الأربعاء 13/نوفمبر/2024

أشرف الجدي.. رجل العلم والقرآن يرتقي شهيدًا

أشرف الجدي.. رجل العلم والقرآن يرتقي شهيدًا

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام

يواصل الاحتلال الإسرائيلي استهداف النخب الفلسطينية في قطاع غزة ومبدعيه، في أتون الإبادة الجماعية المستمرة منذ أكثر من عام، ليكون آخر ضحاياه الدكتور أشرف الجدي عميد كلية التمريض بالجامعة الإسلامية.

وحسب مصادر محلية لمراسلنا فإن الدكتور أشرف الجدي ارتقى بعد استهداف الاحتلال مدرسة تؤوي نازحين في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، أمس الخميس.

وهو أحد حُفاظ القرآن الكريم بقطاع غزة حيث خاض مسابقة «صفوة الحٌفاظ» وفاز فيها، واستطاع تسميع القرآن الكريم كاملًا في جلسة واحدة.

وأوضح شهود عيان من المدرسة التي قصفت أن الدكتور الجدي ارتقى أثناء جلسة لتسميع القرآن الكريم.

ووفق حساب الدكتور الجدي عبر موقع “فيسبوك” فإن لديه 6 أبناء، 4 منهم يحفظون كتاب الله كاملًا، وكان ينتظر أن يتم أصغر أبنائه حمزة وبيسان ختم القرآن الكريم.

وكان «الجدي» قد هنأ ابنته «سنا» بمناسبة اتمام حفظ القرآن الكريم وكتب «أحلى وأجمل وأطيب وأعز مناسبة.. ابنتي الغالية سنا أشرف الجدي حافظة جديدة لكتاب الله في بيتنا، سبقها إخوتها أسيل، وبراء ، ومحمد، وعلى ذات الدرب يسير حمزة وبيسان فلله الحمد والمنة على عظيم نعمائه وجزيل عطائه وامتنانه.. جعلنا الله وإياكم من أهل القرآن؛ أهل الله وخاصته».

وكان الأستاذ الدكتور اشرف الجدي عميد كلية التمريض بالجامعة الإسلامية بغزة قد حصل في 2021م، على شهادة محكِّم ومقيِّم أبحاث علمية (Reviewer) من المجلة الأمريكية (Nursing Open) ذات التصنيف الدولي المعتمد التي تصدرها دار النشر العالمية المعروفة (Wiley)، وذلك بعد قيامه بتقييم وتحكيم (4)أبحاث علمية لباحثين دوليين نُشرت مؤخراً ضمن أعداد المجلة للعام 2020م.

تجدر الإشارة إلى أن الدكتور الجدي قد حصل على درجة الدكتوراة في الصحة العامة من جامعة بيليفيلد في ألمانيا، وحصل على درجة الأستاذية مؤخرًا وله العديد من الأبحاث العلمية المنشورة في مجلات وطنية وعالمية.

وحصل الدكتور أشرف الجدي على إجازات حفظ القرآن الكريم واحتفل بحصوله على سند متصل في القراءت وكتب عبر حسابه على «فيسبوك»: «بحمد الله ومنته وكرمه وفضله، فقد وفقني الله للحصول على إجازة السند القرآني المتصل الى النبي صلي الله عليه وسلم بقراءة الامام عاصم براوييه شعبة وحفص، وبحضور شيخي المقرئ المجيز أ. مصطفى ابو حسب الله وشيخه المقرئ د. عماد ابو غوري، وبحضور شيخ المقارئ الفلسطينية ورئيس دار القرآن الكريم والسنة د. عبد الرحمن الجمل».

وأضاف الشهيد «موقف مهيب تقشعر له الأبدان والعقول والقلوب، أن يتصل اسمك بالسلسلة المطهرة المتصلة بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم تلاوة للقرآن، أسأل الله أن يجعل هذا العمل خالصا لوجهه الكريم وأن يتقبله مني شافعًا ومشفعًا يوم القيامة وأن يجزي مقرئينا ومعلمي القرآن خير الجزاء والثواب».

نجله الأصغر حمزة قال لمراسلنا: أنعي والدي، ولا أزكيه على الله، فحياته مليئة بالإنجازات العلمية الكبيرة، وكان قلبه معلق بكتاب الله حفظًا وعلمًا وتدبرًا، حتى نال السند المتصل عن رسول الله.

وأضاف أن والده كان يحثهم على حب العلم والقرآن، فكلاهما يعمق حب الفلسطيني بأرضه، ويساعده على تحريرها من نيل المحتلين.

وأكد حمزة أنه وأشقائه محزونون جدًا لاستشهاد والدهم إلا أنهم يعبرون عن فخرهم به، واعتزازهم بتاريخه وعطائه المشرف في حقلي الصحة والقرآن الكريم.

وأوضح أن ما يزيدهم فخرًا واعتزازًا رغم الألم والحزن، هو ارتقاءه شهيدًا أثناء جلسة لتسيمع القرآن الكريم، وهو الذي اجتاز اختبارات صفوة القراء في موسمه الثاني.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات