الجمعة 04/أكتوبر/2024

ماذا يعني سعي “جماعة أبناء جبل موريا” لحرق الأقصى وتدميره بالصواريخ؟

ماذا يعني سعي “جماعة أبناء جبل موريا” لحرق الأقصى وتدميره بالصواريخ؟

القدس – المركز الفلسطيني للإعلام

في الوقت الذي يواصل الاحتلال عدوانه على قطاع غزة، تستغل جماعات الهيكل المتطرفة الفرصة للاستفراد في المسجد الأقصى والسعي لتنفيذ مخططاتها التوراتية المزعومة وخرافاتها، حيث نشرت “جماعة أبناء جبل موريا” مقطعاً مصوراً لصاروخ حربي يقصف المسجد الأقصى ويدمّره ليقام الهيكل في مكانه، في أحدث صرخةٍ عدوانيةٍ صريحةٍ تستهدف المسجد الأقصى.

مراقبون ومؤسساتٌ رسميةٌ وشعبيةٌ فلسطينيةٌ حذرت من خطورة هذا السيناريو المرعب ودقوا ناقوس الخطر بأنّ الأمر لم يعد يحتمل والكارثة التي يدعو لها هؤلاء المتطرفون بحق المسجد الأقصى باتت وشيكة إن لم يتحرك العالم العربي والإسلامي لوضع حدٍ لهذا الإجرام الصهيوني.

وفي سياق فهم المشهد برمّته، قال الباحث المختص في شؤون القدس زياد ابحيص في تصريحاته للمركز الفلسطيني للإعلام: إنّ الجهة التي نشرت الفيديو هي منظمة استيطانية شبابية متطرفة، تعتبر نفسها وريثة لنهج الحاخام مائير كاهانا الذي اغتيل في 1990، وتكثر الاقتباس من مقولاته، وهي تنتمي للجيل الجديد من منظمات الهيكل المتطرفة.

وتابع ابحيص بالقول: إنّ منظمات الهيكل المتطرفة عموماً –وعددها بات يقارب 60 منظمة وهيئة- تنقسم إلى مجموعتين على أساس الجيل والآراء السياسية: المؤسسات القديمة والتي تجتمع تحت مظلة “ائتلاف منظمات الهيكل” وهي تتألف من الحاخامين القدامى والأكبر سناً مثل معهد الهيكل ومنظمة تاج الكهنة ومنظمة إلعاد والسنهدرين الجديد، ويرون ضرورة التعاون مع شرطة الاحتلال، والتأثير البطيء في المجتمع والدولة للتأسيس لأجندة الإحلال الديني وتأسيس الهيكل مكان المسجد الأقصى، ويتحدثون عن “التقاسم” أكثر مما يتحدثون عن إزالة الأقصى من الوجود.

وأضاف أنّ المجموعة الثانية تتألف من المنظمات حديثة النشأة، وكوادرها أكثر شباباً وأكثر تطرفاً، وتأتلف تحت “ائتلاف الهيكل الثالث” الذي تشكل نهايات العام 2020، وتضم منظمة “جبل الهيكل في أيدينا” و”أبناء جبل موريا” و”عائدون إلى جبل الهيكل” وغيرها، ويرون بأن مقاربة الجيل السابق بطيئة ولا يمكن أن تصل للتغيير المطلوب، وبناء على ذلك يلجؤون للضغط على شرطة الاحتلال وانتقاد إجراءاتها في الأقصى ويتهمونها بأنها “لا سامية”، وبأنها “تميز ضد اليهود” في الأقصى، ويعتقدون بأن إيتمار بن جفير بات “يسارياً مدجناً” ولا يقوم بما يكفي ويرون الفرصة سانحة اليوم لتأسيس الهيكل بالقوة.

وأشار ابحيص إلى أنّ هذه المجموعة التي تنتمي إلى الجيل الجديد من منظمات الهيكل نشرت هذا الفيديو لحريق واسع في الأقصى لأول مرة في يوم 13-8-2024 بالتزامن مع الذكرى العبرية المسماة “ذكرى خراب الهيكل” على اعتبار أن خراب الأقصى وتأسيس الهيكل هو الآتي بزعمهم، وأعادت نشره اليوم كذلك.

كما لفت الباحث المختص بشؤون القدس إلى أنّ هذه الجماعة نشرت الفيديو مرتين هذا اليوم في إطار تحضيراتها لموسم الأعياد الطويل الذي سيمتد ما بين الخميس 3-10 وحتى الجمعة 25-10، والذي تخطط فيه جماعات الهيكل عموماً لأكبر عدوانٍ على المسجد الأقصى المبارك.

ونوه إلى أنّه في 28-8-2024 في إطار تحضيراتها لموسم الأعياد نفسه، نشرت “جماعة أبناء جبل موريا” مقطعاً مصوراً لصاروخ حربي يقصف المسجد الأقصى ليقام الهيكل في مكانه.

وختم ابحيص توضيحه حول خلفيات هذه الجماعبة بالقول إن أعضاءها هم من أبرز من يؤدون طقوس الانبطاح “السجود الملحمي” الجماعي في المسجد الأقصى المبارك، ومن أبرز المحرضين على فضيلة الشيخ عكرمة صبري حفظه الله.

بدوره قال الدكتور عبدالله معروف أستاذ دراسات بيت المقدس، ومسؤول الإعلام والعلاقات العامة السابق بالمسجد الأقصى المبارك: جماعات المعبد المتطرفة تنشر مقطع فيديو قصير يظهر احتراق المسجد الأقصى المبارك مع تعليق يقول: (قريباً في هذه الأيام)..!

وتساءل معروف في تدوينة له على منصة إكس رصدها المركز الفلسطيني للإعلام: ماذا ينتظر العالم الإسلامي ليتحرك لحماية المسجد الأقصى المبارك قبل حلول الكارثة؟ ومتى يقتنع المسلمون أن هؤلاء المعتوهين جادون فعلاً في مخططاتهم لتدمير المسجد الأقصى المبارك والسيطرة التامة عليه وتحويله إلى معبد؟!

ووجه رسالة مضمونها: لأكن واضحاً وصريحاً.. ربما لم يعد أمام المقدسي خيار لحماية المسجد الأقصى إلا الذهاب لأبعد حد مهما كانت النتيجة.. فحماية المسجد تستلزم الحزم والقوة لضمان ردع هؤلاء المعتوهين بالكامل.. وإلا فإننا سنفقد الأقصى حقاً.. وأي حياةٍ هذه دون المسجد الأقصى؟!

بدروها حذرت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينيةـ، الخميس، من ارتفاع وتيرة التحريض الإسرائيلي تجاه المسجد الأقصى المبارك.

وعقّبت الوزارة في بيان لها على نشر “نشطاء أمناء الهيكل” تسجيلا مصورا يظهر احتراق المسجد الأقصى المبارك ومسجد قبة الصخرة بتعليق “قريبًا في هذه الأيام”.

وقالت إن الخطورة التي أصبح يتضمنها خطاب الكراهية والتدمير للمقدسات الإسلامية أصبحت واضحة ولا تحتاج إلى تدقيق وفحص.

وأضافت أن “هذا الخطاب التدميري الإرهابي المستند على جملة أساطير وأكاذيب أصبح يعلن عن أهدافه ومخططاته بشكل واضح وصريح.

واعتبرت الوزارة أن ذلك مؤشر على الدعم السياسي والأمني لهذه المخططات والرؤى من قبل حكومة الاحتلال وأجهزتها الأمنية التي تحمي هذه الفئة الإرهابية خلال الاقتحامات اليومية للأقصى”.

وطالبت “الأوقاف” المجتمع الدولي بإيقاف هذا العبث والجنون من قبل هذه الجماعات التي تحظى بدعم حكومي واضح.

ودعت أبناء مدينة القدس إلى الحذر والانتباه خشية تنفيذ هؤلاء المتطرفين لمخططاتهم، والعمل على المرابطة اليومية والتواجد الدائم داخل المسجد الأقصى.

من جانبها حذرت وزارة الخارجية والمغتربين، اليوم الخميس، من خطر كبير يتهدد المسجد الأقصى نتيجة التحريض المستمر من المنظمات اليهودية المتطرفة.

وأوضحت “الخارجية” في بيانٍ لها، أن هذه المنظمات تروج عبر وسائل التواصل الاجتماعي لفكرة تفجير المسجد الأقصى وقبة الصخرة تمهيدًا لبناء الهيكل المزعوم، تحت شعار “قريباً في هذه الأيام”.

وأضافت الخارجية أن هذا التحريض يتزامن مع تصعيد الاقتحامات المتكررة للمسجد الأقصى من قبل مجموعات متطرفة، التي تؤدي طقوسًا تلمودية مثل السجود والنفخ بالبوق ورفع العلم الإسرائيلي.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

حزب الله يوجه رشقة صاروخية كبيرة على حيفا

حزب الله يوجه رشقة صاروخية كبيرة على حيفا

بيروت - المركز الفلسطيني للإعلام وجه حزب الله اللبناني، رشقة صاروخية كبيرة على حيفا شمال فلسطين المحتلة، بعد يوم نفذ فيه 32 عملية وخاض معارك ملحمية...