المحرر القواسمي يدعو إلى الوحدة ورفع قضية الأسرى للقضاء الدولي

دعا القيادي في حركة “حماس”، الأسير المحرر زياد القواسمي، إلى تفعيل قضية الأسرى في سجون الاحتلال الصهيوني في الساحات القانونية الدولية، منادياً بتكثيف الجهود لإنهاء الانقسام وبناء وحدة وطنية صادقة.
وقال القواسمي الذي أفرج عنه من سجون الاحتلال، قبيل عيد الأضحى، بعد 13 عاماً من الأسر، في مقابلة مع “المركز الفلسطيني للإعلام”،: “الأسرى في سجون الاحتلال يعيشون على الأمل، ولا يزالون يرقبون الحرية كل صباح”، لافتاً إلى أن رسالة الأسرى لشعبهم وقواه “العمل على إنهاء الانقسام، وبناء وحدة وطنية صادقة”.
وشدد على ضرورة “جعل قضية الأسرى على سلم الأولويات سياسياً ونضالياً، ورفعها للمنتديات القانونية والحقوقية الدولية”.
وعبر القواسمي، الذي يقطن مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة، وهو كان أحد قادة الحركة الأسيرة، عن سعادته بنيل الحرية، لينعم بالعيد مع أسرته، بعد 13 عاما من الأسر المتواصل، لافتاً إلى أنه قضى عيده الأول بين أهله وأقاربه وأبنائه، بعد 27 عيداً قضاها داخل سجون الاحتلال لم يذق خلالها سوى الألم والحزن والفراق والحرمان.
والمحرر القواسمي من مواليد عام 1974، أمضى نصف حياته (ما يقارب عشرين عاماً)، ما بين مطلوب للاحتلال، وبين معتقل داخل السجون الصهيونية، حيث تم اعتقاله في المرة الأولى في العام 1994.
يقول :”أمضيت ما يقارب العامين داخل سجون الاحتلال؛ لأعود للحياة بين أهلي وأقاربي لمدة عامٍ واحد، قبل أن أصبح مطلوباً للاحتلال في العام 1998، وفي يوم 19/5/2002، داهمت قوة من مخابرات الاحتلال، والمستعربين محلاتنا التجارية بالقرب من منزل الأنصار، وقامت باختطافي ، حيث وجهت لي تهمة الانتماء لكتائب القسام والقيام بنشاطات مناوئة للاحتلال”.
والقواسمي هو أحد أفراد عائلة عريقة، تعد نموذجاً للعائلات المجاهدة المضحية، فقد قدمت شهيدين في الانتفاضة الأولى والثانية، وأربعة من الأسرى، تفاوتت أحاكمهم بين المؤبدات وعشرات السنين ، ومنهم من تجرع مرارة الاعتقال الإداري الطويل .
ويشير القيادي المحرر إلى إنه حكم 13 عاماً، عمل على استغلاله للتطوير الذاتي والمعرفي، مشيراً إلى أنه حصل خلال رحلة السجن على بكالوريوس علوم سياسية، فرع العلاقات الدولية من جامعة حيفا، كما حصل على بكالوريوس التاريخ من جامعة الأقصى.
ووصف القواسمي -وهو أب لثلاثة أطفال ملاك التي ولدت قبل الاعتقال عام 2000، ويوسف وإبراهيم اللذين أنجبا خلال الاعتقال بعد تهريب نطف للخارج – عيد الأضحى الحالي بأنه الأسعد.
وقال :”هذا العيد، هو الأسعد، ليس منذ 27 عيدا فحسب، وإنما في كل حياتي”، لافتاً إلى أن الأعياد السابقة، مرت مكللة بالحزن والمآسي والمتاعب، داخل سجون الاحتلال، بالإضافة إلى استشهاد أحد أشقائه خلال أحد الاعياد، ووفاة أجداده، وهو داخل السجن.
ولم يخف الأسير المحرر، شعوره بالغصة؛ نتيجة بقاء إخوانه داخل الأسر، مشيراً إلى أن شقيقه حسام المحكوم بثلاثة مؤبدات، والذي اتهم بقتل المستوطنين الثلاثة، وشقيقه حجازي المحكوم إداريا، وشقيقه حسين، المحكوم بمؤبد وستين عاما، وابن شقيقته سميح الجعبري المحكوم ستة عشر عاما، لا يزالون خلف قضبان الأسر، ومعهم كل الأسرى الذي عاش معهم لحظات الألم والمعاناة وصناعة الأمل، من خلال دوره مع إخوانه في قيادة الحركة الأسيرة.
وقال :”الأمر الأصعب علي في هذا العيد، بقاء جزء مني ومن عواطفي داخل السجون، أقول لهم في البداية أعانكم الله على ما أنتم عليه، وثبتكم الله، وأساله أن يزدكم صبرا وثباتا وقوة.
وعن ذكرياته لتفاصيل العيد في السجون، قال: “في يوم العيد صباحا عندما يحتفل الناس في الخارج بالذبائح، تقربا إلى الله، يكون الأسرى ينتظرون العدد والقيام لضباط السجن”.
وأضاف “بدلاً عن صلة الرحم والاقارب يكون الأسير بين أربع جدران ينتظر فرج ربه وينظر إلى السماء فلا يرى سوى سماء مقطعة بالأسلاك”، مشيراً إلى أن بعض الأعياد تستغلها مصلحة السجون للتنغيص على الأسرى بالاقتحام والتنكيل، والمعاقبة إلى داخل الزنازين، حيث عانى من ذلك عدة مرات.
وأشار إلى أن المحاكم “الاسرائيلية” كافة لا تعطل في أعياد المسلمين بشكل رسمي، وبالتالي هناك حالات كثيرة للأسرى يكون لديهم محكمة في صباح يوم العيد، وهذه المحكمة تحتاج إلى بوسطة نقل لمدة ثلاثة أيام؛ يعش الأسير الفلسطيني خلالها وقفة العيد، وأيام العيد في زنازين وسيارات النقل الخاص بالمحاكم، وهو مكبل الأيدي والأرجل.
وشدد على أنه لا يوجد أي احترام او مراعاة من الاحتلال الصهيوني، للأسير الفلسطيني في يوم عيده، لافتاً إلى أن السياسات العنصرية الصهيونية لا تفرق بين عيد ويوم آخر.
وقال إن الأسرى يعملون على تحدي كل الظروف ومحاولة الاحتفال، مشيراً إلى أنه في يوم العيد يلتقى قادة الفصائل كافة، وينسقون زيارات للأقسام، يزورون خلالها المعتقلين كافة من كل التنظيمات، ويتناولون الحلوى المصنوعة من قبل الأسرى أنفسهم.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

مسؤولون بالبرلمان الأوروبي يطالبون إسرائيل بإنهاء حصار غزة فورا
المركز الفلسطيني للإعلام طالب قادة العديد من الجماعات السياسية في البرلمان الأوروبي اليوم السبت، إسرائيل بالاستئناف الفوري لإدخال المساعدات...

جراء التجويع والحصار .. موت صامت يأكل كبار السن في غزة
المركز الفلسطيني للإعلام قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إنّه إلى جانب أعداد الشهداء التي لا تتوقف جرّاء القصف الإسرائيلي المتواصل، فإنّ موتًا...

إصابات واعتقالات بمواجهات مع الاحتلال في رام الله
رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام أُصيب عدد من الشبان واعتُقل آخرون خلال مواجهات اندلعت مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في عدة بلدات بمحافظة رام الله...

القسام ينشر مقطع فيديو لأسيرين إسرائيليين أحدهما حاول الانتحار
المركز الفلسطيني للإعلام نشرت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، السبت، مقطع فيديو لأسيرين إسرائيليين ظهر أحدهما بحالة صعبة وممددا على الفراش....

جرائم الإبادة تلاحق السياح الإسرائيليين في اليابان
المركز الفلسطيني للإعلام في خطوة احتجاجية غير مسبوقة، فرضت شركة تشغيل فنادق في مدينة كيوتو اليابانية على الزبائن الإسرائيليين توقيع تعهد بعدم التورط...

سلطة المياه: 85 % من منشآت المياه والصرف الصحي بغزة تعرضت لأضرار جسيمة
المركز الفلسطيني للإعلام حذرت سلطة المياه الفلسطينية من كارثة إنسانية وشيكة تهدد أكثر من 2.3 مليون مواطن في قطاع غزة، نتيجة انهيار شبه الكامل في...

تقرير: إسرائيل تقتل مرضى السرطان انتظارًا وتضعهم في أتون جريمة الإبادة الجماعية
المركز الفلسطيني للإعلام حذر المركز الفلسطيني لحقوق الانسان، من إصرار دولة الاحتلال الاسرائيلي على الاستمرار في حرمان مرضى الأورام السرطانية من...