السبت 10/مايو/2025

مرضى السرطان بغزة.. يُقتلون ببطء

بوجوه شاحبة أنهكها المرض، جراء “سرطان” ينهش أجسادهم بعد نفاد الدواء، فضلا عن منعهم من السفر لاستكمال العلاج، ما دفع مرضى السرطان في غزة للاعتصام، اليوم الثلاثاء (19-1) أمام مقر الشؤون المدنية بالمدينة، للمطالبة بأبسط حقوقهم في الحصول على الدواء والسفر للعلاج.

مرضى السرطان

وفي ملامح الألم، التي تبدو واضحة على المريضة “لطيفة”، وهي تتحدث لـ”مراسلتنا”، عن وجع جسدها المنهك بمرض السرطان، وباتت اليوم لا تجد الدواء، خاصة بعد أن منعت من السفر عبر معبر بيت حانون “إيرز” لأسباب لا تعلمها، تقول: إنها “بحاجة ماسة للدواء واستكمال العلاج، خاصة أن مريض السرطان يتلقى علاجه على مراحل، وفي حال تعثر أي مرحلة، سينتكس وضعه الصحي، وسينتشر المرض في جسده”.

وتعبر عن استغرابها لمنعها من السفر لاستكمال العلاج، رغم وضعها الصحي الصعب، الذي يدخل في حالة التدهور بعدما كانت تشعر بتحسن وأمل بالشفاء.

والجدير بالذكر، أن عدد مرضى السرطان في غزة بلغ (14600)، حسب إحصاءات وزارة الصحة الفلسطينية، ويبلغ عدد الحالات الشهرية المسجلة في قسم الأورام بمشفى الشفاء (130) حالة شهرياً.  

نقص الأدوية

من جهتها؛ قالت مدير برنامج العون والأمل لرعاية مرضى السرطان وفاء موسى خلال المؤتمر الصحفي: إن “مرضى السرطان في غزة بانتظار الموت بين سندان النقص الحاد للأدوية، ومطرقة المنع من السفر لتلقي العلاج”.

ولفتت إلى أن المؤسسة تتلقى الكثير من الشكاوي المقدمة من بعض المرضى في غزة حول نقص الأدوية، ومنع الكثيرين من السفر داخل مستشفيات الخط الأخضر لتلقي علاجهم الدوري، وتضيف: “هنا نطرح بعض التساؤلات، هل ينفذ حكم الموت على المرضى مع سبق الإصرار والترصد؟ أم سقط سهواً من حسابات المسؤولين؟!”.

وطالبت بضرورة التحرك لإنقاذ حياة المرضى، وعدم الاستخفاف بحياتهم، وخصوصاً من يتلقى علاج (الهيرستين البيولوجي) كل (21 يوماً) في مشفى المطلع في مدينة القدس.

وأردفت بالقول: “هذا العلاج لا يتوفر في وزارة الصحة في غزة لأسباب غير معلومة، وغير مقنعة إن وجدت، وإن مرضى السرطان في غزة لا يتوفر علاجهم بشكل منتظم، علماً بأن استمرارية بروتكولات العلاج مهمة لمريض السرطان”.

منع السفر

وتقول موسى: إن “منع السفر للمرضى أسبابه غير مفهومة، ولايوضحها أحد، حيث رفض أكثر من (30%) من المرضى لدواعي أمنية!”.

واستكملت: “يوجد تجاهل لحق المرضى في تلقي العلاج المناسب سواء في غزة أو خارجها، وتأخير العديد في الحصول على مواعيد من المستشفيات المحول إليها”.

وأشارت إلى عدم توفر الأدوية بشكل دائم، وبكميات كافية، والعجز الدائم في العديد من الأدوية المساعدة، لهو الحكم بالموت عليهم مع سبق الإصرار، والترصد، وبينت أن ذلك يؤدي إلى تأخر الكثير من المرضى في تلقي جرعاتهم العلاجية في الوقت المناسب، وإيقاف العديد من البرتوكولات العلاجية لفترات طويلة.

وطالبت “موسى” وزارة الشؤون المدنية، أن تضع قضية تصاريح المرضى على رأس أولوياتها، بصفتها الجهة المخولة بضمان هذا الحق لهم، والضغط على الاحتلال “الإسرائيلي” في هذا الاتجاه.

 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات