خطيب الأقصى يدعو القمة العربية بعمان إلى جهد جماعي للحفاظ على القدس

دعا خطيب المسجد الأقصى مفتي القدس والديار الفلسطينية، الشيخ محمد حسين، القمة العربية المقرر انعقادها بعد أيام في عمان، إلى تحقيق الوحدة والحفاظ على القدس ومقدساتها وفي مقدمتها المسجد الأقصى من المخططات التهويدية.

وقال حسين في خطبة الجمعة: “في الأيام القليلة القادمة ينعقد مؤتمر القمة العربية في الأردن وعلى مرمى حجر من القدس والأقصى، فماذا عساكم فاعلون يا قادة الأمة وزعماءها؟ وما القرارات والخطوات التي ستتخذونها؟ والتي من شأنها تخفيف آلام هذه الأمة التي اكتوت بنار الفرقة والضياع والفتن والحروب الداخلية”.

وأشار إلى أن المرحلة الدقيقة التي تعيشها شعوب أمتنا العربية والإسلامية تتطلب من الجميع أن يرتفعوا إلى مستوى مسؤولياتهم لمواجهة الأخطار التي تحدق بالأمة.

الشيخ محمد حسين، مفتي القدس

ونبه إلى أن المسجد الأقصى مستباح من المستوطنين فيما مخططات التهويد تحدق بالقدس تهويدا، داعيا إلى أن تكون قضية القدس والأقصى والمقدسات “بوصلة تهتدي بها (قادة الأمة) إلى سبل الوحدة والقوة وطريق اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب قبل فوات الأوان”.

وأكد خطيب الأقصى أن شعبنا في هذه الديار المباركة سيبقى الطليعة المتقدمة في الدفاع عن كرامة أمته وعزتها وقدسها ومقدساتها.

رسالة للقمة العربية
وقال موجها حديثها للقادة العرب: “نرسلها رسالة واضحة إلى القمة المجتمعة قريبا من أرض فلسطين، ونقول لكم إن قضية فلسطين كما تهم شعبها تهم كل شعوب أمتها العربية والإسلامية، بل تهم كل أحرار العالم؛ لأنها قضية العدل والعدالة، ولأن شعبها عانى وما يزال يعاني كل أنواع الاضطهاد والظلم والعدوان”.

وشدد على أن المحافظة على القدس عربية إسلامية وعلى المقدسات ورأسها المسجد الأقصى يتطلب جهدا جماعيا وعملا واحد موحدا يعين المرابطين بالقدس وأكنافها على الصمود والاستمرار.

وقال: “هذا لا يتأتى إلّا من خلال مواقف ثابتة وبرامج تنفذ من أجل استمرار بقاء هذا الشعب مدافعا عن القدس ومقدساتها”.

وتطرق خطيب الأقصى إلى ما يتعرض إليه المسجد الأقصى من استهداف من سلطات الاحتلال وقطعان المستوطنين، مؤكدا أن الاقتحامات تكاد تكون يومية، وتضاعفت في الآونة، وازدادت أعداد المقتحمين والمعتدين على قدسية وحرمة المسجد الأقصى، وازدادت كذلك مخططات محاولات فرض الأمر الواقع في المسجد.

الأقصى للمسلمين وحدهم
وشدد مفتي القدس على أن الأقصى هو للمسلمين وحدهم لا يشاركهم فيه أحد، وأن كل ما في الأقصى من قباب ومعالم ومصاطب ومصليات وأروقة وباحات هو المسجد الأقصى المبارك الذي قرر الله إسلاميته في كتابه العزيز.

وأضاف أن كل مرافق المسجد الأقصى؛ المصلى القبلي وقبة الصخرة والمصلى المرواني والأقصى القديم وكل قبة في رحاب المسجد وباب الرحمة، هي أجزاء من المسجد المبارك لا يجوز للاحتلال بكل مؤسساته وعلى وجه الخصوص أفراد شرطته أن يتدخلوا أو يمنعوا الأوقاف الإسلامية ولجنة الإعمار من ممارسة واجباتهم في رعاية وصيانة المسجد.

وقال مفتي القدس: “إن كل هذه المرافق هي مرافق إسلامية، وهي أجزاء لا تتجزأ من الأقصى”، محذرا بأن المساس بأيٍّ منها هو “مساس مباشر بالمسجد الأقصى؛ بل هو عدوان سافر على المسجد وعلى كل المسلمين في هذا العالم، لأنه جزء من عقيدة كل مسلم في هذا العالم، وهو قبلتنا الأولى”.