الخميس 28/نوفمبر/2024

وقف إطلاق النار في لبنان .. محطة مهمّة على طريق تحطيم أوهام نتنياهو

وقف إطلاق النار في لبنان .. محطة مهمّة على طريق تحطيم أوهام نتنياهو

بيروت – المركز الفلسطيني للإعلام

بعد 65 يومًا من الحرب الدامية، وأكثر من 13 شهرًا من التصعيد توقف إطلاق النار بين حزب الله والاحتلال الإسرائيلي، لتتباين التقييمات في ظروف الوصول لهذا الاتفاق وما حققه كل طرف منه.

وبدأ فجر الأربعاء 27 نوفمبر 2024 سريان اتفاق وقف إطلاق النار بين المقاومة اللبنانية والاحتلال الإسرائيلي، بعد مواجهة عسكرية مفتوحة استمرت لأكثر من شهرين، ومعركة إسناد لغزة منذ اليوم التالي لمعركة طوفان الأقصى.

ويرصد الكاتب الدكتور عبد الرزاق مقري كيف حاول الاحتلال الصهيوني وقادة الولايات الأمريكية المتحدة وطوابير العمالة إظهار اتفاق وقف إطلاق النار بأنه هزيمة للمقاومة وأن طوفان الأقصى كله آيل للانكسار.

ويشير إلى أن خطاب هذه القوى الظالمة أثر في معنويات كثير من مناصري الحق الفلسطيني وداعمي المقاومة، كما جاء هذا التحول على هوى المتخاذلين والمخذلين الذين يريدون الرجوع إلى دوائرهم الآمنة فلا تنغص عليهم الحالة الفلسطينية الملتهبة وصور المآسي السكانية في غزة حياة الدعة والهدوء المألوفة.

ويرى في مقال له تابعه ونشره المركز الفلسطيني للإعلام، أن الإسرائيليين فهموا بأنهم تورطوا في الحرب في لبنان، وأنها ستكون حرب استنزاف مدمرة لهم ولمستقبلهم، وأنه لا يمكن أبدا تحقيق أهداف الحرب المعلنة المتعلقة بنزع سلاح حزب الله وكسر خط المقاومة في لبنان، فقبلوا وقف إطلاق النار واعتمدوا على الولايات الأمريكية المتحدة لتحقق لهم مكاسب شكلية تحفظ لهم ماء الوجه، كمسألة خروج حزب الله إلى ما وراء نهر الليطاني وانتشار الجيش اللبناني في جنوب لبنان وعدم السماح لحزب الله بالتسلح وصناعة السلاح.

ووفق حزب الله؛ بلغ عدد عمليّات المُقاومة الإسلاميّة منذ 08-10-2023 أكثر من 4637 عمليّة عسكريّة (مُعلن عنها) خلال 417 يوماً، بمعدل 11 عمليّة يوميًا.

ومن ضمن هذه العمليّات 1666 عمليّة عسكريّة متنوعة منذ بدء العدوان الإسرائيلي على لبنان وانطلاق عمليّات أولي البأس في 17-09-2024، وبمعدل 23 عمليّة يوميّا. استهدفت هذه العمليات مواقع وثكنات وقواعد جيش العدو الإسرائيلي، والمدن والمستوطنات الإسرائيلية بدءاً من الحدود اللبنانيّة الفلسطينيّة حتى ما بعد مدينة تل أبيب، كما تضمنت التصدي البطولية للتوغلات البريّة لقوات العدو داخل الأراضي اللبنانيّة.

ويرى الخبير في الشأن الإسرائيلي إيهاب جبارين، أن إسرائيل سعت من وراء الاتفاق إلى ترتيب صفوفها، مشيرًا إلى أنها حاولت تحقيق أهدافها عسكريًا، إلا أن الضربات الجوية لم تحقق الهدف، وميدانيًا واجهت مقاومة قوية تمثلت في عدّاد قتلى وجرحى امتلأ سريعًا بالأرقام الثلاثية.

هذا الوضع دفع إسرائيل -وفق جبارين- إلى الجوء إلى الورقة الدبلوماسية كخيار حتمي، عاجلًا أو آجلًا؛ لترجمة الضربات التكتيكيّة إلى محصلات إستراتيجية. فبالنسبة لإسرائيل، ما كان قبل هذه الحرب يجب ألا يكون كما بعدها.

وأشار في مستهل مقال له إلى ثلاثة مرتكزات دفعت الاحتلال إلى الاتفاقية وهي إيران، والتسليح، وفضّ الجبهات، وهي ثلاث نقاط تحدث عنها نتنياهو في خطابه الترويجي للاتفاقية التي تشبه، إلى حد بعيد، معاهدة “فرساي” الخاصة بالمنطقة، مخاطبًا الشارع الإسرائيلي، رغم أنّ الجمهور المستهدف كان المجتمع الدولي.

ويعزو الكاتب الأردني عريب الرنتاوي الوصول لاتفاق وقف إطلاق النار في لبنان إلى اختلاف أهداف الحرب على لبنان، عن أهداف الحرب على غزة.

يوضح في مقالة له في الحالة الأولى، تستطيع إسرائيل أن تتعايش مع سقف أكثر انخفاضًا لتوقعاتها وأهدافها، كأن تقبل بسحب حزب الله أسلحته وقواته إلى شمال الليطاني، وتشديد الرقابة على هذه العملية، فضلًا عن إحكام أطواق الرقابة والحصار على مصادر تسلح الحزب، وتحديدًا من سوريا وعبرها.

وأشار إلى أن إسرائيل مدفوعةً بالنجاحات الكبرى التي سجلتها في بداية الحرب على حزب الله، قد رفعت سقف توقعاتها وأهدافها، وصولًا إلى حد تدمير الحزب، وتجريده من السلاح، وإعادة تشكيل النظام السياسي اللبناني، توطئة لإعادة صياغة الشرق الأوسط برمته، والاحتفاظ بـ”يد طليقة” على الأرض وفي السماء اللبنانيتين.

لكن الصحيح كذلك، وفق الرنتاوي أن هذه الأهداف سرعان ما انكمشت بعد نجاح الحزب في ترميم منظومته القيادية، واستيعاب الصدمات الشديدة التي تعرض لها، واستئنافه إطلاق الصواريخ متعددة المديات والأحجام، وصولًا لضرب تل أبيب وجنوبها، فضلًا عن معارك المواجهة الشرسة في بلدات وقرى الحافة الحدودية، فصار المطلوب العودة إلى القرار 1701، ولكن بقدر أعلى من الرقابة والتشديد هذه المرّة.

خلاصة المشهد ما ذهبت إليه حركة حماس بأنَّ قبول الاحتلال بالاتفاق مع لبنان دون تحقيق شروطه التي وضعها، هو محطة مهمّة في تحطيم أوهام نتنياهو بتغيير خارطة الشرق الأوسط بالقوّة، وأوهامه بهزيمة قوى المقاومة أو نزع سلاحها.

ورأت حماس أنَّ هذا الاتفاق لم يكن ليتم لولا صمود المقاومة، والتفاف الحاضنة الشعبية حولها، وقالت: إنّنا لمطمئنون إلى استمرار محور المقاومة في دعم شعبنا، وإسناد معركته بشتى الوسائل الممكنة .

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

إصابة طفل برصاص الاحتلال شرق جنين

إصابة طفل برصاص الاحتلال شرق جنين

جنين – المركز الفلسطيني للإعلام أُصيب طفل فلسطيني، مساء اليوم الأربعاء بشظايا رصاص الاحتلال في قرية فقوعة الواقعة شرق مدينة جنين شمالي الضفة...