معهد أمريكي يوقف طالباً بسبب مقال تضامني مع فلسطين

واشنطن – المركز الفلسطيني للإعلام

أوقف معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا طالب دكتوراه وحظر دخوله إلى حرم المعهد، وأنهى زمالته في أبحاث الدراسات العليا، لا لشيء سوى لكتابته مقالاً يتضامن مع غزة ضد الإبادة الجماعية، التي خلّفت حتى اليوم الأربعاء 44 ألفاً و805 شهداء، و106 آلاف و257 مصاباً، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم، ما دفع المحكمة الجنائية الدولية إلى إصدار مذكرتي اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير الأمن السابق يوآف غالانت، بتهمتي ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين في غزة.

وبراهلاد أيينغار طالب من أصول هندية، وباحث دكتوراه من قسم الهندسة الكهربائية وعلوم الكمبيوتر في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا. وفي مقاله الذي حمل عنوان “حول السلمية”، انتقد أيينغار قمع حرية التعبير في الحرم الجامعي الأميركي، التي تشهد انتفاضة واسعة التضامن مع الفلسطينيين في غزة، حيث يطالب الطلاب بوقف إطلاق النار والتعاون مع الاحتلال. وقد اعتبرت الجامعة أنه مقال “يدعو إلى العنف”.

مبررات معهد ماساتشوستس وادعاءاته

نُشر المقال في العدد الصادر في أكتوبر/ تشرين الأول من مجلة الطلاب “ريتن ريفولوشن”، وهي مطبوعة طلابية متعددة التخصصات تركز على التضامن مع الفلسطينيين. وقد حظر المعهد المجلة كاملة، وكتب عميد الحياة الطلابية في المعهد، ديفيد راندال، في رسالة إعلان حظر النشر: “في هذا الوقت، يُطلب منكم عدم توزيع هذا العدد من ريتن ريفولوشن في حرم معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا. كما يُحظر عليكم توزيعه في أي مكان آخر باستخدام اسم معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا أو اسم أي منظمة معترف بها من قبل المعهد”.

وادّعت إدارة معهد ماساتشوستس أن المقال يحتوي على لغة وصور غير مقبولة، بما في ذلك إشارات إلى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وهي حزب سياسي فلسطيني يساري المرجعية يؤمن بضرورة الكفاح لاستعادة حقوق الفلسطينيين، وفي مقدمتها حق العودة، وتقرير المصير، وإقامة دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس. كما ادعت الإدارة أن المقال “دعوة للاحتجاجات العنيفة”، بحسب زعمها.

“لا تسمحوا للإدارة بالسيطرة على خطابنا”

في بيان نشره محاميه على “إكس”، وصف أيينغار إيقافه بأنه “إجراء غير عادي”، وتابع أنه “يجب أن تهم هذه الإجراءات غير العادية الجميع في المعسكر”، و”طردي وحظر “ريتن ريفولوشن” من الحرم الجامعي نتيجة لهذه المقالة من شأنهما أن يشكّلا هجوماً غير مسبوق على حقوق الطلاب وأعضاء هيئة التدريس بالكامل. فكروا في السابقة التي وضعها معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا”، مضيفا: “في جميع أنحاء البلاد، هناك جهد منهجي من قبل إدارات الجامعات لقمع حرية تعبير أولئك الذين يعارضون الإبادة الجماعية في غزة، لذلك أوجه النداء التالي إلى جميع الطلاب والموظفين وأعضاء هيئة التدريس ذوي الضمير في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا: لا تسمحوا للإدارة بالسيطرة على خطابنا ورقابة المنشورات التي يديرها الطلاب”.