الجمعة 14/مارس/2025

البروتوكول الإنساني .. مماطلة إسرائيلية تُفاقم المعاناة في غزة

البروتوكول الإنساني .. مماطلة إسرائيلية تُفاقم المعاناة في غزة

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام
رغم مرور أسابيع على إعلان وقف إطلاق النار، لا تزال إسرائيل تماطل في تنفيذ التزاماتها التي تضمنها البروتوكول الإنساني؛ ما يهدد بتفاقم الكارثة الإنسانية في قطاع غزة.

فمنذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، فرضت إسرائيل حصارًا خانقًا وأدارت عملياتها العسكرية بوحشية تسببت في كارثة إنسانية غير مسبوقة.

ومع الجهود الدولية لوقف إطلاق النار، ترافقت المحادثات مع مطالب إنسانية أساسية، تضمنت إدخال المساعدات، تأمين المناطق الآمنة، وإطلاق الأسرى وفقًا لبروتوكول إنساني متفق عليه ضمن إطار أوسع يشمل وقف إطلاق النار وصفقة تبادل الأسرى. إلا أن إسرائيل مارست مماطلة ممنهجة في تنفيذ هذا البروتوكول، مما أدى إلى تفاقم الأوضاع وتأخير تنفيذ أي تسوية شاملة.

وفقًا لتقارير ميدانية، فإن عدد الشاحنات التي دخلت القطاع منذ بدء الهدنة وحتى الأول من فبراير بلغ 8,251 شاحنة، لكن 35% فقط من هذه المساعدات وصلت إلى شمال غزة، حيث يعاني عشرات الآلاف من النازحين من ظروف معيشية مأساوية.

وفيما يحتاج القطاع إلى 120 ألف خيمة لإيواء النازحين، لم يصل سوى 10,000 خيمة، نصفها من الأمم المتحدة ومصر، بينما يبقى الباقي معلقًا دون تبرير واضح.

أما أزمة الوقود فتزداد تفاقمًا، إذ لم يدخل سوى 730 ألف لتر، في حين تحتاج غزة إلى تدفق يومي مستمر للحفاظ على الحد الأدنى من النشاط الاقتصادي والخدماتي، وسط توقف معظم المرافق الحيوية بسبب النقص الحاد في الطاقة.

في قطاع يعاني من دمار واسع، لم تُدخل إسرائيل سوى 4 وحدات فقط من المعدات الثقيلة، ليس لرفع الأنقاض أو إنقاذ الضحايا، بل لصيانة معبر رفح الحدودي! في المقابل، أكثر من 85% من آبار المياه مدمرة، فيما يحتاج ترميم 100 بئر شمال القطاع إلى 5 ملايين دولار، وهو مبلغ لا يكاد يوازي تكلفة إعلان تلفزيوني في العالم الخارجي.

ويؤكد الكاتب والمحلل السياسي وسام عفيفة أن الاحتلال لا ينتهك فقط بنود البروتوكول الإنساني، بل يُعيد صياغة القهر كسياسة يومية، بينما الوسطاء الضامنون يقفون على مسافة آمنة لضمان استمرار إطلاق أسرى الاحتلال.

ويتساءل: هل يستمر إطلاق أسرى الاحتلال، بينما يبقى أهل غزة أسرى الجوع والتشرد والقهر؟”

وتزامنًا مع تعثر إدخال المساعدات، من المقرر أن تسلم كتائب القسام أسماء أسرى الاحتلال المقرر الإفراج عنهم غدًا السبت في الدفعة الخامسة للتبادل.

وفي هذا الصدد يشير الكاتب والمحلل السياسي إياد القرا إلى أنه قبل ساعات من تسليم كتائب القسام لأسماء الدفعة الجديدة من الأسرى المقرر الإفراج عنهم غدًا السبت، لم يلتزم الاحتلال الإسرائيلي بالبروتوكول الإنساني المتفق عليه، خاصة فيما يتعلق بإدخال البيوت المتنقلة والخيام، والمعدات اللازمة لإزالة الأنقاض، وتأهيل المستشفيات، وتوفير الوقود، مما يزيد من معاناة المواطنين والنازحين في ظل الشتاء القاسي.

حماس من جهتها دعت الوسطاء، خاصة مصر وقطر، للتدخل والضغط على الاحتلال لضمان تنفيذ الاتفاق، في وقت يواصل فيه الاحتلال مماطلته في الوفاء بالتزاماته الإنسانية.

في ضوء هذا التعثر، دعت حركة حماس الوسطاء، خصوصًا مصر وقطر، للتدخل والضغط على إسرائيل لضمان تنفيذ الاتفاق.

ووفق الخبراء فإن الاحتلال يستخدم المساعدات الإنسانية كوسيلة ضغط سياسي، ما يهدد بفشل الجهود الرامية لتثبيت التهدئة وإتمام صفقات تبادل الأسرى.

وسط هذه التطورات، يتزايد التساؤل حول مدى جدية الوسطاء في الضغط على إسرائيل للوفاء بالتزاماتها. فهل يتمكن المجتمع الدولي من إجبار الاحتلال على الالتزام بالبروتوكول الإنساني، أم أن سكان غزة سيظلون أسرى للمساومة السياسية وضحايا للإبادة الجماعية التي تشنها إسرائيل؟

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات