الأحد 01/ديسمبر/2024

حرب الإبادة بين الصمت العالمي والعجز العربي

حرب الإبادة بين الصمت العالمي والعجز العربي

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام

بعد أكثر من عام على بدء حرب الإبادة التي تشنّها إسرائيل ضدّ السكان الأبرياء في غزة، يبدو أنّ العالم بدأ يعتاد على مشاهد المجازر، فأصبح يميل للصمت بعد أن كانت المسيرات الاحتجاجية المؤيدة لفلسطين والمنددة بالعدوان الإسرائيلي تعمّ أنحاء العالم على مدى عام مضى.

أمّا الموقف العربي فلم يكن أحسن حالاً، فقد أصبح العرب عاجزين أمام الغطرسة الصهيونية، وهذا حال الحكومات العربية على وجه الخصوص، كما أصبحت بعض الشعوب العربية في نفس الخانة، تاركة أهل غزة ومقاوميها وحدهم في الميدان لمواجهة مصيرهم.

في تفسيره لحالة العجز العربي أمام الإبادة بغزة، أوضح الصحفي والباحث هشام جعفر في مقال له أنّ النظام الرسمي العربي لم تعد له هوية واضحة، وأصابه التفتت والانقسام.

وأضاف أنّ بعض الأنظمة عربية لم تقصّر في واجب نصرتها للفلسطينيين فحسب؛ بل ساهمت في تقديم الدعم المادي والمعنوي للكيان الصهيوني وبشكل علني.

ويعلّل جعفر هذا الموقف الرسمي العربي بأن تلك الأنظمة قدّمت مصالحها القُطرية والاقتصادية على القِيَم بحجّة الواقعية، وبذلك تقفز فوق تطلعات الجماهير.

غير أنّ الباحث أبرز الاختلاف الواضح بين موقف الأنظمة العربية من مساندة الفلسطينيين الذي اقتصر على التصريحات والبيانات اللفظية والإغاثة المحدودة، وبين موقف الشعوب العربية التي انحازت في مجملها لدعم ومساندة الفلسطينيين.

وفي المقابل، يرى جعفر أنّ هناك عجزاً شعبياً عربياً عن نصرة ومساندة فلسطين، مشيراً إلى أنّ العرب والمسلمين هم أقل المساهمين في نصرة الفلسطينيين، مبرّراً ذلك بموقف الأنظمة التي تحول دون تعبير شعوبها عن مواقفها بحرية.

وأكّد أنّ المواطن العربي يتضمن مع الفلسطينيين ويشعر بمأساتهم، لكنّ الضغوط الاقتصادية والسياسية تدفع عامّة المجتمع العربي إلى الانصراف إلى توفير الحياة الكريمة لهم ولأسرهم، فضلاً عن أنّ كثيراً من المجتمعات العربية تعاني من صراعات وحروب داخلية تشغلها عن قضية فلسطين.

وبالرغم من الصمت العالمي تجاه حرب الإبادة بحقّ الأبرياء في غزة، فإنّ بعض الدول لم تكتفِ بدور المشاهد الصامت، بل شاركت بالفعل في دعم العدوان الإسرائيلي، وعلى رأس هذه الدول المملكة المتحدة، التي كانت الشريك الثالث في العدوان بعد الكيان الصهيوني وراعيته الأولى الولايات المتحدة الأمريكية التي أمدّته بالسلاح والذخيرة والغطاء السياسي.

وفي هذا السياق، استعرض الصحفي الاستقصائي البريطاني “مات كينارد” بعض الأدلة على مشاركة بريطانيا في حرب الإبـادة الجماعية ضد الفلسطينيين في غزة.

وقال “كينارد”: “نحن لسنا متواطئين مع المشاركين بل كنا مشاركين منذ البداية، هذه الإبادة الجماعية ثلاثية الأطراف، الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وإسرائيل”.

وأوضح الصحفي البريطاني أنّه بحث في الرحلات الجوية القادمة من المملكة المتحدة عبر قبرص في بداية حرب الإبادة، مشيراً إلى وجود رحلات يومية لطائرات عسكرية ضخمة قادرة على حمل 100 من العسكريين إضافة إلى الأسلحة والمعدات العسكرية الأخرى.

وأكّد أنّ تلك الرحلات كانت تطير فوق غزة مدة 6 ساعات يومياً تجمع المعلومات الاستخبارية وتشاركها مع الإسرائيليين.

كما أشار إلى تسريب معلومات الصيف الماضي في “نيويورك تايمز”، مفادها أنّ بريطانيا أرسلت فريق تجسس لمساعدة إسرائيل في حربها على غزة.

من جهته، علّق المحلل السياسي الفلسطيني فرحان علقم على سؤال: “لماذا يصمت العالم عن الإبادة في غزة؟” قائلاً: “لأنّ العالم شريك في هذه الجرائم، ويعطي الاحتلال الدعم الذي يحتاجه، من مال وسلاح ورجال وعتاد، ودعم دبلوماسي، وتغطية في المحافل الدولية، وتعمية على هذه الجرائم، ومحاولة سحق الرواية الفلسطينية”.

وأضاف علقم: “لو كان العالم صامتاً لاعتبرناه محايداً”.

واتهم كلّاً من الإدارة الأمريكية وأوروبا وأستراليا وكندا بدعم الاحتلال وإمداده بكلّ أسباب الثبات التي مكنته من مواصلة عدوانه على الشعب الفلسطيني.

أصدر المرصد الأورومتوسطي بياناً حذّر فيه من خطورة الحملة الإسرائيلية الأخيرة على شمال قطاع غزة، مشيراً إلى أنّها تهدف إلى تفريغ شمال غزة بالرغم من إنكار إسرائيل الرسمي لذلك، واستشهد البيان بإلقاء الجيش الإسرائيلي منشورات تطالب بإخلاء مراكز الإيواء في جباليا وبيت حانون وتوجه من فيها إلى الجنوب.

وانتقد المرصد حالة الصمت والتعاجز الدوليين رغم التحذيرات الصارخة من أنّ “كامل السكان الفلسطينيين في شمال غزة على شفا الموت بسبب الأمراض والجوع والعنف”، لافتاً إلى أنّ الوضع في شمال القطاع بات كارثياً، حيث يعيش الناس أهوالا كأهوال القيامة، وفقا لوصف كبار مسؤولي الأمم المتحدة.

كما دعا المحكمة الجنائية الدولية إلى الاضطلاع بمسؤولياتها، والتحرك من دائرة الصمت إلى مرحلة إصدار أوامر بالقبض والمساءلة والمحاسبة، وذلك بشأن الجرائم الإسرائيلية التي تدخل جميعها ضمن اختصاصها.

وطالب المرصد الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بالتدخل الفوري لإنقاذ مئات الآلاف من سكان شمالي غزة، ووقف جريمة الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل للعام الثاني على التوالي، وفرض حظر أسلحة شامل عليها، ومساءلتها ومعاقبتها على كافة جرائمها، واتخاذ كافة التدابير الفعلية لحماية المدنيين الفلسطينيين.

من جهتها، طالبت حركة حماس المجتمع الدولي والأمم المتحدة، والحكومات العربية والإسلامية، بكسر حالة العجز والصمت أمام الجرائم التي تركبها إسرائيل بحق الفلسطينيين في غزة.

وناشدت حماس في بيان لها العالم سرعة التحرك لوقف المجازر المتواصلة التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة بعد المجزرة الجديدة التي ارتكبها في بيت لاهيا شمال القطاع، والتي راح ضحيتها 72 شهيداً وعشرات المصابين.

وأكّدت حماس في بيانها أنّ “تواصل المجازر الوحشية وحرب الإبادة وحرب التجويع، التي تستهدف تهجير شعبنا وتصفية قضيتنا الوطنية، لن تفلح في تحقيق أهدافها أو كسر إرادة شعبنا”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

المطبخ العالمي يعلق عملياته في غزة

المطبخ العالمي يعلق عملياته في غزة

غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت منظمة المطبخ المركزي العالمي الخيرية -السبت- تعليق عملياتها في قطاع غزة بعدما أصابت غارة جوية إسرائيلية سيارة...