الخميس 05/ديسمبر/2024

بالريبوتات والبراميل المتفجرة.. إسرائيل تدمر كل شيء في مخيم جباليا

بالريبوتات والبراميل المتفجرة.. إسرائيل تدمر كل شيء في مخيم جباليا

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام

في الإبادة المتصاعدة التي تشنها قوات الاحتلال ضد مناطق شمالي قطاع غزة، لاسيما في مخيم جباليا، تستخدم إسرائيل الريبوتات والبراميل المتفجرة، ما يحدث دمارا هائلًا، وتسفر عن ارتقاء وإصابة المئات من المدنيين الأبرياء.

ومنذ بدء حرب الإبادة الجماعية لم تتواني إسرائيل باستخدام مختلف الأسلحة الفتاكة ضد شعب أعزل يسعى لنيل حريته، وفي تصعيدها الدموي ضد سكان شمالي القطاع اعتمدت الريبوتات المتفجرة ومسيرات الكواد كابتر بشكل مكثف تسببت باستشهاد مئات الفلسطينيين وتدمير الممتلكات والمنازل.

استخدام هذا السلاح الفتاك يأتي في سياق سعي إسرائيل لتحقيق إبادة جماعية بحق الشعب الفلسطيني سعيًّا لتنفيذ خطة الجنرالات الرامية لإفراغ مناطق شمالي قطاع غزة وإعلانها منطقة عسكرية مغلقة، والسعي كذلك لتجديد الاستيطان كما ترغب جماعات استيطانية متطرفة.

مصدر أمني فلسطيني يقول إن الريبوتات المتفجرة هي عبارة عن آليات عسكرية محملة ببراميل تزن أطنانًا من المتفجرات تتحرك بين المنازل، ويتحكم بها جيش الاحتلال عن بعد، لكن هذا السلاح المدمر لم يكن كافيا لقادة الاحتلال الذين دفعوا بسلاح البراميل المتفجرة، والتي تنقلها جرافات عسكرية إسرائيلية ليلا على شكل خزانات مياه لداخل المناطق السكنية التي يحاصرها الاحتلال، ويمنع وصول المياه والغذاء إليها منذ بداية حملته العسكرية، ثم يقوم بتفجيرها لاحقا وسط المدنيين.

ويؤكد المصدر الأمني أن الاحتلال يلجأ إلى استخدام هذا النوع من الأسلحة لإيقاع أكبر قدر من الخسائر البشرية في صفوف المواطنين، ضمن حرب إبادتها على القطاع، مشيرا إلى أن لهذه الأسلحة الجديدة قدرة تفجيرية هائلة، فهي قادرة على تدمير حارة سكنية كاملة.

ووفق تقارير دولية فإن الريبوتات المتفجرة سلاح أمريكي، وهي آليات عسكرية من طراز إم 113 وتعرف بـ”زيلدا” في إسرائيل ودخلت الخدمة عام 2013م، وتعتمدها الجيوش في المناطق التي تصفنها خطيرة، وتتحكم فيها عن بعد.

وتقول مصادر محلية لمراسلنا إن الاحتلال كثف من استخدام مسيرات الكوادكاتبر وحولها من أداة للمراقبة والتصوير إلى سلاح فتاك وقاتل يشارك في إعدام الفلسطينيين ميدانيًّا باستهدافهم بالرصاص والقنابل المتفجرة.

الصحفي باسل خير الدين يقول لمراسلنا إن الكوادكابتر تشارك في جريمة الإبادة الجماعية في شمالي قطاع غزة بشكل مكثف، حيث تقتل الفلسطينيين في منازلهم، والطرقات ومراكز الإيواء، وتفرض حظرًا ومنعًا للتجوال في مناطق شمالي قطاع غزة.

وأوضح أنها تلاحقهم من مكان لآخر، وتقتلهم بدم بارد، مشيرًا إلى أن إسرائيل تواصل جرائم الإبادة البشعة باستخدام الأسلحة الأمريكية.

وأكد خير الدين أن الاحتلال لا يكتفي بتفجير المنازل بل ويقوم بقصفها وتدميرها فوق رؤوس ساكنيها، مرتكبًا أبشع جرائم القتل والإرهاب.

بدورها، حمّلت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الإدارة الأميركية المسؤولية عن الإبادة التي تنفذها إسرائيل في شمال غزة، قائلة إن “جرائم إبادة جماعية مكتملة الأركان تحدث في شمال غزة” في إطار ما يُعرَف بـ”خطة الجنرالات”.

وتهدف “خطة الجنرالات” لإحكام الحصار على شمال قطاع غزة، وقطع المساعدات الإنسانية عن مئات الآلاف من الفلسطينيين داخله، ومنعهم من الحصول على الطعام والشراب، واعتبار من سيبقى داخله مقاتلين، ما يعني إمكانية استهدافهم وقتلهم بعد إعلان المنطقة “عسكرية مغلقة”.

ووصفت الحركة ما يجري في شمال غزة بأنه أحد أكثر الخطط العسكرية وحشية وانحطاطا ونازية في التاريخ الحديث.

وطالبت حماس المجتمع الدولي بإجراءات فعالة لفرض قرارات تحمي المدنيين في غزة، كما دعت الدول العربية والإسلامية لتحرك عاجل وفوري للضغط على إسرائيل.

بدوره، قال الخبير العسكري اللواء فايز الدويري إن جيش الاحتلال ينفذ عمليات توغل ليلية إلى المناطق السكنية في شمال غزة، ويرسل روبوتات وبراميل ثم يفجرها عن بُعد، واصفا ما يحدث بـ”التدمير الممنهج لمعسكر جباليا”.

وشدد الخبير العسكري على أن جيش الاحتلال يدخل ليلا ثم يتراجع صباحا خشية أسلحة المقاومة النهارية، مؤكدا أنه إذا بقي العالم صامتا سيصل الجيش الإسرائيلي إلى اللحظة التي يدمر فيها مخيم جباليا بالمطلق.

من جانبه، أعلن المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان أن استخدام جيش الاحتلال روبوتات وبراميل مفخخة محملة بأطنان من المتفجرات خلال عمليات التدمير والقتل التي ينفذها شمال غزة يعد محظورا بموجب القانون الدولي، لأنها من الأسلحة ذات الطابع العشوائي التي لا يمكن توجيهها أو حصر آثارها فقط بالأهداف العسكرية.

وأكد المرصد، في بيان، أن هذه الأسلحة تحدث أضرارا واسعة النطاق في المنازل والمباني المحيطة وخسائر كبيرة بالأرواح، في وقت يتعطل بالكامل تقريبا عمل طواقم الإسعاف والدفاع المدني، باستثناء نطاق ضيق في بعض الأحياء.

وأشار المرصد إلى أنه وثق تفجير الجيش الإسرائيلي روبوتات في مناطق (القصاصيب، والتوام، والزهراء، وبئر النعجة) في جباليا، لافتا إلى أن الروبوت الواحد يتسبب في تدمير 7 منازل على رؤوس سكانها دفعة واحدة.

وحذر الأورومتوسطي بأن من ينجو من القتل والقصف المباشر يبقى مهددا بالموت جوعا أو عطشا، حيث تمنع القوات الإسرائيلية إدخال أي مساعدات لشمال غزة، كما قامت بتدمير وحرق المخابز هناك، بالإضافة إلى تجريف ما كان متبقيا من آبار المياه.

وفي الأثناء، قال إسماعيل الثوابتة، مدير عام المكتب الإعلامي الحكومي بقطاع غزة، إن الجيش الإسرائيلي يستخدم “روبوتات متفجرة وبراميل مفخخة في إطار التطهير العرقي” شمال قطاع غزة ضمن حرب الإبادة المستمرة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.

وفي تصريح للأناضول أوضح الثوابتة، أن “الروبوتات المتحركة تُستخدم بشكل متزايد، وهي أجهزة تُدار عن بُعد تدخل بين الشوارع والمنازل الفلسطينية، وتفجر ما يؤدي إلى خسائر بشرية ومادية كبيرة في أسلوب وحشي ضمن الإبادة”.

وأكد الثوابتة، أن “الروبوتات تستخدم لتدمير البنية التحتية والأحياء السكنية بشكل متعمد وممنهج، مما يخلف دمارا واسعا بالمناطق المستهدفة وعشرات الشهداء والإصابات”.

وأشار الثوابتة إلى أن “الاحتلال لا يقتصر على ذلك، بل يلجأ أيضا إلى إلقاء أو وضع حاويات بلاستيكية مشابهة تلك المستخدمة في تخزين مواد التنظيف أو المياه المعدنية، بعد تفخيخها، و تفجيرها عند اقتراب المواطنين منها”.

وأوضح أن “هذه الأساليب زادت عدد الشهداء شمال قطاع غزة، حيث يستهدف الاحتلال تجمعات المدنيين بهذه الحاويات المفخخة التي تفجر عن بعد”.

وشدد الثوابتة على أن “استخدام هذه الأدوات الفتاكة، يعكس نية الاحتلال لارتكاب جرائم إبادة جماعية بحق الشعب الفلسطيني”.

هذا وأفاد الدفاع المدني بغزة بأن الجيش الإسرائيلي ينفذ “تدميرا ممنهجا لجباليا شمال القطاع وذلك باستخدام كل الأدوات منها الروبوتات المتفجرة التي يستخدمها لتفجير المباني والبنية التحتية”.

وقال المتحدث باسم الدفاع المدني الرائد محمود بصل إن الاحتلال يستخدم الروبوتات بشكل مكثف لإحداث تدمير واسع في مخيم جباليا بهدف تفريغه من سكانه.

وأضاف أن “الاحتلال يرفض السماح لطواقم الجهاز أو الإسعافات الوصول للمنطقة، ونقل المصابين أو جثامين الشهداء، مع وجود المئات من الجثامين التي لا تزال تحت الأنقاض حتى اللحظة”.

وأشار إلى أن “مئات المناشدات والنداءات تصل يوميا للدفاع المدني، ويرفض الاحتلال السماح للأجهزة بالتحرك لإنقاذهم”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات