الجمعة 29/نوفمبر/2024

الذباب الإلكتروني .. أدوات رخيصة في ذروة الإجرام الإسرائيلي

الذباب الإلكتروني .. أدوات رخيصة في ذروة الإجرام الإسرائيلي

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام

بعد تسعة أشهر من الصمود الأسطوري للشعب الفلسطيني، والأداء البطولي لمقاومته في وجه حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية في قطاع غزة، بدأ الفضاء الإلكتروني يزدحم بالذباب الإلكتروني؛ لمحاولة تحقيق ما فشلت فيه آلة القتل الإسرائيلية.

فجأة دون مقدمات ظهرت حسابات مجهولة وبأسماء وصور رمزية فلسطينية، بدأت تهاجم المقاومة وتغمز من قادتها وتحاول تبرئة الاحتلال من الإجرام الوحشي الذي يرتكبه ضد الشعب الفلسطيني في كل أماكن وجوده، خاصة الإبادة الجماعية التي دخلت شهرها العاشر في قطاع غزة.

أستاذ الإعلام الكاتب والمحلل السياسي إياد القرا، يشير إلى أنه يمكن بوضوح رصد نشاط كبير للذباب الإلكتروني في شن حملات تحريض وتشويه ضد الشخصيات الوطنية والنيل منها خدمة للاحتلال وتساوقا مع دعايته.

ويوضح القرا في حديثه لـ المركز الفلسطيني للإعلام أن تنامي حالة الذباب الإلكتروني بعد 9 أشهر من حرب الإبادة التي مست كل شيء في قطاع غزة دون أن تنجح في فرض الاستسلام على الشعب ولا مقاومته الباسلة التي لا تزال تقاتل؛ ليس بريئا بل هو جزء من الحرب التي تأخذ أشكالا متعددة ويوظف فيها الاحتلال كل أدواته الرخيصة.

وأشار إلى أن المتتبع للحملات التي يشنها الذباب الإلكتروني، يجد أنها تأخذ أشكالا متعددة، وهي تحاول أن تضعف الرمزية للكثير من الشخصيات الوطنية والمقاومة، فمثلا هناك هجوم على الملثم، وهناك هجوم على محاولة ضبط الحالة الأمنية في القطاع، وهناك تشكيك في أداء المقاومة رغم إقرار الاحتلال بفشله في كسر إرادتها، وهناك هجوم على الشخصيات الوطنية.

ورأى أن الشعب الفلسطيني ورغم الإبادة التي يتعرض لها، وما فقده من شهداء ومباني وما يعانيه جراء النزوح والقصف، إلاّ أنه لا يزال يوجه من بين الركام والدمار وخيام النزوح رسائل الثبات والتمسك بالأرض والوفاء لخيار المقاومة؛ ما يمثل صفعة شديدة للاحتلال وأعوانه.

بالنسبة للناشط عزيز سالم، لم يكن الأمر يحتاج إلى الكثير من الخبرة، لتأكيد أن الأمر يتعلق بحملة مسمومة وحسابات “فيك” عبارة عن ذباب إلكتروني يقبض الثمن ليهاجم المقاومة وقادتها وحتى الشعب الصابر المحتسب.

وقال سالم لـ “المركز الفلسطيني للإعلام“: تتبع الحسابات التي تهاجم المقاومة، تجدها ضمن نوعين، الفئة الأولى حسابات فيك ذباب إلكتروني، وتجد عليها العبارات نسخ لصق وهي من جهة تهاجم المقاومة ومن جهة أخرى تمجد بعض المساعدات التي تقف وراءها إحدى الدول المطبعة مع الاحتلال.

والذباب الإلكتروني، وفق الخبراء؛ له عدة أشكال؛ فإما يتم تعيين موظفين ويطلب منهم تغريدات ونشر تعليقات محددة يكتبها أفراد محددون، أو مؤثرين يتم شراء ذممهم، أو شبكات فنية تدير مجموعة أجهزة وحسابات من خلال وسائط تكنولوجية.

أما النمط الثاني، حسب سالم، فهو مجموعة من الحسابات لأشخاص عرفوا بمواقفهم العدائية للمقاومة وقطاع غزة لحسابات وأجندات مصلحية باتت معروفة، بعضهم كان من غزة وهرب لأوروبا وبات أداة رخيصة للاحتلال وأعوانه في مهاجمة المقاومة.

ويميز سالم وغيره من الخبراء، بين النقد البناء والموضوعي لكل شيء وفي أغلب الأوقات، وبين الذباب والأصوات التي تصطف إلى جانب الاحتلال في مرحلة فاصلة ومصيرية للشعب الفلسطيني.

وتناغمًا مع ما يروجوه الناطق باسم جيش الاحتلال وغيره من القائمين على ماكنة الدعاية الصهيونية، كثف الذباب الإلكتروني هجماته وطعنه في المقاومة تارة من جهة تحميلها مسؤولية الإبادة الجماعية، وتارة من جهة الطعن في قيادتها في الخارج، أو تحميلها مسؤولية تعطيل التوصل لصفقة تبادل.

أحد الأمثلة للأداء القذر للذباب الإلكتروني، الهجوم المنظم الذي تعرض له القيادي مصطفى البرغوثي الأمين العام للمبادرة الوطنية على خلفية مصافحته مسؤول إسرائيلي سابق في ندوة في إيطاليا، على الرغم من توضيحه لما حدث واعتذاره عنه، وتأكيد موقفه الرافض للتطبيع.

اللافت حسب المتابعين، أن غالبية الذين هاجموا البرغوثي، كانت حساباتهم زاخرة بالصور مع قادة التنسيق الأمني أو من حسابات تنطلق من دول تقود التطبيع مع الاحتلال.

ويتفق الخبراء، أنه الحملات التحريضية ضد المقاومة والشعب الذي يحتضنها لن تفلح في تغيير هذه الصورة الرائعة التي تشكلت، ولا في كسر إرادة الشعب الفلسطيني وإحباط معنوياته وإصراره على مواصلة نضاله وثورته في وجه المحتل وأعوانه الذين باتت وجوههم وأسماءهم تتكشف بالعار الذي يجلل رؤوسهم.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات