إسرائيل تدمر أحياءً على رؤوس قاطنيها بغزة وتمعن في القتل الجماعي
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام
قالت منظمات حقوقية فلسطينية، إن قوات الاحتلال الإسرائيلي تواصل، شن هجماتها الحربية على قطاع غزة، بكثافة نارية هائلة ومدمرة، ولجأت إلى قصف وتدمير أحياء سكنية كاملة على رؤوس قاطنيها، مع تدمير الشوارع والبنى التحية، في تعمد واضح لاستهداف المدنيين والأعيان المدنية في شكل يرقى إلى أعمال الإبادة الجماعية.
وأكد مركز الميزان والمركز الفلسطيني لحقوق الإنسان والحق، في بيان مشترك، أنه مع اشتداد وتيرة الغارات وانتقالها من مكان لآخر، لم يعد هناك مكان آمن في قطاع غزة بأسره، بما في ذلك مراكز الإيواء التي تضرر العديد منها جراء القصف الإسرائيلي، بما فيها الأعيان التي تتمتع بحماية خاصة ولا غنى عنها لبقاء السكان المدنيين وفقاً لقواعد القانون الدولي.
وتسببت مئات الغارات باستشهاد المئات من المواطنين المدنيين، وإصابة الآلاف، فيما لا تزال أعداد كبيرة تحت الأنقاض لم تستطع طواقم الإنقاذ من انتشالهم.
وحسب وزارة الصحة، ارتفع عدد الشهداء الفلسطينيين منذ 7 أكتوبر الجاري، إلى 1055، منهم 260 طفلا و230 سيدة، في حين ارتفع عدد الإصابات إلى 5148، من بينهم 60 % من الأطفال والنساء. ودمرت غارات الاحتلال آلاف الوحدات السكنية، والممتلكات الخاصة والعامة.
ووفق البيان؛ تشير بعض الصور ومقاطع الفيديو، إلى سحب من الدخان الأبيض رافق إطلاق الاحتلال مقذوفات تجاه بعض الأحياء المستهدفة في قطاع غزة، ما يثير المخاوف باستخدام الفسفور الأبيض؛ الأمر الذي يستوجب فتح تحقيق دولي في استخدام الاحتلال ذخائر وأسلحة محرمة دوليا وسط تجمعات مدنية، إلى جانب جرائم الحرب الأخرى.
واستعرض البيان تفاصيل جرائم الاحتلال في المحافظات خلال الساعات الماضية على النحو الآتي:
محافظة الشمال
في محافظة شمال غزة، شنت طائرات الاحتلال خلال الساعات الماضية مئات الغارات يوم الثلاثاء ودمرت 3 منازل على رؤوس قاطنيها في جباليا ما أدى إلى استشهاد 26 مواطنا، بينهم 13 طفلا و7 سيدات ولا يزال هناك 8 أشخاص مفقودين. ومنذ مساء أمس حتى فجر اليوم، شنت طائرات الاحتلال عشرات الغارات العنيفة والمدمرة على حي الكرامة غرب جباليا، مستهدفة الشوارع والعديد من المنازل على رؤوس قاطنيها دون إنذار مسبق في عدة مربعات داخل الحي. أسفر ذلك عن مقتل عدد كبير من المواطنين لم يستطع باحثونا حصره. ولا تزال أعداد كبيرة من المواطنين تحت الأنقاض. واستهدفت سيارة إسعاف أثناء إخلاء المصابين بجوار أبراج الكرامة، ما أدى لمقتل مواطنين وإصابة مسعفين.
ومنذ فجر اليوم، استهدفت قوات الاحتلال عبر طيرانها الحربي والمدفعية، مناطق القرم وعزبة عبد ربه والسكة شرق جباليا ومخيمها، بعشرات الغارات العنيفة، ما أدى لتدمير أحياء كاملة فوق رؤوس ساكنيها، وحالت عمليات القصف العنيفة دون وصول طواقم الإسعاف والإنقاذ. وتمكنت طواقم الإسعاف صباحا من انتشال العشرات من الجثث تم التعرف على ٢٤ جثة حتى الآن، فيما لا يزال عدد كبير مجهولا، ولا يزال آخرون تحت الأنقاض، فيما نزح الآلاف عن المنطقة أيضًا.
غزة
وفي غزة، شنت طائرات الاحتلال عشرات الغارات على أحياء سكنية استمرت حتى صباح اليوم، تزامن ذلك مع قصف مكثف من قبل المدفعية والبوارج البحرية، ودمر القصف العديد من المنازل والبنايات سكنية، على رؤوس قاطنيها لعائلات التتر وإسليم، ومعروف وأبو شمالة، وعاشور، والنفار. واستهدفت حيا سكنيا في شارع الصحابة ما أدى إلى تدمير عدة منازل لعائلات حجازي والصفدي وعطا الله والسك. وجددت قصف مباني الجامعة الإسلامية ودمرت بعضها، وقصفت مبنى برنامج الفاخورة للمنح الدراسية التابع لمؤسسة التعليم فوق الجميع القطرية. وأسفرت الغارات عن استشهاد 57 مواطنا، بينهم 20 طفلا و11 امرأة، فيما لا يزال الحدث يدور عن عشرات تحت الأنقاض.
الوسطى
وفي الوسطى، شنت طائرات الاحتلال الإسرائيلي عدة سلسلة غارات على أحياء، وشقق سكنية وأراضي زراعية استمرت حتى صباح اليوم تزامن ذلك مع قصف مكثف من المدفعية والبوارج البحرية وتركز القصف على أحياء سكنية وأبرزها كانت في مخيم البريج ومخيم النصيرات ودير البلح، وهي معظمها مخيمات مكتظة بالسكان المدنيين، وطال القصف مؤسسات أبرزها البنك الوطني الإسلامي، حيث أسفر القصف المكثف إلى وقوع أضرار كبيرة في البنية التحتية وشبكات الكهرباء، وأدى ذلك دماراً كبيرا في عدد من المنازل متعددة الطبقات والشقق السكنية مثل عائلة الحسنات، والنقيب، ومسلم، جودة، والأعرج، النجار، رمضان، إسماعيل، مما أدى إلى استشهاد (49) مواطنا، من بينهم (15) طفل، و(12) سيدات، وإصابة العشرات من المواطنين، وما تزال الطواقم الطبية والدفاع المدني تواصل البحث عن مفقودين تحت الأنقاض، وأدى قصف الزوارق البحرية إلى تدمير 13 مركباً للصيادين، وتضررت 10 مراكب أخرى وشباك الصيادين، الراسية على شاطئ دير البلح. ولا تزال هناك منازل لم تصلها فرق الإنقاذ في الدفاع المدني لقلة الإمكانيات.
خانيونس
وفي خان يونس، استهدفت قوات الاحتلال عدداً من منازل وشقق المواطنين، لعائلة الأسطل، وعوض، واسماعيل، وعرام، والأغا، وأبو شاب، والقدرة. أسفرت عن اسشتهاد (43) مواطناً، من بينهم (16) طفلا، و(12) امرأة. بين الشهداء 2 من أعضاء المكتب السياسي لحركة حماس، هما زكريا أبو معمر، وجواد أبو شمالة. كما واصلت قوات الاحتلال استهداف أحياء سكنية بأكملها بالقصف الجوي والمدفعي في المناطق الشرقية من محافظة خان يونس، خزاعة، وعبسان الكبيرة، وعبسان الجديدة، والقرارة، والفخاري، التي اضطر أغلب سكانها إلى ترك منازلهم في وقت سابق والنزوح منها إلى وسط خان يونس، بعد تلقيهم تحذيرات وأوامر من قوات الاحتلال بإخلائها. أدى القصف إلى دمار هائل في عدد من الأحياء السكنية بما فيها أعداد كبيرة من المنازل السكنية والمحال التجارية والبنية التحتية. وتواصل فرق الدفاع المدني البحث عن مفقودين وضحايا تحت أنقاض عدد من المنازل المستهدفة.
رفح
وفي رفح، نفذت طائرات الاحتلال العديد من الغارات استهدفت عدداً من منازل وشقق المواطنين والبنك الوطني الإسلامي، وبنك البريد ما أدى إلى استشهاد (16) مواطناً، من بينهم (4) أطفال وامرأة وصحفي قتل داخل منزله، جراء قصف منزل مجاور. ولا يزال الحديث يدور عن عدد من المواطنين تحت الأنقاض. كما قصفت طائرات الاحتلال معبر رفح بين الجانب الفلسطيني والمصري للمرة الثالثة، ما أخرجه عن الخدمة، ومنع مغادرة ووصول المسافرين، ومنع إدخال شاحنات مصرية محملة بالوقود والبضائع إلى قطاع غزة.
النازحين
ووفق تقديرات الأمم المتحدة فإن أكثر من 200 ألف شخص قد نزحوا داخل غزة، ويحتمي أكثر من 137,000 شخص في أكثر من 80 مدرسة للأونروا في جميع أرجاء قطاع غزة.
وتتابع منظمات حقوق الإنسان شكاوى من العديد من المواطنين في مراكز الإيواء بعدم توفر أي خدمات لهم، سواء المتعلقة بالفراش أو الطعام، ما يستجوب من الوكالة الأممية التحرك العاجل لتأمين احتياجات الإيواء المختلفة.
كما تعرض مبنى يضم مقر رئاسة الأونروا في مدينة غزة لأضرار جسيمة نتيجة الغارات الجوية القريبة. ولجأ جميع موظفي الأمم المتحدة الدوليين الموجودين في غزة إلى مبنى آخر داخل المجمع نفسه.
وأعلنت الأونروا أن أضرارا جانبية ومباشرة لحقت بما لا يقل عن 18 من منشآتها، بما في ذلك المدارس التي تؤوي المدنيين النازحين، فيما قتل اثنان من موظفي الوكالة الأممية وخمسة من طلبة مدارسها منذ بداية العدوان.
تحذير من كارثة إنسانية
وحذرت مؤسسات حقوق الإنسان، من كارثة إنسانية كبرى تمس بحياة نحو 2.3 مليون مواطن يعيشون في قطاع غزة؛ مع الانقطاع التام للكهرباء خلال ساعات مع التوقف المرتقب لمحطة توليد الكهرباء الوحيدة، نتيجة نفاد الوقود بسبب قرار إسرائيل وقف إمداد القطاع بالوقود وجميع الاحتياجات الأخرى. علمًا أن إسرائيل اتخذت منذ بداية العدوان قراراً غير إنساني بوقف تزويد قطاع غزة بـ (120) ميجا واط.
وقالت: إن ذلك يأتي في وقت استمرت قوات الاحتلال في إغلاق القطاع، ومنع تدفق إمدادات الوقود والغذاء والدواء، في مخالفة لكل الأعراف والمواثيق الدولية.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات
انفجارات في تل أبيب بعد تسلل مسيرتيّن من لبنان
الناصرة – المركز الفلسطيني للإعلامي دوت أصوات انفجارات كبيرة في مدينة "تل أبيب" المحتلة (يافا)، مساء الجمعة، في أعقاب تسلل طائرتين مسيّرتين أطلقتا...
عشرات الشهداء والمصابين بمجزرة جديدة في جباليا
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم الجمعة، مجزرة جديدة في جباليا البلد شمال قطاع غزة، بقصف وتدمير مربع سكني...
لليوم 371.. القسام تواصل التصدي للعدوان بتفجير عيون الأنفاق وناقلات الجند
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام تواصل كتائب الشهيد عز الدين القسام لليوم الـ 370 على التوالي، التصدي للقوات الصهيونية المتوغلة في عدة محاور من قطاع...
الاحتلال يغلق مداخل مدينة القدس وضواحيها بالكتل الاسمنتية
القدس المحتلة – المركز الفلسطيني للإعلام أغلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء الجمعة، جميع البلدات والقرى الكائنة في ضواحي مدينة القدس، عشية عيد...
وقفة بمحيط سفارة العدو في عمّان نصرة للمقاومة بغزة ولبنان
عمان – المركز الفلسطيني للإعلام توافدت حشود الأردنيين إلى محيط سفارة العدو الصهيوني في العاصمة عمان، مساء اليوم جمعة، تلبية لدعوة الحركة الإسلامية...
أطباء بلا حدود تطالب بإدخال الإمدادات الإنسانية إلى شمال غزة
نيويورك – المركز الفلسطيني للإعلام قالت منظمة أطباء بلا حدود أن الاحتلال الاسرائيلي يحاصر آلاف الأشخاص في مخيم جباليا، شمال غزة، حيث تهاجم القوات...
رئيس الوزراء الإسباني يدعو العالم لوقف تصدير الأسلحة لدولة الاحتلال
مدريد – المركز الفلسطيني للإعلام دعا رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، الجمعة، المجتمع الدولي "لوقف بيع الأسلحة للحكومة الإسرائيلية". وقال سانشيز...