ما هي قصة الحاجة نايفة مع أرضها المسلوبة؟

عشقت وأحبت أرضها، فذكريات الطفولة والحصاد لا تمحى من ذاكرتها، وحنينها لترابها وأشجارها، يدفعها إلى التصدي لجرافات المستوطنين، ببسالة المرأة الفلسطينية.
وعلى وقع ضربات حفارات وجرافات المستوطنين، في منطقة “خلة المظهر” غرب بلدة كفر الديك غرب سلفيت؛ “وكأنها تضرب في رأسها”، كما تقول الحاجة نايفة الديك، لمراسلنا، تبكي على ما آل إليه حال أرضها الطيبة المباركة، التي كانت تدر عليها سمنا وعسلا، فيما اليوم لا تتوقف عن مجابهة كيان غاصب، لعلها تفلح بمنع قواته من نهب وسرقة وتجريف أرضها المباركة الطيبة”.
تتعارك مع الجنود
تقول الحاجة نايفة: إنها تذهب كل يوم إلى أرضها لتحميها من جرافات الاحتلال في مستوطنة “ايلي زهاف”، وتتعارك أحيانا مع الجنود والمستوطنين، على أمل وقف تجريف أرضها لكن دون جدوى، مع جنود مدججين بالسلاح، مقابل فلسطينية لوحدها فوق أرضها.
وعن فلاحتها لأرضها، تستذكر: “قبل مجيء المستوطنين؛ كنت مع خيوط الشمس الأولى من صباح كل يوم، أذهب لأرضي وسط فرحة وبهجة غامرة، أزرعها بالتين والعنب، والخروب، والمزروعات الشتوية والصيفية، والتي وللأسف، حولها المستوطنون إلى حزن وبكاء”.
تصدٍّ بصلابة
وتروي الحاجة نايفة قصتها بكل مرارة: “بعد شروع الاحتلال ببناء ثلاث مستوطنات غرب كفر الديك وهي: بدوئيل، وايلي زهاف، وليشم، أخذت جرافات الاحتلال تقترب من أرضي رويدا رويدا لتجريفها، وتصديت لهم بكل صلابة، إلا أن الجنود والمجندات يبعدونني عن أرضي بالقوة كي تواصل الجرافات الضخمة تجريف الأرض التي عشقتها”.
وتصف الحاجة نايفة أرضها: “كانت أرضا شاسعة تشرح القلب؛ أراضي زراعية ورعوية كنا نعمرها ببهجة بالغة؛ وكانت حياتنا بدائية تغمرها السعادة والبساطة؛ ونعيشها بكل فرحة ورضا تام؛ وكنا نفلح هذه الأرض في المنطقة والأراضي التي حولها ونرعى الأغنام؛ ونزرع أغراس الزيتون؛ إلى أن جاء المستوطنون وحولوا المنطقة كلها إلى مصانع استيطانية ضخمة”.
وهي تنظر إليها متحسرة، حيث لا تستطيع الوصول إليها إلا ببصرها، تقول: “كنت أزرع كل أنواع النباتات تقريبا؛ العدس والقمح والشعير والفقوس والبامية وغيرها؛ وكنا نجمع العسل من الجبال، ولا نفارق المنطقة على مدار السنة، واليوم لا نقدر على الوصول لما تبقى من أرضي”.
الحسرة والألم الذي بات مسكنا للحجة نايفة، يضرب أهالي بلدة كفر الديك، الذين يسمعون ضربات جرافات المستوطنين من داخل مساكنهم، دون أن يقدروا على منعهم أو وقف التجريف، فالجيش يراقب التجريف ويحمي المستوطنين.
بدوره، أوضح الباحث في شؤون الاستيطان، خالد معالي أن مستوطنة “ايلي زهاف” التي تجرف أراضي الحاجة نايفة الديك، تعدّ الأكثر نموا في عدد المستوطنين في عام 2017.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

حماس: اغتيال المقاومين في الضفة لن يزيد شبابها الثائر إلا مزيداً من الإصرار على المواجهة
الضفة الغربية – المركز الفلسطيني للإعلام أكدت حركة حماس أن سياسة الاحتلال الصهيوني باغتيال المقاومين وتصعيد استهدافه لأبناء شعبنا في الضفة الغربية؛...

الأمم المتحدة تحذّر من استخدام المساعدات في غزة كـ”طُعم” لتهجير السكان
المركز الفلسطيني للإعلام حذّرت هيئات الأمم المتحدة من مخاطر استخدام المساعدات الإنسانية في قطاع غزة كوسيلة للضغط على السكان ودفعهم قسرًا للنزوح، مع...

الإعلامي الحكومي: الاحتلال يُهندس مجاعة تفتك بالمدنيين
المركز الفلسطيني للإعلام قال المكتب الإعلامي الحكومي، إن سلطات الاحتلال "الإسرائيلي" تواصل ارتكاب جريمة منظمة بحق أكثر من 2.4 مليون مدني في قطاع...

حماس تردّ على اتهامات السفير الأمريكي: أكاذيب مكررة لتبرير التجويع والتهجير
المركز الفلسطيني للإعلام رفضت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) تصريحات السفير الأمريكي لدى الاحتلال، مايك هاكابي، التي اتهم فيها الحركة بالتحكّم...

شهيدان باستهداف الاحتلال في نابلس
نابلس - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد مقاومان بعد خوضه اشتباكاً مسلحاً - مساء الجمعة- مع قوات الاحتلال الصهيوني التي حاصرته في منزل بمنطقة عين...

حماس تثمّن قرار اتحاد نقابات عمال النرويج بمقاطعة الاحتلال
المركز الفلسطيني للإعلام ثمنت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) قرار اتحاد نقابات عمال النرويج بمقاطعة الاحتلال الصهيوني وحظر التجارة والاستثمار مع...

صاروخ من اليمن يعلق الطيران بمطار بن غوريون
المركز الفلسطيني للإعلام توقفت حركة الطيران بشكل مؤقت في مطار بن غوريون، بعد صاروخ يمني عصر اليوم الجمعة، تسبب بلجوء ملايين الإسرائيليين إلى...