الثلاثاء 14/يناير/2025

فيديو المجندة الإسرائيلية الأسيرة .. الرسائل والدلالات

فيديو المجندة الإسرائيلية الأسيرة .. الرسائل والدلالات

غزة – المركز الفلسطيني للغعلام

في اليوم الـ 456 للإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة، وفي ذروة المفاوضات غير المباشرة للتوصل لوقف إطلاق نار، نشرت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، تسجيلاً جديدًا للأسيرة الإسرائيلية ليري ألباج.

ويمثل الفيديو الذي استغرق 11 دقيقة و35 ثانية، تحولاً نوعياً في الخطاب الإعلامي للقسام، حيث أظهرت المجندة البالغة من العمر 19 عامًا في زي يشبه الزي العسكري الإسرائيلي، وجاءت هذه الخطوة بالتزامن مع استئناف المفاوضات في الدوحة، وتصاعد الضغوط الشعبية في إسرائيل للتوصل إلى صفقة لوقف النار.

دلالات التوقيت

يرى الباحث السياسي ساري عرابي أن اختيار توقيت نشر الفيديو ليس عشوائيًا، بل يأتي ضمن استراتيجية إعلامية مدروسة، مبينا أن نشر الفيديو يوم السبت، وهو يوم عطلة في إسرائيل، يهدف إلى ضمان مشاهدة واسعة وتفاعل أكبر من المجتمع الإسرائيلي، وفق ما نقلته الجزيرة.

وأوضح أن التزامن مع المفاوضات في الدوحة يشير إلى رغبة المقاومة في تعزيز موقفها التفاوضي من خلال الضغط الشعبي الإسرائيلي.

الرسائل السياسية والعسكرية

وتوقف عرابي عند مجموعة من الرسائل السياسية والعسكرية للفيديو:

ظهور المجندة بالزي العسكري: يعكس الفيديو رمزية قوية، حيث يسلط الضوء على التجنيد الإجباري للشباب الإسرائيلي، خاصة الفتيات، وإظهارهن كضحايا لسياسات الحكومة.

المسؤولية المزدوجة: وجهت الرسائل بشكل مباشر إلى وزير الجيش يسرائيل كاتس ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، متهمة إياهم بالتقصير في إنقاذ الأسرى. كما تم تحميل الجيش الإسرائيلي مسؤولية إضافية عن مصير المجندة وزميلتها المصابة.

الضغط الزمني: أشار الفيديو إلى تدهور حالة إحدى الأسيرات المصابات، مما يضع المفاوضات في إطار زمني حرج ويزيد من الضغط لتحقيق تقدم سريع.

أبعاد الإعلام الإسرائيلي

يشير الخبير في الشأن الإسرائيلي مهند مصطفى إلى التحول اللافت في تعامل الإعلام الإسرائيلي مع فيديوهات القسام، مؤكدًا أن الفيديو الأخير لقي تفاعلاً واسعًا وسريعًا مقارنة بالفيديوهات السابقة.

يعزو مصطفى -في تصريحات عبر الجزيرة- ذلك إلى تزايد المطالب الشعبية في إسرائيل لعقد صفقة تبادل أسرى. كما يلفت إلى أن الفيديو يُعد الأول من نوعه الذي يظهر مجندة إسرائيلية شابة، مما يضفي بُعدًا عاطفيًا قويًا.

إخراج احترافي ورسائل مدروسة

الباحث السياسي سعيد زياد وصف الفيديو بأنه نقلة نوعية من حيث الإنتاج والإخراج. استخدام تقنيات تصوير احترافية، خاصة مشاهد النفق، يعكس اهتمام القسام بإيصال رسائل قوية تتعلق بمعاناة الأسرى وأبعاد القضية. كما أن التركيز على معاناة المجندة النفسية يهدف إلى تعزيز التأثير على الرأي العام الإسرائيلي.

ردود الفعل الإسرائيلية

وأثار الفيديو ردود فعل واسعة في إسرائيل، شكلت ضغطا على حكومة الاحتلال الصهيوني. فقد نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن والدة المجندة قولها: “نحتاج لأفعال من نتنياهو وحكومته لإعادة الأسرى”.

كما عزز الفيديو – وفق الخبراء- من حالة الاستياء الشعبي ضد حكومة الاحتلال، مع دعوات متزايدة للإسراع في التوصل إلى صفقة تبادل.

سبق أن بثت كتائب القسام تسجيلًا للأسير الإسرائيلي متان تسانجاوكر، وجه فيه انتقادات حادة لنتنياهو.

وأعلنت كتائب القسام مقتل عشرات الأسرى الصهاينة نتيجة القصف الإسرائيلي منذ بدء العدوان على غزة في أكتوبر 2023.

ووفق الخبراء؛ الفيديوهات المتكررة تُظهر تحولاً مدروسًا في خطاب المقاومة، من خلال التركيز على الأبعاد الإنسانية والسياسية والعسكرية.

رسالة القسام من فيديو المجندة الإسرائيلية تتجاوز مجرد التأكيد على حياة الأسرى، بل تحمل أبعادًا سياسية وعسكرية تهدف إلى تعزيز موقف المقاومة في المفاوضات. هذه الخطوة تعكس استراتيجية إعلامية متكاملة تسعى إلى كسب تأييد الشارع الإسرائيلي وإبراز تقصير حكومته تجاه أسرى الحرب.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات