الثلاثاء 18/فبراير/2025

ورقة حقائق: هكذا غذّت الثقافة الإبادية في المجتمع الإسرائيلي الحرب على غزة

ورقة حقائق: هكذا غذّت الثقافة الإبادية في المجتمع الإسرائيلي الحرب على غزة

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام

قدم مركز الدراسات السياسية والتنموية، اليوم الأحد، ورقة حقائق تحت عنوان: “الثقافة الإبادية في المجتمع الإسرائيلي وكيف غذَّت الحرب على غزة”.

وتناولت الورقة جذور الثقافة الإبادية في المجتمع الإسرائيلي، التي تقوم على عقيدة التطهير العرقي ومحو الوجود الفلسطيني، وتوضح أن هذه الثقافة ليست رد فعل مؤقتاً، بل متأصلة في البنية السياسية والاجتماعية الإسرائيلية، كما تعكسها تصريحات المسؤولين، الفتاوى الدينية، والمناهج التعليمية.

وتُبرز الورقة الحرب على غزة كأداة لتنفيذ هذه العقيدة عبر تدمير شامل يستهدف البنية التحتية والسكان، داعيةً إلى تعزيز الصمود الفلسطيني وفضح العنصرية الإسرائيلية دولياً.

وأوضحت الورقة أن الإحصاءات أشارت بوضوح إلى أن حكومة الاحتلال وجيشه عملوا وفق خطةٍ ممنهجةٍ لتقويض مقومات الحياة والمجتمع الفلسطيني في غزة، وأنهم اتخذوا من هذه الحرب غطاءً لجعل ظروف البقاء مستحيلةً للسكان بعد انتهاء الحرب.

يشار إلى استشهاد أكثر من 16 ألف طفل و11 ألف امرأة منذ بدء الحرب على غزة، ونزوح أكثر من مليوني مواطن بفعل القصف، وتدمير 150 ألف وحدة سكنية بالكامل و80 ألف وحدة غير صالحة للسكن، فيما تقدّر الخسائر الاقتصادية المباشرة بحوالي 35 ملياردولار.

وذكرت الورقة أنه خلال هذه الحرب رصدت العديد من التصريحات الإعلامية لكبار المسئولين السياسيين والعسكريين الإسرائيليين التي حملت تعبيراً صريحاً عن نيَّة الإبادة الشاملة ضد الفلسطينيين، وتأكيدًا أن العدد المهول من الضحايا والتدمير ليس مجرد نتيجة اضطرارية للحرب، بل تم وفق خطةٍ مقصودةٍ من دولة الاحتلال.

ولفت المركز إلى أن رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وجه رسالة إلى أهالي غزة في خطـاب متلفـز في 7 أكتوبر 2023، “أن يغادروا الآن” .

وصرح في 15 أكتوبر 2023، بـأن “الجنود الإسرائيليين يفهمـون نطـاق المهمة وهـم مسـتعدون  لهزيمة “الوحـوش المتعطشة للدمـاء التـي قامـت لتدميرنـا”.

وفي 16 نوفمبر 2023، وصف نتنياهو في خطاب رسمي للكنيست الإسرائيلي، الوضــع بأنه “صراع بين أبناء النـور وأبنـاء الظلام، وبين الإنسانية وقانـون الغـاب”.

وفي 12 أكتوبر 2023، أوضح الرئيس الإسرائيلي إسـحاق هرتسـوغ، أن “إسـرائيل” لا تميز بـن المسلحين والمدنييـن في غـزة، حيـث صـرح في مؤتمرٍ صحفـي لوسـائل الإعلام الأجنبية فيمـا يتعلـق بالفلسطينيين في غـزة، والذيـن يزيـد عددهـم عـن مليـون طفـل: “إنهـا أمـة بأكملهـا هنـاك مسـؤولة. ليـس صحيحـاً هـذا الخطاب عـن المدنيين غيـر المدركين وغيـر المشاركين، ليـس صحيحـاً علـى الإطلاق، وسـنقاتل حتــى نكســر عمودهــم الفقــري”.

فيما صرح وزيـر جيش الاحتلال يوآف غالانت، في 9 أكتوبـر 2023، بــأن “إســرائيل” تفــرض حصــاراً كاملاً علــى غــزة، لا كهربــاء، لا طعــام، لا مــاء، لا وقــود، كل شــيء مغلــق.

وصرح وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، في خطـاب تلفزيوني في 10 نوفمبر 2023، قائلاً:

“لتكـن الأمور واضحـة، عندمـا نقـول إن حمـاس يجـب أن تُدمـر، فهـذا يعنـي أيضـاً الذيـن يحتفلـون، والذيـن يدعمـون، والذيـن يوزعـون الحلوى- جميعهـم إرهابيـون، ويجـب أن يدمَّروا”.

كما صرح وزير جيش الاحتلال سابقًا، يسرائيل كاتس، في 13 أكتوبـر 2023 علــى تويتــر: “جميــع الســكان المدنيين في غــزة مأمــورون بمغادرة المكان فــوراً، ســننتصر، لــن يتلقــوا قطــرة مــاء أو بطاريــة واحــدة حتــى يغــادروا العالــم”.

وقال قائـد في الكتيبـة 2908 في جيش الاحتلال الإسرائيلي يائير بن داود في فيديـو نشر في 21 ديسمبر 2023: “إن جيش الاحتلال الإسرائيلي دخـل بيـت حانـون وفعـل هنـاك كمـا فعـل شـمعون وليفـي في نابلـس”، وأن “كل غـزة يجـب أن تشـبه بيـت حانـون”، في إشـارة إلـى تدمير بيت حانون بالكامل.

وتدور الكتب الإسرائيلية، ضمن التصور الإسرائيلي السائد، عن ضرورة محو وإقصاء الفلسطينيين العرب من بلادهم، بما يتضمن ذلك من السيطرة على أكبر كم من الأرض، بكافة السبل الممكنة، وينطوي على ما سبق نزع للإنسانية، واستعلاء، والتعامل مع الفلسطينيين باعتبارهم خطرًا أمنيًا دائمًا، بما يشمل حتى أمننة اللغة العربية.

وفي الضفة، قالت الورقة إن من مؤشرات رسوخ الفكر الإبادي في العقلية الإسرائيلية تكرار التهديدات الموجهة من قبل وزراء ومسئولين في النظام الاستعماري الصهيوني للضفة بمصيرٍ مشابهٍ لغزة رغم الهدوء الأمني الكبير الذي تشهده الضفة منذ عملية السور الواقي عام 2002 باستثناء عمليات فرديةٍ متفرقةٍ.

وفي أغسطس 2024، صرح يسرائيل كاتس، بأنه يجب التعامل مع مخيم جنين بالطريقة نفسها التي يتم بها التعامل مع قطاع غزة ويجب إخلاؤه.

وفي أعقاب مقتل ثلاثة مستوطنين في عملية فدائيةٍ فلسطينيةٍ في قرية الفندق بتاريخ 6 يناير 2025، قال وزير المالية الإسرائيلي بتسموئيل سموتريتش:”إذا أردنا ضمان أمن مناطقنا مثل كفار سابا، يجب أن نتعامل مع مناطق مثل الفندق، ونابلس، وجنين بالطريقة نفسها التي نتعامل بها مع جباليا”.

أما وزير الطاقة إيلي كوهين فقد قال: “جنين ونابلس يجب أن تعاملا مثل الشجاعية وبيت حانون”

وفي نفس السياق، صرح رئيس مجلس كدوميم، عوزئيل فتيك: “علينا أن ندخل إلى القرى في الضفة، ونصادر الأسلحة، ونقضي على المسلحين، كما نفعل في غزة، وكما نفعل في أماكن أخرى، علينا أن نفعل الشيء نفسه في الضفة، علينا الدخول وتدمير الأحياء في الضفة”.

وشدد المركز على أن طبيعة الحرب الإبادية الشاملة التي يشنها الكيان الإسرائيلي على غزة منذ السابع من أكتوبر 2023، ابتعدت كثيراً عن مجرد رد فعلٍ على الهجوم الفلسطيني، فهذه الحرب تجلي ثقافةً صهيونيةً راسخةً لا ترى في الوجود الفلسطيني إلا خطراً يجب محوه من الوجود.

وبيّن أن الإجماع الإسرائيلي على فكرة الإبادة راسخ لا يتأثر بالاختلافات السياسية الداخلية في الدولة الاستعماريَّة، إذ يغذي الموروث الديني والمناهج التعليمية والفضاء الثقافي العام في الكيان الإسرائيلي نفوس المواطنين بثقافة الإبادة وإلغاء الفلسطيني من الوجود.

وطالب مركز الدراسات السياسية والتنموية، بدعم بقاء الشعب الفلسطيني في أرضه وتعزيز عوامل صموده، لافتًا إلى أن ذلك يتحقق من خلال مبادرات تنموية مستدامة تعزز الوجود الفلسطيني في المناطق المهددة بالتطهير أو التهجير.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

40 أمر اعتقال إداري بحق فلسطينيين من الضفة

40 أمر اعتقال إداري بحق فلسطينيين من الضفة

رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام أصدرت محاكم الاحتلال العسكرية، اليوم الثلاثاء، 40 أمر اعتقال إداري (ما بين جديد وتجديد) بحق أسرى فلسطينيين من...

8 خروقات إسرائيلية لهدنة لبنان خلال 24 ساعة

8 خروقات إسرائيلية لهدنة لبنان خلال 24 ساعة

بيروت – المركز الفلسطيني للإعلام ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي، خلال الـ 24 ساعة الماضية، 8 انتهاكات جديدة لـ "الهدنة" ووقف إطلاق النار مع لبنان...