الجمعة 08/نوفمبر/2024

علماء الأمة .. استجابة وتفاعل لنصرة غزة والأقصى بعد دعوة أبو عبيدة

علماء الأمة .. استجابة وتفاعل لنصرة غزة والأقصى بعد دعوة أبو عبيدة

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام

بعد مرور عامٍ كاملٍ على طوفان الأقصى، ومع استمرار العدوان الصهيوني على غزة، كان لظهور أبي عبيدة ومضامين الخطاب التي وجهها داخليًا وخارجيًا وعلى كافة الصُعُد، تفاعلاتٌ وصدى واسعٌ، لا سيما تلك الرسالة التي خاطب بها علماء الأمة واستنفارهم للقيام بواجبهم الشرعيّ تجاه فلسطين والمقدسات وغزة، فهل تجد تلك الدعوة أثرها على أرض الواقع وهل تستنفر العلماء لتحريك المياه الراكدة وحث الأمّة على الجهاد لنصرة إخوتهم المظلومين في فلسطين؟

ودعا الناطق الرسمي باسم كتائب القسام، أبو عبيدة، علماء الأمة الإسلامية إلى تبيان فريضة الجهاد ضد الاحتلال، وتجاوز مرحلة الإدانة اللفظية لما يرتكبه الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة والضفة الغربية.

وحث أبو عبيدة، في كلمة مصورة بمناسبة الذكرى الأولى لـ”طوفان الأقصى”، علماء الأمة على ضرورة التحرك والاستنفار قبل هدم المسجد الأقصى، مشددًا على ضرورة تفادي الخطاب الطائفي الذي يمزق الأمة، بحسب تعبيره.

وقال أبو عبيدة: “ندعو نخب وعلماء الأمة إلى تجاوز التضامن القلبي واللفظي الخجول، إلا من رحم ربي، ونقول لعلمائنا ودعاة أمتنا: هل تنتظرون صباحًا تستيقظون فيه على خبر هدم المسجد الأقصى المبارك، لا قدر الله؟”.

وأضاف: “إن أضعف الإيمان هو استنفار العلماء في الأمة لتبيان حقيقة الصراع، وبيان شرعية وقدسية معركتنا وفريضة الجهاد للدفاع عن أقصانا وأرضنا المقدسة، بعيدًا عن الخطابات الطائفية التي تفرق الأمة”.

وشدد أبو عبيدة على أنّ “هذا هو المأمول منكم، يا أحفاد العز بن عبد السلام، وأحمد بن حنبل، وابن تيمية، وغيرهم من علماء الإسلام العاملين المجاهدين. لقد كانوا قدوة للأمة عبر العصور بمواقفهم الشجاعة في القضايا الكبرى. اليوم، نحتاج منكم شجاعة مماثلة في مواجهة الظلم والعدوان”.

وأكد أستاذ الشريعة الإسلامية الدكتور أحمد شحروري أنّ جزءًا من الغفلة والضعف في نصرة القضية الفلسطينية وغزة تتحمّل خطيئته أعناق الدعاة والعلماء.

وعلق الشحروري في تصريحاته للمركز الفلسطيني للإعلام، بأنّ كلمة أبي عبيدة استثارته، لكي يخاطب الملثم، قائلا: آه يا أبا عبيدة: لقد وردت في خلَدي عبارة خاطَبْتُك بها خطاب الروح للروح وأنت تنادينا للقيام بدورنا نحن الدعاة والعلماء فقلتُ لك: (لبيك أبا عبيدة) ثم انكفأت على نفسي: من أنا حتى أعطيك هذا الوعد وأنا عاجز عن جمع خمسة علماء إلا بإذن رسمي حتى لا أتعرض لمخالفة قانونية؟!! ثم قررت أن أوجه رسالة إلى العلماء باسمك غير معتدٍ ولا متمحّل ولا منتحل فقد أخذت التفويض من خطابك عسى أن يصل صوتك عبر رسالتي.

وتابع بالقول: يا علماء الأمة ويا دعاتها إن منطق المقاومة يرفض تبعيتنا لقوانين تمنعنا من ممارسة دورنا الريادي في الأمة فإنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، وإننا إذا أُخضِعنا للقعود عن واجبنا فقد قرر مُخضِعونا إعدامنا بإقصائنا عن التأثير الإيجابي في الأمة وهو دورنا الحصري فيها كما هو حقها الطبيعي علينا.

وأضاف الشحروري: يا علماءنا ليس المطلوب منا اليوم أن نحدّث الناس عن فرْضيّة جهاد اليهود ومن والاهم لاعتدائهم على مقدساتنا فهذا الحكم يعرفه طلبة المدارس الابتدائية، إنما المطلوب أن نتقدم صفوف الناس في معركة الوعي لما يدور حولنا.

ولفت للقول: يا علماءنا ما أحسن أن تفتحوا خَطّا مع سادة السياسة في بلادكم فإن أُلهِموا رشدهم سهّلوا مهمتكم وساروا يقودون سلاح الجيش وتقودون أنتم توجيهه المعنوي وإصلاح قصده، وإن أبى عليكم الحكام بدعوى حفظ أمن البلاد وضنّا بأرواح الناس أن تزهق، فاحذروا أن تُسلِموا شباب أمتكم ليتربوا تربية دجاج المزارع، فإن المزارع لا تطيل أعمارهم ولا تبعد عنهم الذبح، ودجاج المزارع يباع بالجملة ويُذبَح بالجملة، فإن كان الموت نهاية المطاف فليمت المرء حرّا بدل أن يُسلَم للموت من قنّ الدجاج.

وأضاف الشحروري: يا علماء الأمة، لا يَسلَم الشرف الرفيع من الأذى.. حتى يراق على جوانبه الدّمُ.

وشدد على القول: لن تقوموا بكمال الواجب الملقى على عاتقكم حتى تنادوا في الناس بالنفير العام المنضبط الإيقاع الواضح الرؤية، فإنه وحده سبيلكم لتخليص الأمة من عدوها وإرباك صفوفه فلا يقدر على استيعاب صدمة أن تقف الأمة قبالته، فإما أن يعيش الناس أحرارا مظفرين معا أو أن يموتوا أحرارا مبرّئين من وصمهم بالعبودية والخنوع.

وختم الشحروري رسالته للعلماء بالقول: علماءنا ودعاتنا الأفاضل، في اليوم الأول من السنة الثانية من عمر طوفان الأقصى أخاطبكم باسم الدم المهراق في ساحات المواجهة، وباسم أسرانا الذين يعذَّبون في مقاصل العدو التي يسميها سجونا، وباسم مسرانا الذي تشرّف بصلاة نبينا صلى الله عليه وسلم فيه، وبحناجر أبطال ساحات الوغى، فهل وصلكم صوتي؟ وهل علمتم أن ما خاطبتكم به أخذته عن مشايخ بعضهم تلاميذكم وبعضهم شيوخكم، أخاطبكم بصدى قول ربنا في قلبي وقلوبكم: ”قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشفِ صدور قوم مؤمنين”. اللهم قد بلّغت، اللهم فاشهد يا أعلم العالِمين ويا أعدل الشاهدين.

وأكدت عددٌ من الهيئات الإسلامية لعلماء المسلمين والعديد من علماء المسلمين استجابتهم لنداء أبي عبيدة في بيانٍ صادرٍ عنهم، وصل للمركز الفلسطيني للإعلام.

وجاء في بيان العلماء: لقد سمع العلماء النداء الذي وجهه إليهم الأخ المجاهد أبو عبيدة، الناطق باسم المجاهدين في غزة، حفظه الله ونصره وسائر إخوانه، مؤكدين على أنّ كل ما صدر عن جماعة من أئمتهم ورموزهم فتاوى من ناصعة ومواقف مشرفة، لم يعد كافياً مع تطور الأحداث واتساع دائرة الطوفان وسعي الاحتلال إلى توسيع رقعة الحرب.

وشدد على أنه يجب على شباب الأمة وأهل الاختصاص العمل على إزالة  الحوائل الكثيرة التي تحول دون انتشار هذه الفتاوى والعمل على بلوغها أسماع الناس، وكسر الحصار الإعلامي المفروض على دعاة الحق.

ولفت بيان العلماء إلى أنّ الطوفان انطلق من غزة من أجل المسجد الأقصى المبارك، وإن من أوجب الواجبات على الأمة أن تقوم بواجب بحمايته  وتحريره، وتطهيره من دنس الصهاينة المجرمين الذين يخططون لهدمه واحراقه، وإقامة هيكلهم المزعوم مكانه، وإن هذا الواجب الشرعي لا عذر لأحد أمام الله في التقاعس عن بذل كل جهد مستطاع فيه، أو خذلان من يجاهدون في سبيله.

ودعا بيان العلماء إلى الجهاد المسلح وتوسيع دائرته حيثما وسعها العدو بل الواجب استباق العدو في الساحات.

كما أكد على ضرورة دعم المجاهدين بالمال والسلاح وسائر ما يحتاجونه في جهادهم المبارك، ومنه: كفالة أسر المجاهدين والشهداء والأسرى والمحتاجين، ومنه المظاهرات الاحتجاجية التي لا تغادر الميادين والاعتصامات أمام السفارات والقنصليات التابعة للدول الداعمة للاحتلال ومنه: ثغر الإعلام وتتبع الشبكات الإلكترونية ومجابهة الحملات الصهيونية عليها.

وشدد على أنّه يجب على رؤساء الدول العربية والإسلامية كافة، إعلان النفير وتحريك الجيوش لرد العدوان الصهيوني وتحرير المقدسات فإن لم يفعلوا فأقل الواجب دعم إخوانهم المسلمين في فلسطين بكل الوسائل.  

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات