الخميس 20/مارس/2025

عمليات القسام في رفح.. لواء لا يسقط وحقائق تفضح أكاذيب الاحتلال

عمليات القسام في رفح.. لواء لا يسقط وحقائق تفضح أكاذيب الاحتلال

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام

من جديدٍ تتكشف الحقائق التي يتعمد الاحتلال الإسرائيلي إخفاءها، ويتأكد للرأي العام أن ما يعلنه القادة الإسرائيليون ما هو إلا أكاذيب للاستهلاك الإعلامي ومحاولة لمداراة فشلهم العسكري في تحقيق الأهداف المعلنة لهذا العدوان المستمر منذ 14 شهرَا، وهو ما أثبتته كتائب القسام خلال الأيام الأخيرة، عن طريق تنفيذ عمليات متعددة ونوعية في مدينة رفح، التي ادعى الاحتلال منذ زهاء شهرين أنه قضى على المقاومة فيها، ونجح في تفكيك كل ألويتها.

العمليات القسامية في رفح خلال نهايات شهر تشرين ثان/نوفمبر المنصرم، وبداية كانون أول/يناير الحالي، مثّلت ضربة قوية لمصداقية رواية الاحتلال الإسرائيلي الذي يُسوّق لانتصارات وهمية يزعم تحقيقها ضد المقاومة، بينما يقابل ذلك ما تبثه الكتائب من صور ومشاهد تؤكد أنها تعيد ترتيب صفوفها وتموضعاتها بين الحين والآخر حسب ما يستجد في الميدان من تطورات وأحداث، وأن الادعاء الإسرائيلي القضاء على المقاومة هو محض كذبٍ سرعان ما يتم فضحه ميدانيًّا وإعلاميًّا.

وأواخر أغسطس/آب الماضي، زعم وزير الدفاع الإسرائيلي آنذاك يوآف غالانت (أقيل لاحقا) أن الجيش الإسرائيلي “قضى على لواء رفح” التابع للقسام، وذلك بعد عملية برية بدأت في المدينة الحدودية مع مصر في السادس من مايو/أيار 2024.

ثأرًا للسنوار

والأيام القليلة الماضية أظهرت أن رفح تعود إلى الواجهة مجددًا بعد المعركة التي انتهت باستشهاد رئيس المكتب السياسي لحماس يحيى السنوار في حي تل السلطان غرب المدينة في 16 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وبثت كتائب القسام، أمس الأحد، مشاهد لعمليات نفذها مقاتلوها من خلال إعداد كمين مركب ضد جنود الاحتلال الإسرائيلي وآلياته بمدينة رفح جنوبي قطاع غزة؛ حيث قالت الكتائب إن العملية جرت في محيط مفترق برج عوض بحي الجنينة شرقي رفح يوم 22 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

وأضافت القسام -في بثٍّ مصوّر- أن العملية المركبة جاءت انتقامًا لدماء لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس الشهيد يحيى السنوار، وأطلقت عليها اسم عملية “الانتصار الأول لدماء السنوار”.

وأظهر البث القسامي أن الكتائب اعدت ثلاثة كمائن، لقوات الاحتلال في مدينة رفح حول محور صلاح الدين (فيلادلفيا)، وأن الكمين الأول مرّ بعدة مراحل بدأت بعمليات قنص استهدفت جنودًا إسرائيليين قدموا من محور صلاح الدين، ثم ضرب آليات الاحتلال وقوات النجدة بقذائف مضادة للدروع.

واستهدف مقاتلو القسام -حسب ما ظهر في المشاهد- دبابة “ميركافاة” وجرافة عسكرية من طراز “دي 9” بقذيفتي “الياسين 105″، كما استهدفوا مبنى سكنيًّا تحصن داخله 7 جنود إسرائيليين -على الأقل- بقذيفة مضادة للأفراد.

وفي رسالة تؤكد أن الكمين الذي نُفّذ لم يكن عملية عابرة، بل هو حلقة في سلسلة عمليات تقوم بها المقاومة في مدينة رفح، تعهدت القسام -في ختام الفيديو- بأن تبث كمينًا مركبًا ثانيًا في وقت لاحق.

عمليات مركبة

وشهدت مدينة رفح تنفيذ عدة عمليات أعلنت عنها كتائب القسام خلال الأسبوع الماضي، ومن بينها عملية مركبة بدأت بعد قنص 4 جنود إسرائيليين ببندقية “الغول”؛ حيث أكدت الكتائب مقتل جنديين إسرائيليين فيها.

وأوضحت القسام في بيانها أن مقاتليها استهدفوا دبابة “ميركافاة” -جاءت لنجدة الجنود- بقذيفة “الياسين 105” المضادة للدروع، مؤكدة اشتعال النيران فيها، كما استهدفت جرافة عسكرية تقدمت لسحب الدبابة المحترقة بقذيفة مضادة للدروع، مع هبوط طيران مروحي لإجلاء القتلى والمصابين، وفق بيان الكتائب.

تخطيط بعناية

وتعليقًا على ذلك، قال الخبير العسكري العقيد المتقاعد حاتم كريم الفلاحي إن العملية المركبة التي أعلنت كتائب القسام تنفيذها في رفح جنوب قطاع غزة تحمل رسائل ودلالات عسكرية، مشيرًا إلى أنها جاءت بعد سلسلة عمليات ضد جيش الاحتلال نفذت في جباليا وبيت لاهيا شمالًا، وحي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة، ومخيم البريج في المحافظة الوسطى.

وأضاف الفلاحي -في تصريح لشبكة الجزيرة- أن عودة القتال إلى رفح تدحض مزاعم إسرائيل بالقضاء على لواء رفح التابع لكتائب القسام بعد معركة برية استمرت 4 أشهر، مبينًا أن هذه التطورات الميدانية تؤكد أن عمليات المقاومة لا تتركز في منطقة واحدة وإنما في أغلب مناطق القطاع، في ترجمة وتجسيد لـ”حرب العصابات التي تنتهجها المقاومة حاليًّا في غزة”، وبناء على ذلك، فإن هذه العمليات تؤكد قدرة المقاومة على تكبيد جيش الاحتلال خسائر بشرية ومادية في مختلف مناطق المواجهة.

وبشأن العملية المركبة في رفح، يعتقد الخبير العسكري أنه جرى التخطيط لها بعناية من قبل القسام، واستندت فيها على قدرات ووسائل لا تزال تستخدمها فصائل المقاومة.

الاحتلال يكذب

من جهته قال الخبير العسكري اللواء فايز الدويري إن الاحتلال خلال الفترة الماضية نجح في إعادة الانتشار في رفح، وهو ما يفسر قلة الإعلان عن تنفيذ عمليات في المدينة؛ حيث تعتمد كتائب القسام على استهداف العدو من مسافة صفر.

وتعليقًا على ادعاءات الاحتلال سابقًا القضاء على ألوية المقاومة في رفح تفكيك، أضاف الدويري -في مداخلة لشبكة الجزيرة- أن تصريحات الاحتلال لا تنسجم مع الواقع الميداني، مشيرًا إلى أن الاحتلال كانت له سوابق تصريحات مماثلة (تبين كذبها فيما بعد)؛ حيث دخل تل الهوى 7 مرات، ودخل حي الزيتون 6 مرات، ودخل خانيونس 3 مرات، وفي كل مرة عقب خروجه يصرح بإنهاء العملية داخل تلك الأحياء والمدن، بينما في الحقيقة أن المقاومة بعد كل عملية تعيد ترميم كتائبها في البعدين (البشري والمادي).

رسالات ودلالات

وعن الرسائل التي تتضمنها تلك العمليات، يرى الخبير العسكري اللواء محمد الصمادي أنها تبعث برسالة إلى الحاضنة الشعبية للمقاومة، وكذلك الداخل الإسرائيلي، خاصة بعد فصل جبهتي لبنان – غزة، وكذلك تثبت هذه المشاهد المصورة صحة السردية التي تتبناها كتائب القسام؛ حيث تبين أن عملية “الانتصار الأول لدماء السنوار” قامت بها الكتيبة الشرقية في مدينة رفح، ما ينفي الادعاء الإسرائيلي تفكيك لواء رفح.

وأضاف الصمادي أن عملية المراقبة والرصد والاستطلاع التي تقوم بها المقاومة، وكذلك استخدام الأسماء الرمزية في توزيع أدوار المنفذين، تثبت أن المقاومة على رغم الخسائر التي لحقت بها، استطاعت ترميم قدراتها في مجابهة العدو وإلحاق الخسائر به.

ولفت إلى عامل المغامرة التي يقوم به المقاومون خلال تنفيذ عملياتهم، مما يعطي دلالة على شجاعة وبراعة المقاتلين في مواجهة العدو، مستدلا على ذلك بما ظهر في المشاهد المصورة للكمين الأخير، من استهداف أحد المجاهدين دبابة ميركافاة أثناء التفاها إليها لقصف المبنى الذي يتحصن فيه، ما يعطي دلالة على ثبات المنفذ ودقة ملاحظته وسرعة أدائه.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات