الخميس 28/نوفمبر/2024

طلبة الثانوية العامة بغزة.. إصرار على الحلم رغم نار الإبادة

طلبة الثانوية العامة بغزة.. إصرار على الحلم رغم نار الإبادة

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام

على شاطئ بحر مدينة دير البلح يجلس الشاب علاء أبو معليق أمام خيمته ممسكًا بكتابه، وبجهد كبير يحاول مذاكرة دروسه استعدادًا لامتحانات الثانوية العامة.

يحاول علاء قهر ظروفه القاهرة، والتمسك بالأمل، رغم الألم، ساعيًّا لتحقيق حلم الطفولة بأن يصبح مهندسًّا، حال علاء لا يعكس ظروفه الشخصية وحسب بل تعكس واقعًا صعبًا يعيشه طلبة الثانوية العامة الذين أضاعت عليهم حرب الإبادة فرصة التقدم للامتحانات صيف العام الجاري، قبل أن تقرر وزارة التربية والتعليم عقد امتحانات استثنائية شهر فبراير المقبل.

هذا الإعلان أنعش آمال علاء وأقرانه بتعويض ما فاتهم، والالتحاق بركب الجامعات وتحقيق أحلامهم التي طالما عملوا من أجلها، إلا أنها أبقى الغموض سيد الموقف، خاصة مع عدم تحديد آلية الامتحانات، وسط تلميحات بإمكانية عقدها إلكترونيًّا.

علاء يقاسي كثيرًا، فلا ظروف دراسة مناسبة، حيث خيمة بالية لا تقي حر الصيف ولا برد الشتاء، وضجيج أخوانه الخمسة الأصغر سنًّا، إضافة لفقدان مقومات الحياة من مأكل ومشرب ومبلس، حقًا علاء يكافح في ظروف أقل ما يمكن أن توصف بأنها كارثية.

يقول علاء لمراسلنا إنه يدرس ويعد نفسه جيدًا لاختبارات الثانوية العامة، وسط ظروف قاسية جدًا، ويرمي لتحقيق حلم الطفولة بأن يصبح مهندسًّا.

يؤكد علاء أن الظروف غير مناسبة إلا أنه مصمم على الوصول إلى هدفه، رغم نار الإبادة والقصف والتجويع الذي تمارسه دولة الاحتلال الإسرائيلي، يشير إلى أنه اختار الفرع العلمي لتحقيق هدفه وعشقه للهندسة.

وأوضح أنه يعتمد على نفسه في دراسته حيث لا مدرسين ولا كتب ولا مذكرات، يقول: “نحن نعيش في ظروف قاهرة جدًا، احنا بننحت بالصخر من أجل البقاء، وسنبقى”.

وفي جانب آخر، تبدو معاناة الطالب الطيب أبو العطا شبيهة إلى حد كبير، حيث يعيش مع أهله في منزل في معسكر دير البلح، وبفعل حرب الإبادة، جاء إلى منزلهم عوائل أقربائه للعيش بعد أوامر الإخلاء المتكررة التي أصدرها جيش الاحتلال الإسرائيلي، يقول لمراسلنا إنه يدرس تحت ظروف قاسية.

يؤكد أنه يعاني في توفير الكتب والمذكرات اللازمة للدراسة، إضافة لعدم توفر إنارة ليلًا، وعدم قدرته على التواصل مع الفصول الإلكترونية نظرًا لفقدان الإنترنت.

ويعتمد الطلاب في غزة على أنفسهم تماماً في التحضير للامتحانات، مع غياب المدارس والكتب الدراسية. ويحاول الطيب تغطية احتياجاته التعليمية بشراء الشموع، بطاقات الإنترنت، ودفع تكاليف دروس خصوصية، في ظل ارتفاع الأسعار بشكل كبير. ورغم محاولات وزارة التربية والتعليم دعمهم من خلال منصات إلكترونية ومدارس افتراضية، فإن ضعف الكهرباء وخدمة الإنترنت يجعل هذه الحلول غير عملية.

يقول الناطق باسم وزارة التربية والتعليم الفلسطينية صادق الخضور إن الوزارة جنّدت مقدراتها لمساعدة طلاب قطاع غزة، خاصة “التوجيهي” وتنظيم الامتحانات لهم.

وأضاف في تصريح صحفي في هذا الصدد أن الوزارة طورت رُزما تعليمية تغطي كافة المباحث (مع اختصارها والتركيز على النقاط المهمة مراعاة لظروف الطلبة) علاوة على اعتماد مدارس افتراضية عبر شبكة الإنترنت، والبدء في التحضير لعقد دورة خاصة لمن لم يتمكنوا من تقديم التوجيهي العام الدراسي الماضي، كما أطلقت منصات تعليمية تضم الدروس كافة “مُسجلة”.

ويضيف أن نحو 31 ألف طالب توجيهي في غزة ملتحقون حاليا بالمدارس الافتراضية، كما تم شمولهم بالمادة التعليمية عبر منصة “وايز سكول” (wise school) بالتعاون مع جامعة العلوم الإسلامية العالمية.

وذكر الخضور أن الطلبة الذين لم يتمكنوا من تقديم الامتحان العام الدراسي الماضي (مواليد 2006) سيتقدمون للامتحان نهاية فبراير/شباط 2025 القادم، أما طلاب العام الدراسي الجاري (مواليد 2007) فسيتقدمون للامتحان في يونيو/حزيران القادم. ولم تقرر الوزارة شكل الامتحان حتى الآن، نظرا لاستمرار الحرب.

وقال الخضور في هذا الصدد إن “شكل الامتحان غير واضح بسبب استمرار الحرب، والخيار الأول هو عقده وجاهيا، وإذا تعذر، فسيعقد إلكترونيا، وإذا تعذر، فلدينا خطط طوارئ من ضمنها إنشاء بنك أسئلة عبر منصات خاصة كي يتقدم الطلبة للامتحان في أوقات متعددة وليس في وقت موحد”.

وأشاد الخضور بتجربة المدارس الافتراضية، عادا إياها خطوة رائدة، مضيفا أن “الأعداد الملتحقة غير قليلة، كما أن مدى التفاعل بين المعلمين والطلبة يعبر عن أن هذا التعليم أعاد الأمل للطلبة”.

واستدرك “صحيح أن هناك تفاوتا في الحضور يوميا بسبب الوضع الميداني، لكن أن يناهز عدد الحضور الإجمالي ربع مليون طالب فهذا إنجاز”.

وحسب المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، فإن عدد الطلاب الذين حُرموا من تقديم امتحان الثانوية العامة “التوجيهي” بسبب الحرب بلغ 39 ألف طالب. كما ذكر في بيانات سابقة أن الاحتلال دمر خلال الحرب 117 مدرسة وجامعة بشكل كلي، و332 بشكل جزئي.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

إصابة طفل برصاص الاحتلال شرق جنين

إصابة طفل برصاص الاحتلال شرق جنين

جنين – المركز الفلسطيني للإعلام أُصيب طفل فلسطيني، مساء اليوم الأربعاء بشظايا رصاص الاحتلال في قرية فقوعة الواقعة شرق مدينة جنين شمالي الضفة...