محللون: اندلاع الانتفاضة الثالثة أمرٌ حتميّ

توقع محللون ومتابعون اندلاع انتفاضة ثالثة في الأراضي الفلسطينية من خلال العمليات الفردية والجماعية التي يقوم المقاومون بالتخطيط لها وتنفيذها بكل جرأة في عمق الأراضي المحتلة، خاصة مع سيطرة أجواء التوتر على كافة المدن والقرى وبوجود بيئة خصبة للانتفاض.
فمع استمرار أعمال المقاومة الفردية من طعن ودهس ورشق للحجارة في الضفة الغربية والقدس والداخل المحتل في الآونة الأخيرة، فإن ذلك انعكس بشكل ملفت على الشارع الفلسطيني الذي بعد أن بات ساخطا وثائراً، صب جام غضبه على الاحتلال رغم كل المحاولات من بعض الجهات لتوجيه هذه الطاقة الغاضبة وتحويلها عن طريق افتعال مشاكل داخلية بين أبناء فتح وحماس.
أسباب ودوافع
وأرجع المحللون في أحاديث منفصلة مع “المركز الفلسطيني للإعلام” عودة مظاهر المقاومة واشتعال روح الحمية للدفاع عن الأرض والمقدسات في الشباب الفلسطيني، إلى عدة أسباب أهمها هو ما يتعرض له المسجد الأقصى المبارك من هجمات ومؤامرات تحاك ضده من قبل الجماعات اليهودية المتطرفة المدعومة من الحكومة الصهيونية.
وأرجع المحللون أيضا تأجج وتيرة الأحداث بعد حالة الركود التي عمت الأراضي الفلسطينية إلى القمع الصهيوني غير المسبوق، وغياب أي أفق سياسي حقيقي لتحقيق استراتيجية قيام دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشريف، والذي ذبحته “إسرائيل” من الوريد إلى الوريد بسبب الانتشار السرطاني في عموم مناطق الضفة والقدس المحتلة.
من جهته، يرى الكاتب والمحلل السياسي خالد عمايرة أن الأراضي الفلسطينية تشهد بداية انتفاضة ثالثة، وهذا ما يؤكده محللون عسكريون وكتاب صهاينة والذين وضعوا جانباً كبيراً من اللوم على حكومة نتنياهو.
ويقول عمايرة خلال حديث خاص مع مراسل “المركز الفلسطيني للإعلام”: لا يوجد قضية يمكن أن تحشد الشارع الفلسطيني كما هي قضية القدس والمسجد الأقصى، فاستمرار هذه الانتفاضة يعتمد بشكل كبير على استمرار الاحتلال في استفزاز الفلسطينيين عن طريق إجراءاته القمعية في القدس والمسجد الأقصى من جهة، وعدم سيطرته على إجرام المستوطنين وتوفير المزيد من الحماية والتمويل لهم من جهة أخرى.
ويتابع: “الأجواء التي تسود الضفة محبطة للغاية، وهذا استدعى الفلسطينيين إلى اللجوء إلى ما يتوفر لهم من طرق تقليدية فردية لمجابهة الاحتلال منها الطعن والدهس ورجم الصهاينة بالحجارة، وهذا نتيجة مباشرة لتغول الاحتلال، وعجز السلطة بشكل صارخ على تحقيق الأهداف الوطنية وعلى رأسها إقامة الدولة الفلسطينية”.
ومن منطلق تحليله للأحداث الجارية؛ يرى الكاتب والمحلل السياسي علاء الريماوي أن ما يمكن البناء عليه في هذه الفترة هي المقاومة بشكل حقيقي وليس الحديث عن حالة مراوحة أمام الذات، وهي ما يتعلق بالخيار السياسي الذي تمثله السلطة الفلسطينية.
المقاومة الخيار الوحيد
ويقول الريماوي خلال حديثه لـ”المركز الفلسطيني للإعلام”: “ما بعد الحرب عل غزة أصبح قناعة لدى المجتمع الفلسطيني بأكمله وكل أطيافه أن بالمقاومة فقط يمكن أن توقف المخطط الصهيوني، وبهذه القناعة تحوَّل حماس الشاب الفلسطيني إلى ماكنة مواجهة حقيقة في الميدان”.
وعن إمكانية الاستمرارية في العمليات الفردية المقاومة، فيتوقع الريماوي أن المجريات الثورية ستكون ممتدة لزمن بوجود كل المقومات المؤهلة لها، حتى لو خبت ما بين مرحلة وأخرى.
وأضاف “الموجة الثورية ستأخذ أشكالا عدة منها: عمليات فردية وعمليات تنظيمية وعمليات شبه تنظيمية، خاصة أن الأجواء المتوفرة تتيح للحركات الإسلامية أن تتمدد ببعد منظم لأداء عمل كما كان واضحاً أثناء الحرب على غزة.
معيقات
ونوه الريماوي إلى أهم المعيقات التي يمكن ان تحول دون تحوُّل هذه الموجة الثورية إلى حالة انتفاض شامل، والتي تعدّ أشد تأثيرا وفتكاً على حالة الانتفاضة، ألا وهي وجود حركة فتح والتي لا تؤمن حتى الآن بضرورة الانخراط بعمل جماعي كبير تتبناه قيادتها يمضي بعمل انتفاض.
ويتابع: حركة فتح من أحد العناوين الكبيرة المؤثرة في هذه المرحلة، ودور السلطة الفلسطينية يأتي بتوفير غطاء لرؤيتها، حيث ترى أن حالة الانتفاض في الضفة الغربية يعني أنها نقيض لرأيها وسياستها، وبناء على ذلك، هذا المنحنى يمكن أن يضر باستقرار السلطة الفلسطينية.
وفيما إذا كانت العمليات الفردية المقاومة مجدية ومؤثرة في محاربة الاستيطان والقضاء على غطرسة المستوطنين؛ يدعو الريماوي إلى تبني موقف مقاوم يتبعه آخر سياسي يتبعه حراك جماعي حتى تؤتي تلك العمليات أُكلها بالتأثير على استراتيجية الاستيطان لدى الاحتلال.
ويؤكد الريماوي أن ما تم تنفيذه من عمليات الطعن والدهس ستحقق إنجازات كبيرة طالما أنها مستمرة وتأخذ بعدا جماعيا، خاصة أن الاستراتيجية الصهيونية بالاستيطان تأخذ بُعدا يحتاج الى مقاومة شاملة وإلى حضور وخطط وبرامج جادة.
ويتابع: “يختلف الأمر تماماً إذا كانت تلك العمليات عبارة عن موجات متقطعة، فإن أثرها ربما سيقتصر فقط على بعض الإعلانات ببناء استيطاني جديد لكنها لن تغير كثيرا في البعد الاستراتيجي، خاصة بمضي “إسرائيل” في مسألة السيطرة على مناطق “ج”.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

