عطون: الاحتلال يُضخم مشاركة حماس بالانتخابات خشية دورها التنظيمي
قال النائب في المجلس التشريعي أحمد عطون، إن حجم التهويل والتضخيم الصهيوني من مشاركة حماس بالانتخابات المقبلة، وإمكانية فوزها تكمن بمبدأ المشاركة وإعادة الدور التنظيمي للحركة في المجتمع والمؤسسات المدنية وكسر حلقة الرفض والقبول لها في الضفة عموماً، مؤكدا أن هذه المشاركة ستساهم في إعادة بناء البنية التنظيمية، بعد كل ما بُذل من ملاحقة وتضييق عليها سواء من الاحتلال أم من السلطة.
وأضاف عطون في حوار خاص مع “المركز الفلسطيني للإعلام” أن حالة الفساد والمحسوبية المستشرية في السلطة الفلسطينية، وغياب الخطط التنموية هي أسباب تراكمية تؤكد للمواطن الفلسطيني فشل السلطة، وأحداث نابلس التي وقعت قبل أسابيع تؤكد ذلك، وإن المواطن سيحاسب المقصرين والفاسدين في صناديق الاقتراع.
وجدد تأكيده على أن “حماس لا تخشى الانتخابات، بل إن الآخرين هم من يخشونها، ولا يؤمنون بالشراكة السياسية، ويمارسون حالة التسلط والديكتاتورية بأشكال مختلفة وإلغاء الآخر سواء كان بانتخابات على مقاييسهم أو بوسائل أخرى”، منوها إلى أن أي محاولة من السلطة وفتح بتأجيل الانتخابات سيظهرها أمام الرأي العام الدولي والمحلي بمظهر الخاسر، وحتى وإن كانت كل الدلائل تشير لرغبة من فتح والسلطة بتأجيل الانتخابات.
وحول قوائم التزكية والتوافق، أشار النائب إلى أن أي مجلس يُحسم بدون انتخابات لا يدخل ضمن تقييم السلوك التصويتي للناخب الفلسطيني.
فيما يلي نص الحوار:
– هل هناك رؤية وتصور للمرحلة المقبلة وسيناريوهات تأجيل أو تزوير الانتخابات؟
بالنسبة للانتخابات المحلية الذي يملك قرار التأجيل هو الذي أصدر قرار إجراء الانتخابات؛ حيث تم اتخاذ هذا القرار من رئيس السلطة محمود عباس ورئيس الوزراء رامي الحمدلله، والذي يملك قرار الإلغاء أيضاً هي حركة فتح.
أما هل ستجري الانتخابات أم لا؟ فليس من السهل اتخاذ قرار التأجيل من قبل حركة فتح؛ لأن هذا القرار سيحرجها أمام الرأي العام المحلي والدولي، ويظهرها كأنها تخشى الانتخابات، وأيضا ستظهر وكأنها متأكدة بخسارتها أمام حركة حماس أو من تدعمه حماس، مع أن حركة فتح بالأغلب تقف ضد إجراء الانتخابات، وهذا واضح من خلال تصريحات، وبيانات، ومعلومات، حتى لو تقدمت على حركة حماس.
أما بخصوص موضوع تزوير أو تأجيل هذه الإجراءات؛ لا أحد يملك أن يجيب عليها إلا الجهة التنفيذية التي ستقوم بذلك بأدوات ووسائل مختلفة، فجزء منها متعلق بالحكومة والأمن، وجزء في لجنة الانتخابات، وجزء بالرقابة على هذه الانتخابات سواء كانت محلية أو دولية، خاصة ما نشهده من تضييق وملاحقة وتدخل في العملية الانتخابية، وهذا يأتي في نفس السياق للتأثير على مجريات هذه الانتخابات ونزاهتها.
– بعد اعتقال أبو كويك كيف يأمن كل من يعمل ويحضر للانتخابات؟
هل هناك ضمان بالأمان لأي كان من قبل الاحتلال الإسرائيلي؟ لا توجد أي ضمانات، وتجربتنا السابقة وحتى هذا اليوم تؤكد ذلك؛ فالاحتلال قام باعتقال نواب المجلس التشريعي لسنوات طويلة، ورؤساء المجالس المحلية الذين انتخبوا عن حركة حماس، واعتقال أبو كويك وغيره من القيادات في الضفة الغربية واستدعائهم للمقابلات أو الاتصال والتهديد من الاحتلال يؤكد وجود قلق وتدخل من الإقليم ومن الدوائر الأمنية والحكومية في دولة الاحتلال، وخشيتها من إجراء الانتخابات.
– لماذا دعمتم قوائم معينة ولم ترشحوا قوائم باسم حركة حماس في المحافظات والبلدات؟
إدراكا من حماس بالمعطيات والظروف المحلية والدولية؛ ولتفويت الفرصة على المتربصين بذرائع مختلفة بحصار شعبنا، وبقناعتنا بضرورة الشراكة الحقيقية للكل الفلسطيني وعدم التفرد، عملت الحركة على محاولة إشراك وتنسيق هذه القوائم لإعطاء الفرصة للجميع في خدمة أبناء الشعب الفلسطيني، مع التأكيد أن هذه الانتخابات لا تعكس واقع القوى السياسية وإن كانت جزءا من ذلك، من أجل ذلك تم دعم وترتيب هذه الاجراءات والقوائم بهذا الشكل بالإضافة إلى أسباب متعلقة بملاحقة الاحتلال وغيرها.
– باعتقادكم هل ستدفع ممارسات السلطة وما حدث في نابلس مؤخرا الآلاف للانتقام عبر صناديق الانتخابات المحلية؟
في تقديري أن حالة الفساد المستشري في السلطة الفلسطينية والمحسوبية والفلتان الأمني، وعدم وجود أفق سياسي أو خطط اقتصادية تنموية وغير ذلك الكثير، هي أسباب تراكمية أكدت للمواطن الفلسطيني على فشل السلطة والحكومة في إيجاد الحلول لهذه القضايا وما حصل في نابلس وغيرها يؤكد على ذلك. والمواطن الفلسطيني سيحاكم كل من قصّر وفرط وتنازل عندما تتاح له الفرصة، سواء في صناديق الاقتراع أو غيرها.
– ماذا عن مقولة خروجكم من المشهد السياسي بالانتخابات كما دخلتموه بها؟
لم تحترم السلطة الفلسطينية نتائج الانتخابات عام 2006 حيث عملت على تعطيل المجلس التشريعي وعدم السماح للمجالس المحلية القيام بعملها على أكمل وجه عندما فازت حركة حماس، وكذلك تواطؤ المجتمع الدولي بحصار حماس رغم الشرعية التي اكتسبتها من خلال صناديق الاقتراع وثقة شعبها، وحماس لا تخشى الانتخابات، والظاهر أن الآخرين يخشون الانتخابات ويخافون منها ولا يؤمنون بالشراكة السياسية، ويمارسون حالة التسلط والديكتاتورية بأشكال مختلفة وإلغاء الآخر سواء كان بانتخابات على مقاييسهم أو بوسائل أخرى، ولكن الحقيقة التي لا يمكن لأحد إنكارها، ثقل وشعبية هذه الحركة لدى الشعب الفلسطيني.
– ما هي قراءتكم للتهويل الصهيوني من إمكانية اكتساح حماس للانتخابات؟
-إن رفع سقف التوقعات من قبل المحللين الإسرائيليين والسياسيين والمؤسسة الأمنية الإسرائيلية وبعض الأطراف العربية والفلسطينية، في نجاح وتضخيم مشاركة حماس في هذه الانتخابات، الهدف منها في تقديري أن التخوف الحقيقي يكمن في مبدأ مشاركة حماس وإعادة دورها التنظيمي في المجتمع والمؤسسات المدنية، وكسر حلقة الرفض والقبول لها في الضفة عموماً، وأن هذا الحراك سيساهم في إعادة بنيتها التنظيمية بعد كل ما بُذل من ملاحقة وتضييق عليها سواء من الاحتلال أم من السلطة وأجهزتها الأمنية.
– ما تعليقكم على اعتبار حركة فتح قوائم التزكية والتوافق في بعض المناطق فوزا لها؟
المشاركة في العملية الديمقراطية تُعرف بأدواتها المختلفة الترشيح، الانتخاب، والدعاية الانتخابية وعليه فإن أي مجلس يُحسم بدون انتخابات فلن يدخل ضمن تقييم السلوك التصويتي للناخب الفلسطيني وهل ما زال بعد كل هذه الضغوط يحتضن فصائل المقاومة وحركات المعارضة ورفضه لكل المشاريع التي تنتهجها قيادة السلطة.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

حماس: شعبنا وعائلاته الأصيلة يشكّلون السدّ المنيع في وجه الفوضى ومخططات الاحتلال
المركز الفلسطيني للإعلام حيّت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” جماهير شعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة، وفي طليعتهم العائلات والعشائر الكريمة، التي...

وجهاء غزة للعالم: كفى صمتا وتحركوا عاجلا لنجدة غزة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أدان وجهاء قطاع غزة وعشائرها -اليوم السبت- استخدام جيش الاحتلال الإسرائيلي الغذاء والتجويع "سلاحا" ضد أبناء القطاع،...

مقتل جنديين وإصابة 4 آخرين بكمين في رفح
رفح - المركز الفلسطيني للإعلام قتل جنديان صهيونيان وأصيب 4 آخرون - اليوم السبت- بكمين في رفح جنوب قطاع غزة. وأفاد موقع حدشوت لفني كولام، بمقتل...

القسام يبث تسجيلا لأسير إسرائيلي بعد نجاته من قصف قبل أسابيع
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام نشرت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، السبت، تسجيلا مصورا لأسير إسرائيلي قال فيه، إنه يحمل الرقم 24، وإنه...

مستوطنون يحتجزون 3 صحفيين في رام الله
الضفة الغربية- المركز الفلسطيني للإعلاماحتجز مستوطنون، اليوم السبت، ثلاثة صحفيين وناشطا في قرية المغير شمال شرق رام الله، فيما اعتقلت قوات الاحتلال...

362 عملاً مقاوماً في الضفة والقدس خلال إبريل
الضفة الغربية- المركز الفلسطيني للإعلامتواصلت أعمال المقاومة في الضفة الغربية والقدس المحتلة، ضد قوات الاحتلال ومستوطنيه خلال شهر إبريل/نيسان...

المجاعة تتفشى بمستويات كارثية والأورومتوسطي يوثق ارتفاعًا حادًا في معدلات الوفاة الطبيعية
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام وثق المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان ارتفاعًا حادًّا في معدلات الوفاة الطبيعية بين البالغين من سكان قطاع غزة، إلى...