملاحقة المقاومين ووضعهم على قوائم الإرهاب الأمريكية، ورصد مكافآت مالية لمن يدلي بمعلومات عنهم، وهي استراتيجية أمريكية لتخويف المنطقة العربية من مشروع المقاومة وقادتها.

كما دعا لضرورة تعزيز العمل المشترك للفصائل الوطنية والإسلامية في فلسطين كافة لأهمية ذلك في تحقيق مصالح شعبنا في الحرية والدولة والاستقلال.

وشدد على أن الولايات المتحدة ليست وسيطا نزيها لأي خلاف في الشرق الأوسط، وهي لن تستطيع أن تحل صراع عمره أكثر من 100 سنة، مؤكدا على ضرورة تفعيل منظمة التحرير على أسس وطنية وديمقراطية. 

وأردف: “على السلطة أن ترفض وتدين ملاحقة أي فلسطيني مقاوم، ويجب أن يكون هناك رد واضح على القرار الأمريكي ومواجهة ملاحقة الفلسطيني أينما كان، بل توفير الحماية له.

بدوره، أكد المحلل السياسي والمحاضر في جامعة النجاح الوطنية د. عبد الستار قاسم أن تصريحات غرينبلات حول القيادي العاروري ليس لها قيمة، مشيرا أن الموقف الأمريكي الداعم للاحتلال معروف وليس غريبا على دولة تدعم الإرهاب الحقيقي الممثل بالاحتلال.

وأضاف قاسم أن العاروري والتميمي يدافعان عن شعبهما، ولكن وفقا للمنطق الأمريكي فإن تحرير الوطن إرهاب، فيما قهر وابتزاز وقتل الناس يمثل حقًّا للاحتلال.

وتساءل قاسم: “كيف نقبل بأمريكا وسيطا للسلام وهي من كانت تزود الصهاينة بأحدث أنواع الأسلحة والدعم المعنوي السياسي والدبلوماسي والمادي منذ نهاية القرن الـ19 حتى الآن”.

وطالب قاسم الشعب الفلسطيني بضرورة التحرك لمواجهة هذه القرارات، داعيا للخروج في مظاهرات تطالب بمنع أي مسئول أمريكي بأن تطأ أقدامه أرضنا، ومشددا على ضرورة أن يكون لنا موقف واضح في الساحة العالمية وأمام الرأي العام العالمي.