الجمعة 14/مارس/2025

عبد الهادي غالي .. فلسطيني مفقود بغزة وعائلته تبحث عن بصيص أمل

عبد الهادي غالي .. فلسطيني مفقود بغزة وعائلته تبحث عن بصيص أمل

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام

في مشهد يختلط فيه الألم بالغموض، تعيش أسرة عبد الهادي أحمد سعد غالي واحدة من أقسى لحظات حياتها، بعد أن فقدت آثاره بعد اجتياح قوات الاحتلال الإسرائيلي منطقة الهلال الأحمر غرب خان يونس في فبراير 2024.

عبد الهادي، الذي لم يتجاوز عامه السادس والثلاثين، هو عامل بسيط يعيل أسرته المكونة من زوجته وطفله الصغير.

ووفقًا لما ذكرته زوجته، فإن القلق المستمر حول مصيره قد جعلها لا تذوق طعم النوم منذ يوم اختفائه. وتغفو وتصحو على أمل سماع أخبار تطمئن قلبها، ولا تزال تساؤلاتها تحاصرها: هل هو حيّ؟ أم أنه استشهد في تلك اللحظات التي عصفت بحياة العائلة؟.

ويروي صديقه المقرب، جمال أبو سعيد، أن عبد الهادي أصيب برصاص الاحتلال خلال وجوده في منطقة الهلال الأحمر، وفي وقت لاحق، أجبرت زوجته على النزوح مع طفلها إلى مناطق أكثر أمانًا، ليزداد الحزن في قلبها ويكبر القلق على مصير زوجها.

منذ ذلك الحين، تحول سؤال “أين هو؟” إلى همٍ يومي لا ينفك عن قلب العائلة، التي تواصل البحث عن أي خيط يقودها لمعرفة مصير عبد الهادي.

أما والدته، فتكاد أن لا تحتمل تفكيرها المستمر في مصير ابنها، قلبها مفطور على الانتظار، وبين كل دقيقة تمر، يزداد أملها في أن تصل إليها أي معلومة، حتى لو كانت قاسية، لتكشف لها حقيقة ما حدث. “حتى لو كان استشهد، أريد أن أعرف”، بهذه الكلمات البسيطة والموجعة، تعبر الأم عن حجم المعاناة التي تعيشها، والألم الذي لا يستطيع الزمن أن يخففه.

تعد هذه الحالة جزءًا من سلسلة المعاناة اليومية التي يعيشها أهل غزة، الذين لا يزالون يواجهون مصيرهم المجهول بسبب الحروب والاعتداءات العسكرية المتواصلة. ومع ذلك، يبقى أمل العائلة في معرفة مصير عبد الهادي هو شعاع الأمل الوحيد الذي يتشبثون به في ظلمات الانتظار.

أسرة عبد الهادي، مثل غيرها من ذوي أكثر من 14 ألف فلسطيني فقد الاتصال بهم خلال حرب الإبادة، وتواصل أسرهم البحث عنهم بلا جدوى.

وأينما توجهت الأنظار في غزة، تبقى الحقيقة الوحيدة هي أن هذه المعاناة لا تنتهي إلا بمعرفة الحقيقة، مهما كانت مرارتها.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات