غرق الخيام .. مأساة جديدة تلاحق النازحين مع استمرار الإبادة في غزة

غزة- المركز الفلسطيني للإعلام

من شمال قطاع غزة إلى جنوبه، تكررت صور المعاناة والقهر بعد غرق خيام النازحين جراء الأمطار الشديدة، في وقت لفحت الأجواء الباردة الأطفال والنساء مع غياب الملابس والأغطية المناسبة.

ومع استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، غمرت مياه الأمطار خيام النازحين، ما زاد من معاناة آلاف الأسر التي فقدت منازلها جراء القصف المستمر.

معاناة بلا حدود

في مدينة غزة، غرقت غالبية خيام النازحين الذين قدم أغلبهم مؤخرًا من شمال غزة، مع اشتداد الأمطار وعدم توفر أماكن مناسبة ولا حتى خيام تقي من المطر.

وقالت أم محمد وهي تحاول أن تدفئ أطفالها في حضنها: لقد غرقت كل الخيام، ماذا نفعل لم يعد هناك منازل أو حتى مدارس نلجأ إليها، وحتى الخيام قديمة وبالية لم تحتمل شدة الأمطار.

النازحون تحت المطر .. والبرد .. والجوع pic.twitter.com/E8ursZhuq2

— Islam bader (@islambader_1988) December 31, 2024

واستقبل مستشفى المعمداني في المدينة العديد من المرضى الذين يعانون من تداعيات البرد الشديد، وفق مصادر إعلامية.

نداءات استغاثة

وقال الدفاع المدني في غزة إنه تلقى مئات الاتصالات من النازحين الذين غمرت مياه الأمطار خيامهم. وأوضح أن طواقمه لا تستطيع سوى نقل الأسر إلى أماكن إيواء أخرى غالبًا غير صالحة، مما يتركهم في مواجهة مباشرة مع البرد والمطر.

ووجه الدفاع المدني نداءً عاجلًا إلى المنظمات الإغاثية والقادرين على تقديم المساعدة لإنقاذ الأسر المتضررة ونقلها إلى أماكن آمنة.

غرق آلاف العائلات في مخيمات النازحين، حيث تتفاقم معاناة النساء والأطفال وكبار السن داخل الخيام وسط ظروف مأساوية وصعبة للغاية. يأتي ذلك في ظل منع الاحتلال الإسرائيلي إدخال الأكياس الحرارية للنوم وغياب أدنى مقومات الحياة. pic.twitter.com/eI96w2WVhi

— أنس الشريف Anas Al-Sharif (@AnasAlSharif0) December 31, 2024

المعاناة في المواصي

وشهدت منطقة المواصي جنوبي القطاع ليلة قاسية مع دخول المنخفض الجوي يومه الثاني. وهطلت الأمطار بغزارة فجر اليوم، مما أدى إلى غرق الخيام المهترئة التي تؤوي مئات الآلاف من النازحين.

🌐 شاهد |خيام النازحين تغرق في مياه الأمطار بمنطقة مواصي خانيونس جنوب قطاع غرة pic.twitter.com/mJc2E7VBqf

— المركز الفلسطيني للإعلام (@PalinfoAr) December 31, 2024

وتفتقر معظم هذه الخيام إلى أبسط مقومات العيش، ولا توفر حماية من الرياح العاصفة أو البرد القارس.

أكثر من 100 ألف خيمة أصبحت غير قابلة للاستخدام، ما أجبر العائلات على مواجهة نقص وسائل التدفئة والملابس وسط ظروف صعبة للغاية، خاصة للأطفال والمرضى.

مأساة النازحين وسط القطاع

في غرب دير البلح، يعيش أكثر من مليون نازح أوضاعًا مأساوية. معظمهم يعتمد على المساعدات الخيرية للحصول على الطعام في ظل الحصار الإسرائيلي الذي يمنع إدخال الإمدادات الإغاثية.

ووفق وزارة الصحة؛ توفي 7 فلسطينيين، بينهم 5 أطفال، نتيجة البرد خلال الشهر الحالي، وهو ما يعكس مأساة تتزايد يومًا بعد يوم، حيث تُحاصر الأسر بين شبح القصف الإسرائيلي والظروف المناخية القاسية.

نشهد الله ان الوضع الأن مأساوي لدرجة لايمكن كتابتها او وصفها في منشور ،،

خيام غارقه ، أطفال ملابسها مبلله ترتجف من البرد ،، رياح عاتيه وامطار شديدة ، طين داخل الخيام وكل شيئ مبتل بالماء وأجواء في غاية الصعوبة اللهم رحمتك فينا

هنا غـ.زة#لنا_الله pic.twitter.com/A5rUMBInVy

— محمد سعيد 🇵🇸 (@MhmedPs) December 31, 2024

أزمة إنسانية

المكتب الإعلامي الحكومي أكد أن الاحتلال “الإسرائيلي” بأزمة إنسانية مأساوية جديدة تُهدد بموت آلاف النازحين بعد اهتراء 81% من خيامهم بالتزامن مع دخول فصل الشتاء وموجات الصقيع الشديدة، حيث يعيش النازحون ظروفاً قاسيةً تسببت خلال الأيام الماضية بوفاة خمس حالات بسبب شدة البرد ونتيجة تدمير الاحتلال للقطاع الإسكاني.

وأكد أن مليوني نازح يعيشون منذ أكثر من سنة كاملة في خيام مصنوعة من القماش، والتي أصبحت الآن غير صالحة للاستخدام بفعل عوامل الزّمن والظّروف الجوية. حيث إن 110,000 خيمة من أصل 135,000 خيمة أصبحت خارج الخدمة، أي ما نسبته 81% من الخيام قد تدهورت بشكل كامل.

غرق خيام النازحين في غزة.. pic.twitter.com/2P1n9m4Tmy

— أحمد حجازي 𓂆 (@ahijazi96) December 31, 2024

وحذر بأنَّ هذا الوضع الإنساني الكارثي هو نتيجة مباشرة لجريمة الإبادة الجماعية التي يرتكبها جيش الاحتلال “الإسرائيلي” الذي دمّر مئات آلاف المنازل لهؤلاء المواطنين بشكل كامل، ما دفعهم للجوء إلى العيش في خيام تفتقر إلى أدنى مقومات الحياة الكريمة.

وأشار إلى أن هذه الأزمة الإنسانية العميقة مستمرة في ظل وجود المجتمع الدولي والمنظمات الدولية والأممية دون أن يُحرّكوا ساكناً، ودون أن نرى خطوات عملية لتجاوز هذه الأزمة الإنسانية الخطيرة التي تودي بحياة النازحين والمواطنين.

وأدان بأشد العبارات هذه الممارسات الإجرامية التي طالت المدنيين الأبرياء ودفعتهم إلى هذه المعاناة المستمرة وذلك بفعل الاحتلال “الإسرائيلي” المجرم.

وحمّل الاحتلال “الإسرائيلي” المسؤولية الكاملة عن تدهور الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، وكذلك الإدارة الأمريكية والدول التي دعمت وشاركت في الإبادة الجماعية مثل بريطانيا وألمانيا وفرنسا، ونطالبهم بوقف الإبادة الجماعية.

وطالب المجتمع الدولي بالتَّحرك الفوري وممارسة دوره الفعلي للضغط على الاحتلال “الإسرائيلي” من أجل وقف جريمة الإبادة الجماعية، ووقف ممارساته العدوانية وضمان توفير الدعم اللازم لإغاثة المتضررين وفي مقدمة ذلك توفير مأوى لكل أسرة فلسطينية.

استمرار القصف الإسرائيلي

في خضم هذه المعاناة، واصلت قوات الاحتلال قصف مناطق متفرقة في القطاع واستشهد وأصيب المزيد من المواطنين.

ومنذ بدء العدوان في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، استشهد أكثر من 45 ألف فلسطيني، وأصيب أكثر من 108 آلاف، بحسب وزارة الصحة في غزة.

أمام هذه الأوضاع، يبقى الأمل معقودًا على استجابة المنظمات الإنسانية الدولية لتقديم العون للنازحين، الذين يواجهون حربًا مزدوجة من القصف الإسرائيلي وظروف الشتاء القاسية.