الخميس 28/نوفمبر/2024

اقتحام الإبراهيمي وتسريبات بن غفير.. ميليشيا اليمين تصارع الزمن لسحق الضفة وتهويدها

اقتحام الإبراهيمي وتسريبات بن غفير.. ميليشيا اليمين تصارع الزمن لسحق الضفة وتهويدها

الضفة الغربية – المركز الفلسطيني للإعلام

لم يكن اقتحام وزير أمن الاحتلال الإسرائيلي للحرم الإبراهيمي يوم الجمعة الماضي إلا حلقة من سلسلة يقودها اليمين المتطرف، الذي يتصدر صنع القرار في حكومة نتنياهو، نحو ترسيخ عمليات التهويد للمقدسات الإسلامية في الضفة الغربية والقدس المحتلة، وتوسيع عمليات الاستيطان وتمديد نفوذ المستوطنين على كامل الأراضي الفلسطينية.

واقتحم آلاف المستوطنين، يوم الجمعة، الحرم الإبراهيمي ومحيطه في مدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية المحتلة، من بينهم وزراء إسرائيليون، على رأسهم وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، وذلك بذريعة الاحتفال بما يسمى سبت سارة، وهو أحد الأعياد التي يقيمها اليهود؛ حيث يتركز هذا العيد في مدينة الخليل، بهدف الترويج لفكرة الوجود اليهودي التاريخي في المدينة.

وأغلق الجيش الإسرائيلي البلدة القديمة في الخليل، وفرض حظر التجوال على سكان الحارات فيها، فيما اقتحم آلاف المستوطنين الحرم الإيراهيمي في الساعات الأولى من صباح الجمعة، وتجمعوا في محيطه، بزعم زيارة قبر سارة زوجة النبي إبراهيم عليه السلام، والاحتفال بالعيد.

وتنظم الجمعية اليهودية “حاباد” في أواخر شهر تشرين الثاني من كل عام ما يسمى بـ”عيد سارة” بدعوى الاحتفال بزوجة النبي إبراهيم بعد خلاصها من بطش فرعون، حسب الرواية التوراتية.

حماس تستنفر الضفة

من جهتها قالت حركة حماس، إن حكومة الاحتلال تواصل مساعيها لتنفيذ مخططاتها الإجرامية في الضفة الغربية المحتلة، وإطلاق يد مستوطنيها، ووقف آليات محاسبتهم على جرائمهم بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته.

ونددت الحركة في بيان مساء الجمعة، باقتحام بن غفير، المسجد الإبراهيمي، وعدت أن الاقتحام “انتهاك خطير يأتي في إطار الجرائم المتواصلة، ومشاريع التهويد التي تتهدد مقدساتنا الإسلامية والمسيحية في الضفة المحتلة والقدس”.

وأكدت حماس أن هذه الإجراءات الخطيرة، “تستدعي من شعبنا المرابط في الضفة الغربية، الانتفاض لكسر هذه الحلقة من الإرهاب والغطرسة، ومواصلة التصدي لمشاريع الاحتلال ومستوطنيه، وتدفيعهم ثمن ما يرتكبونه من جرائم وانتهاكات”.

“تأميم الإبراهيمي”

الاقتحام الصهيوني الذي قام به اليمين الصهيوني بقيادة بن غفير يأتي في سياق التوجه الإسرائيلي بتنفيذ مخطط الاستيطان والتهويد بشكل مكثف للسيطرة على الضفة الغربية وطرد سكانها منها، وهذا ما عبر عنه عضو حزب الليكود الإسرائيلي أفيخاي بوفارون الذي طالب بالاستيلاء على أراضي الحرم الإبراهيمي ونزعها من سيادة السلطة الفلسطينية وتأميمها ووضعها بشكل كامل تحت السيادة الإسرائيلية.

وتعليقًا على موقفه من تقسيم الإبراهيمي بين الفلسطينيين والإسرائيليين، والذي تم عقب مذبحة الإبراهيمي الشهيرة عام 1994، أضاف بوفارون أن الفرصة سانحة لضم الحرم بشكل كلي للسلطة الإسرائيلية، تحت قيادة بن غفير، مشيرًا إلى أن المخطط يستهدف عامين لتنفيذه، لا سيما مع وجود “أصدقاء جيدين لإسرائيل”، في إشارة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، حسب تعبيره.

كاتس يكافئ المجرمين

يتناغم مع هذا السلوك المتطرف ما أصدره وزير حرب الاحتلال يسرائيل كاتس من قرار منح الأمان للمستوطنين الذين يرتكبون جرائم بحق الفلسطينيين في الضفة الغربية، سواء اعتداء جسدي أو إتلاف ممتلكات، أو استيلاء على أراض، وذلك من خلال إعلانه وقف إصدار مذكرات اعتقال إداري بحق المتهمين منهم بمهاجمة الفلسطينيين.

وعلى الرغم من أنه من غير المعتاد أن تصدر مثل هذه المذكرات عن وزراء جيش الاحتلال، لكن كاتس المعروف بمواقفه اليمينية المتطرفة، هو أول وزير جيش إسرائيلي يرفض إصدار قرارات اعتقال إداري ضد مستوطنين.

واستطاع الاحتلال الإسرائيلي، على مدار العام المنصرم، أن يسيطر على مساحات شاسعة من أراضي الضفة الغربية؛ عبر مصادرة مئات آلاف الدونمات وطرد السكان منها؛ وإحلال الجماعات الاستيطانية مكانهم فيها.

يسرائيل كاتس

تسريبات بن غفير

وفي تسريبات نقلتها القناة الـ 13 الإسرائيلية عن محاولات بن غفير تشكيل مليشيات وإشعال الأوضاع في القدس، تبين أنه ومجموعته الداخلية الخاصة يسعون عمدًا إلى محاولة إشعال الأوضاع في مدينة القدس؛ لاتخاذ إجراءات متطرفة تتعلق بالوجود الفلسطيني في المدينة، وبالتأكيد أيضًا تتعلق بالمسجد الأقصى المبارك.

ومما جاء في التقرير أن هذه المجموعة سعت لتوريط الجيش الإسرائيلي في الدخول إلى القدس وإجراء عمليات فيها، إذ إن القانون الإسرائيلي يمنع مؤسسة الجيش من العمل داخل القدس بزعم أنها “أرض إسرائيلية غير محتلة”.

وأما صحيفة هآرتس العبرية فنقلت أن من بين تلك التسريبات، ظهور بن غفير بصحبة رئيس حركة “لهافا” الإسرائيلية المتطرفة، بن تسيون غوبشتاين، الذي كان يطالب باتخاذ خطوات أكثر صرامة لتغيير الوضع في مدينة القدس المحتلة.

واقترح غوبشتاين، بحسب المراسلات، أن يأمر بن غفير بإطلاق عملية عسكرية في القدس الشرقية لمصادرة الأسلحة هناك، مضيفًا: “إن لم تكن الشرطة قادرة على ذلك أرسلوا حرس الحدود أو الجيش.. يجب أن تفعلوا شيئًا لم يفعله أحد من قبل، ولا يمكنكم الاستمرار في فعل ما فعلته الحكومة السابقة”.

وقالت الصحيفة إن “غوبشتاين طالب بأن لا يقتصر الأمر في القدس على عمليات الهدم فقط، بل إقامة مزيد من الحواجز والتفتيشات”، مشيرة إلى أن بن غفير أعلن عن عملية عسكرية واسعة في القدس بعد توجيهاته مستشاره المتطرف.

بن غفير وغوبشتاين

الميليشا تقود الكيان

تكتمل الصورة أكثر بالإشارة إلى أن الجماعات الاستيطانية التي تقدرّ الأوساط المراقبة؛ وجود 40 ألف مسلح فيها؛ تم تسليحهم بأمر من وزير “الأمن القومي” المتطرف إيتمار بن غفير؛ حيث منحهم القوة العسكرية الكاملة؛ التي تؤهلهم للقيام بأدوارهم في تهجير وترحيل سكان الضفة.

40 ألفا من أصل 70 ألف مستوطن؛ تحدث “ابن غفير” عن خطة لتسليحهم؛ ضمن ما باتت يُسمى بـ”دولة المستوطنين”، هدفها الرئيسي حسم السيطرة الأمنية على الجزء الأكبر من الضفة؛ مرورًا بوديانها وطرقها والقرى المحيطة بالمستوطنات الإسرائيلية، وكل التلال والطرق التي تجمع بينها.

هذه المعطيات وغيرها تؤكدن أن الحكومة الإسرائيلية صارت تتعامل -بشكل أكثر وضوحًا- مع السياسة الداخلية والخارجية على حد سواء بمنطق الميليشيا، وأن اليمين المتطرف بقيادة بن غفير وسيموتريتش وكاتس، يديرون العملية السياسية بمنطق العصابات من أجل تحقيق أهدافهم التهويدية والاستيطانية، وكل ذلك يتم بضوء أخضر من رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو الذي أطلق قطعان المتطرفين بعيدًا عن أية مراقبة مؤسسية، بهدف تحقيق أكبر قدر ممكن من طموحاتهم في الاستيلاء على الأرض والمقدسات.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

إصابة طفل برصاص الاحتلال شرق جنين

إصابة طفل برصاص الاحتلال شرق جنين

جنين – المركز الفلسطيني للإعلام أُصيب طفل فلسطيني، مساء اليوم الأربعاء بشظايا رصاص الاحتلال في قرية فقوعة الواقعة شرق مدينة جنين شمالي الضفة...