الإثنين 13/يناير/2025

فخري أبو دياب: عام 2025 سيكون حاسماً في التهويد الإسرائيلي للقدس

فخري أبو دياب: عام 2025 سيكون حاسماً في التهويد الإسرائيلي للقدس

القدس المحتلة – المركز الفلسطيني للإعلام

قال الخبير في شؤون القدس فخري أبو دياب، إن عام 2024 مثَّل مرحلة فارقة في استهداف الاحتلال الإسرائيلي للمسجد الأقصى ومحيطه، ووصفه بأنه “أحد أسوأ الأعوام منذ بداية الاحتلال”.

وبين أن عام 2024 شهد تطورات خطيرة، كان أبرزها تحويل النظرة إلى المسجد الأقصى ليصبح في عيون الاحتلال وجماعات الهيكل “معبدًا”، مع مساعٍ حثيثة لتغيير الوضع الديني والقانوني القائم.

وأوضح في حديث لموقع “فلسطين أون لاين”، أن الانتهاكات في المسجد الأقصى تصاعدت بشكل ملحوظ، وشملت أداء طقوس تلمودية غير مسبوقة مثل نفخ البوق وإدخال القرابين النباتية، فضلاً عن رفع علم الاحتلال داخل الباحات، لافتا إلى أن كل هذه الممارسات تمت تحت حماية شرطة الاحتلال التي تغاضت عن انتهاكات المستوطنين وسهلت اقتحاماتهم.

وأكد الخبير المقدسي أن خطط الاحتلال لتهويد القدس قطعت شوطًا كبيرًا في 2024، مبينًا أنه تحت الأرض، توسعت الحفريات والأنفاق أسفل المسجد الأقصى، وفوقها أُنشئت مشاريع تهويدية مثل متاحف توراتية وكنس، بينما حُولت القصور الأموية إلى ما يسمى “مرافق الهيكل”، ومنطقة عين سلوان إلى “مطاهر الهيكل”.

كما أقيم درج كهربائي يربط بين حارة الشرف (التي أصبحت حارة اليهود) وحائط البراق، إلى جانب جسر هوائي يصل منطقة الثوري بسلوان وباب المغاربة، مما سهل زيادة أعداد المقتحمين.

ولم تقتصر التهويدات -وفق أبو دياب- على المسجد الأقصى، بل شملت محيطه، حيث دُمرت مقابر إسلامية مثل مقبرة اليوسفية، وتم تقليص عدد القبور في مقبرة باب الرحمة، في حين زادت القبور اليهودية الوهمية في المنطقة.

وبين أن قوات الاحتلال هدمت 390 منشأة فلسطينية في القدس هذا العام، في تصعيد لسياسة هدم المنازل والمنشآت بهدف طرد السكان وتقليص أعداد المقدسيين، مع انتقال الاحتلال إلى الهدم الجماعي لأحياء بأكملها لاستبدال سكانها الفلسطينيين بمستوطنين.

ووفق معطيات نشرها مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابعة للأمم المتحدة بالأراضي الفلسطينية المحتلة (أوتشا)، في 20 أكتوبر 2024، فإن من بين المنشآت المهدومة 125 منزلا مأهولا و28 وحدة سكنية غير مأهولة، و39 منشأة تساعد أصحابها في توفير سبل العيش، و34 منشأة زراعية.

وحسب هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، فإن سلطات الاحتلال نفذت خلال نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي 52 عملية هدم طالت 63 منشأة، بينها 27 منزلاً مأهولاً، و2 غير مأهولة، و17 منشأة زراعية وغيرها، وتركزت في محافظات القدس بهدم 26 منشأة ثم محافظات الخليل بـ 10 منشآت، ونابلس بـ 7 منشآت.

عام الحسم

وحذر الخبير في شؤون القدس بأنه إذا استمر الوضع الحالي، فإن عام 2025 قد يشهد “عام الحسم”، حيث يعمل الاحتلال على فرض سيطرته الكاملة على القدس والأقصى، مشيرا إلى أن المخطط التهويدي يستغل الدعم الأميركي المطلق لحكومة الاحتلال، ويهدف إلى تهويد المدينة بالكامل، مما قد يؤدي إلى تحول القدس إلى أغلبية استيطانية مع وجود فلسطيني محدود.

وأكد أبو دياب أن عام 2024 سجل أرقامًا قياسية في اقتحامات المسجد الأقصى، حيث تجاوز عدد المقتحمين 65 ألفًا، مع تضاعف هذه الأرقام خلال الأعياد اليهودية والمناسبات التوراتية. وقال: إن جماعات الهيكل وظفت هذه المناسبات لتحقيق مكاسب تهويدية إضافية، بدعم مباشر من وزراء حكومة الاحتلال مثل إيتمار بن غفير وسموتريتش.

وأشار إلى، أن حكومة الاحتلال، التي تضم نصف وزرائها منتمين لجماعات الهيكل المتطرفة، تعمل بوتيرة متسارعة لتغيير هوية القدس والأقصى. وقال: استغلت هذه الحكومة الظروف الميدانية وانشغال المقاومة بعدوان غزة، مستفيدة من الإدارة الأميركية المتطرفة، لتحقيق خطوات متقدمة نحو تهويد المدينة والمقدسات الإسلامية.

كما شدد أبو دياب على أن القدس والمسجد الأقصى بحاجة ماسة إلى خطط واستراتيجيات واضحة لإنقاذهما من براثن التهويد، مؤكدا أن التخاذل العربي والدولي يمنح الاحتلال فرصة ذهبية لتنفيذ مخططاته. التحرك الفوري والجاد هو السبيل الوحيد لمواجهة هذا الخطر المحدق قبل فوات الأوان.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

حماس وتركيا تناقشان مفاوضات الصفقة

حماس وتركيا تناقشان مفاوضات الصفقة

اسطنبول- المركز الفلسطيني للإعلام ناقش مسؤولون بالمكتب السياسي لحماس، الإثنين، مع وزير المخابرات التركي إبراهيم كالين، التقدم المُحرز في مفاوضات...