أهالي طلاب مدرسة بنات القدس يحتجون على إغلاقها من الاحتلال
القدس المحتلة – المركز الفلسطيني للإعلام احتج أهالي مدرسة بنات القدس، يوم الأحد، على إغلاق قوات الاحتلال مدرستهم التابعة لوكالة الغوث وتشغيل...

مركز حقوقي: فظائع سديه تيمان تستوجب محاكمة قادة الاحتلال كمجرمي حرب
بيروت- المركز الفلسطيني للإعلام أكد مركز فلسطين لدراسات الأسرى (مستقل) أن "ما كشفته صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية عن الانتهاكات الصادمة التي تُرتكب في...

الصحة بغزة: 19 شهيدا و 81 إصابة وصلوا المستشفيات خلال 24 ساعة
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة وصول مستشفيات قطاع غزة 19 شهيدا، و 81 إصابة خلال 24 ساعة الماضية....

المقاومة توقع قوة إسرائيلية بكمين في حي الشجاعية
غزة- المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، تنفيذ عملية مركبة في حي الشجاعية بمدينة غزة، أمس السبت، أسفرت...

الاحتلال يقتحم مجمع المدارس في حلحول ويشدد إجراءاته العسكرية في الأغوار
الخليل - المركز الفلسطيني للإعلام أصيب عدد من الطلبة بالاختناق، اليوم الأحد، جراء اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي منطقة مجمع المدارس في بلدة حلحول...

إصابة مواطنين برصاص الاحتلال في بنت جبيل جنوبي لبنان
بيروت - المركز الفلسطيني للإعلام أصيب شخصان برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأحد، في بلدة مارون الراس الحدودية، قضاء بنت جبيل، جنوب لبنان....

حماس: الموقف العربي من حرب التجويع والإبادة لا يرقى لمستوى الجريمة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام شددت حركة "حماس" على أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي ترتكب جريمة حرب مركبة في غزة، باستخدامها التجويع سلاحا ضد...