الأحد 04/مايو/2025

في ذكراه الـ19 .. روح العياش حمامة في سماء المقاومة

في ذكراه الـ19 .. روح العياش حمامة في سماء المقاومة

رغم مرور 19 عاما على رحيل المهندس الشهيد القائد يحيى عياش؛ إلا أن ذكراه الطيبة وعطاءه وروحه ما زالت تحلق في سماء فلسطين المحتلة؛ وهو ما يؤرق سلطات الاحتلال؛ وأجهزة أمن السلطة التي اعتقلت الليلة الماضية نجله براء.

وتحيي المقاومة الفلسطينية وكل أحرار وشرفاء العالم اليوم، الذكرى الـ19 لاستشهاد المهندس يحيى عياش؛ الذي استشهد بتاريخ (5-1-1996).

وفي كل عام تتزين جامعة بير زيت التي تخرج منها القائد الشهيد بصوره، وتوزع البيانات في ذكراه.

ذكرى لن تموت

يقول الطالب حسن أحمد من جامعة بير زيت: “يحيى عياش ليس مجرد قائد أو مهندس رحل؛ ولكنه شكل مدرسة ورمزا للمقاومة الفلسطينية الواعية المتطورة المخلصة لشعبها”.

وأضاف: “عياش شكل نموذجا حيا وقويا في مقارعة الاحتلال، ويستحق منا في ذكراه أكثر من الصور والبيانات والخطب، فله منا كل التقدير والاحترام، والرحمة له ولكل شهدائنا الأبرار”.

ويقول المواطن محمود طه من بلدة رافات غرب سلفيت مسقط رأس الشهيد: إن ذكرى العياش الـ19 يجب أن يكرم فيها؛ وتكرم عائلته، وكل من ضحى واستشهد لأجل الوطن؛ لا أن تلاحق عائلة الشهيد العياش بهذا الشكل المعيب.

ويؤكد أستاذ العلوم السياسية عبد الستار قاسم، أن ملاحقة أسر الشهداء هو أمر مخجل ومرفوض وطنيا وأخلاقيا، وخارج نطاق قيم وأخلاق وعادات الشعب الفلسطيني.

وقال: “الملاحقة يجب أن تكون للعملاء وليس للشرفاء وعائلات الشهداء والمقاومين في الضفة الغربية”.

بدوره، يقول الأسير المحرر بلال  ماهر من نابلس، إن الأسرى يحتفلون كل عام بذكرى استشهاد المهندس، وتدرس طرق عمل الشهيد السرية والعسكرية، وتعقد حولها الجلسات في السجون، خاصة لأسرى حركة حماس؛ وهو ما يرفع من معنوياتهم ويشد من أزرهم.

وتتفاخر الطالبة زين جهاد من جامعة النجاح في مدينة نابلس بالشهيد العياش؛ قائلة: “في ذكرى الشهيد القائد يحيى عياش نقول، إن جسده رحل دون أن ترحل روحه الطاهرة من بيننا”.

وأردفت: “مدرسة عياش في المقاومة هي من أوصلت المقاومة في غزة العزة إلى أن تصمد أمام خامس قوة في العالم، وأن تصمد أمام القصف البري والجوي والبحري طيلة 51 يوما، دون أن ترفع راية بيضاء”.

وأضافت: “إن دروس العياش تعلمت منها المقاومة في غزة بأن تكون نتيجة كل حرب عدوانية سواء في العصف المأكول وما سيأتي بعدها؛ أننا ننتصر أو نستشهد ونموت”.

ويجمع كل من رافقوا الشهيد العياش أنه كان يعرف أنه سينال الشهادة،  وكان همّه الأكبر بعد مجزرة الحرم الإبراهيمي هو تأديب الاحتلال، وكان له ذلك بعد أن نفذ عدة عمليات بطولية.

وكان يردد دوما بأن الظلم لا يدوم، وأنَّ القوي لن يبقى قويا، وأن طريق التحرير ليس محفوفا بالورود والرياحين، بل بالدماء والتضحيات الجسام.

الحفر في الصخر

ويروي أحد رفاق الشهيد يحيى عياش، والذي أبعد للخارج، أن الشهيد عياش في إحدى المرات حفر كهفا بيديه من التراب، ونام فيه دون أن يشعر به حتى من يمر قرب الكهف، حيث كان دائما يحافظ على السرية في عمله المقاوم.

وبحسب ما كانت تقول الصحافة الصهيونية، فإنَّ من أكثر ما كان يُدخل الرعب والخوف في قلوبِ الصهاينة هو العبقرية الفذَّة التي تمتع بها “المهندس”؛ حيث إنه نقل المعركة معهم من شوارع الضفة الغربية وغزة إلى داخل الكيان وشوارع العفولة والخضيرة وديزنغوف، وحوَّلها من الحجر إلى القنبلة في زمنٍ قصير.

ويستذكر الأسير القائد زاهر جبارين، المحرر في صفقة وفاء الأحرار، الصفحات البيضاء مع الشهيد يحيى عياش؛ لافتا إلى أنّ عياش كان يجري تجاربه الأولى على المتفجرات في كهوف ومغار، لصعوبة إجرائها في أماكن أخرى.

ويصف جبارين العياش بالقول: كان الأكثر صمتا وتفكيرا، وغيَّر واقعًا صعبًا؛ وكان الكيان بكل جبروته وأجهزته الأمنية تبحث عنه، لكنه كان مرتاحا وغير مرتبك، ومتوكلا على الله بشكل أدهش كل من عرفه وكل من آواه، وكان يخطط للعمليات بشكل دقيق وهادئ.

وتشكو عائلة الشهيد يحيى عياش من كثرة مضايقات أجهزة السلطة له؛ حيث قام جهاز الأمن الوقائي بمدينة نابلس باعتقال براء الليلة الماضية، في ذكرى اغتيال والده”.

واستنكرت العائلة استهدافها من قبل أجهزة الأمن، رغم ما قدّم الشهيد عياش للوطن، وقالت العائلة مستنكرة: “اعتقدنا أن جهاز الأمن الوقائي جاء ليقدم درعاً تكريمياً للعائلة في ذكرى اغتيال الاحتلال للمهندس القسّامي، وكانت المفاجأة التي اعتدنا عليها، أن يتم اعتقال نجله البكر”.

عمليات المهندس

وفيما يلي أبرز العمليات التي قامت بها كتائب القسام بتخطيطٍ من القائد العام للكتائب المهندس يحيى عياش:

– نيسان 1994: الشهيد رائد زكارنة يفجِّر سيارةً مفخخةً قرب حافلة صهيونية في مدينة العفولة؛ مما أدى إلى مقتل ثمانية، وجرح ما لا يقل عن ثلاثين، وقالت حماس: إن الهجوم هو ردها الأول على مذبحة المصلين في المسجد الإبراهيمي في مدينة الخليل.

– نيسان 1994: مقاتل من حركة حماس هو الشهيد عمار عمارنة يفجِّر شحنةً ناسفةً ثبتها على جسمه داخل حافلة في مدينة الخضيرة داخل الأراضي المحتلة عام 48؛ مما أدى إلى مقتل 5 وجرح العشرات.

– تشرين أول 1994: الشهيد صالح نزال- وهو مقاتل في كتائب القسام- يفجِّر نفسه داخل حافلة ركاب في شارع “ديزنغوف” في مدينة تل الربيع “تل أبيب”؛ مما أدى إلى مقتل 22، وجرح ما لا يقل عن 40 آخرين.

– كانون أول 1994: الشهيد أسامة راضي- وهو شرطي فلسطيني وعضو سري في مجموعات القسام- يفجِّر نفسه قرب حافلة تقل جنودًا في سلاح الجو الصهيوني- في القدس ويجرح 13 جنديًّا.

– أبريل 1995م: حركتا حماس والجهاد الإسلامي تنفذان هجومين ضد مستوطنين في قطاع غزة؛ وهو ما أدى إلى مقتل 7 مستوطنين ردًّا على ما قالت حماس عنها في حينه، “جريمة الاستخبارات الصهيونية في تفجير منزل في حي الشيخ رضوان في غزة، أدى إلى استشهاد نحو خمسة فلسطينيين، وبينهم الشهيد “كمال كحيل” أحد قادة مجموعات القسام ومساعد له”.

– كانون ثان 1995: مقاتلان فلسطينيان يفجِّران نفسيهما في محطة للعسكريين في منطقة بيت ليد قرب نتانيا؛ مما أدى إلى مقتل 23 جنديًّا، وجرح أربعين آخرين، في هجوم وُصف بأنه الأقوى من نوعه، وقالت المصادر العسكرية الصهيونية في حينه: إن التحقيقات تشير إلى وجود بصمات المهندس في تركيب العبوات الناسفة.

– تموز 1995: مقاتل من مجموعات تلاميذ المهندس يحيى عياش، التابعة لكتائب عز الدين القسام يفجِّر شحنةً ناسفةً ثبتها على جسمه داخل حافلة ركاب صهيونية في “رامات غان” بالقرب من “تل أبيب”؛ مما أدى إلى مصرع 6 وجرح 33 آخرين.

– آب 1995: هجوم فدائي آخر استهدف حافلةً صهيونية للركاب في حي رامات أشكول في مدينة القدس المحتلة؛ مما أسفر عن مقتل 5، وإصابة أكثر من 100 آخرين بجروح، وقد أعلن تلاميذ المهندس يحيى عياش مسئوليتهم عن الهجوم.
– أغسطس 1995: هجوم فدائي آخر، استهدف حافلةً للركاب في حي رامات أشكول في مدينة القدس المحتلة؛ وهو ما أسفر عن مقتل 5، وإصابة العشرات بجروح، وقد أعلن تلاميذ المهندس يحيى عياش مسئوليتهم عن الهجوم.

ووفق ما أكدته المصادر الصهيونية؛؛ فإن مجموع ما قُتل بيد “المهندس” وتلاميذه ستة وسبعون صهيونيا، وجرح ما يزيد عن أربعمائة آخرين، موضحة بأن خطورة عياش لم تكن فقط في عدد القتلى الصهاينة فحسب، بل في عدد التلاميذ الذين دربهم وخلفهم وراءه.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات