الجمعة 06/ديسمبر/2024

ماكرون ومهمة خاصة في المغرب..ترميم التطبيع والصهيونية

هشام توفيق

فرنسا والكيان وإعادة نظام المنطقة
من يفهم الطوفان وما هو الطوفان وكيف جاء ودوافعه، ولماذا فكر السنوار ورجال الأنفاق في الطوفان، سيفقه جيدا ما هو التطبيع وحقيقة التطبيع وتصاعد التطبيع في المغرب خصوصا بشكل خطير، حين نفهم أسباب الطوفان سنفهم “مفهوم النهضة عند نتياهو”، ثم “مفهوم حرب القيامة في عقل نتياهو” “ومفهوم إعادة النظام في المنطقة” بنظرة الاحتلال”ومفهوم الاندماج الكامل مع الأنظمة” بفهم بايدن وأمريكا، “ومفهوم اختصار المعركة مع الأمة والمسلمين”في عقل الأحزاب الدينية المتطرفة الصهيونية.

حين نفقه ما غائية السنوار ورجال الانتصار من الطوفان، سنفهم ما سبب انتقال الاحتلال بعد الطوفان وضربة أكتوبر إلى عنوان جديد هو “إعادة النظام في المنطقة”، سنعلم جيدا أن “إعادة النظام وتحقيق حرب القيامة” كلها مصطلحات وأهداف لا من أجل تصفية جبهات الإسناد ومحور المقاومة فحسب، بل هدفها كذلك تصفية كل المنطقة كل الشعوب العربية والإسلامية والقوى الحية المهددة للكيانات الصغرى العربية المطبعة.

الاحتلال الصهيوني في خنق ووصل إلى ذروة الانحشار وعنق الزجاجة، بعد توالي الضربات عليه من كمائن غزة فضلا إلى تهديد آخر وهي تحركات شعبية لإسقاط التطبيع و والرواية الصهيونية في المنطقة، مما يضعف الصهيونية في المنطقة ويكسر جناحها التطبيعي الذي يحرص الأنظمة من السقوط. هذا الاهتراء في التطبيع لن يعززه إلا “مشروع إعادة نظام المنطقة” وترميم التطبيع وتقوية الأنظمة، فضلا إلى استدعاء طرف ثالث وهو المشروع الغربي الصليبي بقلبه الفرنسي لتعزيز الترميم التطبيعي…

سؤال بعد فشل صفقة القرن
السؤال هنا، هل بعد فشل استراتجية صفقة القرن والتطبيع مع الأنظمة لتصفية الشعوب، ستجنح الصهيونية في الشعوب العربية والإسلامية إلى توظيف طرف معين ثالث، وهو الغرب وأمهم فرنسا لتثبيت مشاريع التطبيع ومشاريع الصهيونية؟

بعد فشلهم في “استراتجية التعبيد قبل التهويد” و”مشروع الدمج الكامل” مع ترامب وبايدن لتنسيق الأنظمة مع الكيان الصهيوني لإضعاف الشعوب فالمرور إلى تصفية المقاومة، هل يسعون الآن إلى إعادة نظام المنطقة بوجود أنظمة غربية أهمها فرنسا للمساعدة في إعادة النظام في المنطقة وتنزيل المشروع..؟

نطرح سؤالا آخر، هل حقا بعد تزعزع الكيان الصهيوني من مكانه في فلسطين بفضل “سيف القدس والطوفان” تحركت القوى المتطرفة الصهيونية والغرب وأمريكا بهدف تثبيت الخنجر الصهيوني وهو الكيان في مكانه، بعد زرع لبلفور دام لعقود؟ ثم هل بعد تزعزع مشروع الصهيونية في المنطقة وهو التطبيع من مكانه كخنجر ثان بسبب الطوفان وحراك الشعوب لإسقاط التطبيع، سيفضي ذلك إلى تدخل طرف ثالث وهو الغرب، بعد اهتراء تنسيق التطبيع بين الطرف الأول(العربي ) والثاني (المطبع الصهيوني المخترق للبلد)؟

المغرب أكثر استهدافا
إذن المشروع الصهيوني العالمي والغربي ومن أجل تنزيل هذا المشروع الترميمي للتطبيع هل سيستهدف المنطقة العربية الأحوج له بتوظيف الطرف الثالث الغريي خصوصا الفرنسي؟ وإذا كان المغرب أول بلد صفع الصهيونية والتطبيع بأكبر صفعة بأزيد من 6000 مسيرة ووقفة حركت الشارع وأبطلت مشاريعهم، هل سيكون المغاربة أول المستهدفين بحضور طرف ثالث من الغرب وهو فرنسا، لتشكيل شلة استبدادية مخزنية وصهيونية وفرنسية، لمنع التطورات المغربية في الشارع المغربي والوعي المغربي لنصرة غزة وإبطال مشاريع التطبيع، (تغيرات في صالح الشعب ترصدها المراكز الفرنسية والأمريكية والإسرائيلية)؟

هل سيكون المغرب أول المستهدفين باستراتجية إعادة النظام للمنطقة وتوظيف الطرف الثالث الغربي للتنسيق معه، خصوصا أن المغرب بات حسب تقديرهم أقوى الشعوب أبطلت مشاريع صهيونية واتفاقيات في المغرب كادت تضر أكثر بالطوفان والمقاومة لو أنجزت، بل كاد المغرب أن يصبح ملاذا جغرافيا كبيرا للصهاينة والجنود والمستوطنين؟

طبيعي أن جاؤوا بعين الماسونية الصهيونية في موازين كرسالة للشعب المغربي، وجاؤوا بفرنسا وماكرون بعد مسيرات ووقفات وحراك كبير شبه يومي، وإسقاط ادعاءات التطبيع ومؤشرات لنهاية المشروع الصهيوني في المغرب بعد أن كان من المعتمدين عليه دوليا لدعم الكيان الصهيوني واستقبال الصهاينة واحتضانهم..

ستة أسئلة لفهم سياق الزيارة..
السؤال الأول :
هل زيارة ماكرون يمكننا فهمها ضمن سياق الطوفان ومشروع إعادة نظام المنطقة الذي تحدث عنه نتياهو أم خارج السياق؟

السؤال الثاني : هل تعلم أن ماكرون نافح عن الكيان الصهيوني داخل قبة البرلمان، بل ولم يجرؤ قط أحد من النواب المغاربة شيطنة الطوفان ورجاله؟ وكأن خطاب ماكرون (دعما لسردية نتياهو) جاء منقذا لمشروع التطبيع وسرديته الصهيونية التي باتت تعيش الانهيار، مع تصاعد انتصارات الشعب المغربي الذي أعاد القرار للشارع ويدعو إلى إسقاط التطبيع الذي جاء لوظيفة مصيرية وهي تقوية النظام المغربي بعد فشله في إضعاف الشعب المغربي..

أليست تصريحات وخطابات ماكرون في البرلمان المغربي ذودا ودفاعا عن الكيان الصهيوني، جاءت لترميم الرواية الصهيونية التي انهارت في المغرب بعد 6000 مسيرة ووقفة مغربية لغزة، أسقطت كل ادعاءات التطبيع، مسيرات ووقفات لم ترصدها قوى الاستكبار العالمي الصهيوني والغربي في بلد قط…؟

المحتل القديم الفرنسي جاء منقذا للمحتل الجديد الصهيوني للمغرب، ولم يفقه المحتلان أن العدو المواجه هو الشعب المغربي الأصيل، الذي واجه الفرنسي والإسباني بقوة عبد الكريم الخطابي والحركة الوطنية المغربية، بل وهذا الشعب المغربي نفسه هو الذي ناصر الشعب الفلسطيني منذ 1929 بعد ثورة البراق وتهديد حارة المغاربة بكراسي صهيونية زحفت، وهو الشعب الذي واجه الاحتلال الفرنسي والإسباني بإعداد قادة مغاربة في مدرسة النجاح الفلسطينية لتخريج رواد الحركة الوطنية المغربية بفضل الله وفضل أب الحركة الوطنية عبد السلام بنونة ومحمد داود رحمهما الله، وهو الشعب الذي ناصر غزة بكتيبة غزة لعبد الكريم الخطابي في 1948 برجال كأحمد الطود الهاشمي من القصر الكبير وبن صبيح التطواني والمكناسي رحمهم الله، كتيبة شاركت في مواجهة الاحتلال البريطاني وعصابات الهاكانا في تصفية غزة في 1948..

السؤال الثالث : ألا يمكن تجاوز مقاربة غائية وهدفية زيارة ماكرون المغرب وهي تخفيض المناكفات السياسية بين فرنسا والمغرب، إلى غائية وهدف فرنسي هو إكمال مشروع صهيوني وهو إعادة النظام في المنطقة المغاربية خصوصا المغرب، نيابة عن الاستكبار العالمي الصهيوني والأمريكي الذي عجز عن إعادة نظام تربية الشعب المغربي ولو بموازين وعيون ماسونية وفساد وخطة أبراهام وتطبيع متعدد الجبهات؟

السؤال الرابع : ألا يمكن ربط وظيفة حضور فرنسا للمغرب (من أجل تنزيل مشروع إعادة النظام) بسياق خطاب نتياهو مؤخرا(زوال إسرائيل هو تهديد للمنطقة والحضارة الغربية ) فبات واجبا وحتميا تحرك فرنسا التي تشكل عمق الغرب وقلبه؟


هل فقهت فرنسا تصريح نتياهو فسارعت العون بإعادة النظام في المنطقة بعد فشل مشروع الدمج بمفهوم بايدن، خصوصا في أشد الشعوب قوة وحضورا ووعيا وهو المغرب…؟

السؤال الخامس : هل حضور فرنسا كوتد من أوتاد المشروع الاستكبار العالمي للمغرب، هو لتعزيز تطبيع بات هشا ويحتاج إلى إنقاذ وتقوية وإنعاش بعد فشل التطبيع في وظيفته لتدجين الشعب المغربي؟ هل حضور فرنسا بهذا الشكل والتصريح والخطاب من البرلمان هو لطمأنة الصهاينة واللوبي الصهيوني في المغرب بعد إحساسهم بفشل مشروعهم التطبيعي بسبب قوة المسيرات والشارع، علما أن اللوبي الصهيوني الفرنسي في تنسيق دوما مع اللوبي الصهيوني في المغرب، ولا خلاف بينهما وإن تعكرت الأجواء السياسية بين الدولتين فهناك روح صهيونية تجمع.

السؤال السادس : هل يمكن أن نفهم أن العقدة في خلدهم هي الشعب المغربي وقواه الحية، هل يمكن أن نفهم أن المغاربة تكالبت عليهم ثلاث قوى بتدرج لإضعافهم:

أولا النظام المغربي فشل في تصفية الشعب المغربي وتدجينه وظهرت قوته بعد ثورات الربيع والمونديال وسيف القدس ..

1- ثانيا ثم تم استدعاء التطبيع الصهيوني بعد مرحلة الربيع كخبير في التصفيات للشعوب لتصفية وإنهاك واختراق الشعب المغربي بعد اتفاق بن شابات، إلى حد إخراج العين الماسونية في موازين حقدا وخنقا لإظهار قوة الصهيونية في المغرب بعد (بهدلتها) إحراجها في مسيرات ضد التطبيع وصلت إلى 6000 وقفة ومسيرة، ففشل التنسيق الموحد بين الصهيونية والنظام المغربي بفضل حراك الطوفان .

2- ثالثا فهل يأتي طرف ثالث لإنقاذ التنسيق المخزني والتطبيعي لإعادة صياغة الشعب المغربي وإضعافه، تنفيذا لتوصيات نتياهو الأب الروحي للغرب (بإعادة نظام المنطقة )..؟
معناه التخلص من عقبة الشعوب التي خشيها نتياهو يوما، وصرح بها، فناصرت غزة ورجال الأنفاق، وهددت مشروع التطبيع الذي يحمي الأنظمة العربية من الاهتراء والسقوط، وربما تشكل هذه الشعوب طوفان آخر ثان يساند الأول في غزة في حالة ضعف هذه الأنظمة لأسباب داخلية..

ختاما

إذا رغبت معرفة وجود غاية فرنسا في المغرب، فهو حضور وظيفي لا ترميمي للعلاقات فحسب، الحضور هو للتنسيق مع الصهيوني من أجل استهداف الشعب المغربي، لإضعاف الشعب المغربي بعد رصدهم قوة تزداد يوما بعد يوم في شارعه وداخله، في المقابل قوة الصهيونية تضعف في المغرب، وإذا ضعف مشروعهم فالنظام المغريي والتطبيع في ضعف كذلك…

حضور فرنسا للمغرب وغايتها من أجل استكمال الاحتلال الصهيوني والاحتلال الصليبي الغربي هو وسام للشعب المغربي وشرف، لأن الشعب المغربي بات يواجه كل الجبهات الداخلية والخارجية لإضعافه..

فمن أنت أيها المغربي، لتجتمع حولك الجبهات..
ربما إنهم يخشون من شيء وأرادوا تعويض هذا الفراغ والإعداد له.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

22 عملا مقاوما في الضفة خلال 24 ساعة

22 عملا مقاوما في الضفة خلال 24 ساعة

الضفة الغربية – المركز الفلسطيني للإعلام نفذت المقاومة الفلسطينية 22 عملا مقاوما متنوعا في الضفة الغربية، خلال الساعات الـ24 الأخيرة، ضمن معركة...