السبت 20/أبريل/2024

دلالات فوز حماس في جامعة بيرزيت.. عبثية الاجتثاث وصوابية المنهج

دلالات فوز حماس في جامعة بيرزيت.. عبثية الاجتثاث وصوابية المنهج

رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام
بينما لا تزال أصداء فوز الكتلة الإسلامية في جامعة النجاح الوطنية، بغالبية مقاعد مجلس اتحاد الطلبة حاضرة، أعادت الكتلة الإسلامية في جامعة بيرزيت الكرة، أمس الأربعاء، وفازت بغالبية مقاعد مجلس الطلبة للعام الثاني توالياً.

وحصدت كتلة الوفاء الإسلامية الممثلة للكتلة الإسلامية، الإطار الطلابي لحركة حماس، 25 مقعداً، مقابل 20 لشبيبة حركة فتح، و6 للقطب الطلابي الإطار الطلابي للجبهة الشعبية، بعد أن حصلت الكتلة على 4481 صوتاً، مقابل 3539 صوتا لصالح شبيبة فتح.

ربما ينظر غير المتابع لمثل هذه الانتخابات على أنها انتخابات طلابية وحسب، لكنها في الحقيقة تمتد إلى ما هو ما أبعد من ذلك، فالفوز الذي حققته الكتلة الإسلامية جاء في بيئة تعاني فيها حركة حماس من أشكال مختلفة من التضييق والمطاردة والتشويه، سواء من الاحتلال أم من السلطة وأجهزتها الأمنية في الضفة الغربية.

وعليه فإن غالبية المراقبين يرون في نتائجها تعبيرا عن المزاج الشعبي العام، وقراءة في نمط تفكير الشارع الفلسطيني ونظرته إلى الأحزاب السياسية وبرامجها المتباينة في علاقاتها مع الاحتلال، وغيره من الملفات الوطنية والسياسية وحتى الاجتماعية.

حركة حماس، رأت أن فوز الكتلة الإسلامية في انتخابات مجلس طلبة جامعة بيرزيت، تأكيد على خيار الشعب الفلسطيني وثقته بالمقاومة ومشروعها، وقالت إن نجاح الكتلة يؤكد ثقة الشعب الفلسطيني، بمشروعها الذي يصون الوحدة والثوابت وينبذ كل أشكال التطبيع مع الاحتلال، ويمثل تزكيةً جديدةً للجهة الأقدر على خدمة الطلبة.

وقال رئيس المكتب السياسي لحماس، إسماعيل هنية، إن فوز الكتلة الإسلامية في انتخابات مجلس طلبة جامعة بيرزيت، يؤكد تمسك الشعب الفلسطيني بخيار المقاومة والبندقية، مشيراً إلى أن الجامعات الفلسطينية، ليست مجرد مؤسسات أكاديمية، بل هي معاقل ثورة تاريخية وميزان قوة وحاضنة خيارات وصانعة قيادات في مختلف الاتجاهات.

أما عضو قيادة حركة حماس في قطاع غزة، زكريا أبو معمر، فدعا الفصائل وفي مقدمتهم حركة فتح، إلى الاتفاق سريعاً على جدول زمني لإجراء الانتخابات الطلابية في جامعات قطاع غزة، بما لا يتجاوز نهاية العام الجاري، وقال إن حركته جاهزة فوراً لإجراء الانتخابات الطلابية في جميع جامعات قطاع غزة، وفق مبدأ التمثيل النسبي الكامل.

انتخابات سياسية

أستاذ العلوم السياسية بجامعة النجاح رائد نعيرات، يرى أنّ الانتخابات في جامعة بيرزيت كانت ذات طابع سياسي أكثر منه نقابي أو أكاديمي، وعبرت عن تصورات الشباب تجاه قضايا المجتمع.

وقال نعيرات، في تصريحات خاصة لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“، إنّ هذه الانتخابات عبرّت عن تصورات الشباب ومنطقهم تجاه الواقع السياسي، وقدمت ملامح لتفكيرهم بالمستقبل السياسي للمرحلة القادمة.

ويعتقد أنه ورغم تعبيرها عن المزاج العام، لكنها ليست بالضرورة معبرة عن حجم الكتل، تبعا لرأيه.

وقال نعيرات، إن نتائج العملية الانتخابية في جامعة بيرزيت وغيرها من الجامعات الفلسطينية، لن تؤثر في المسار السياسي العام، لسبب بسيط وهو عدم وجود نية لإجراء الانتخابات العامة، لأسباب مختلفة، وعليه فإن تأثيرها في ظل الوضع القائم سيظل محدودا، طالما أنّ تفاعلاتها محدودة.

دلالات متعددة

أستاذ الإعلام في الجامعة الإسلامية وائل المناعمة، يرى أن الانتخابات الطلابية هي “تيرمومتر” لنبض الشارع الفلسطيني، وتعبير واضح وصريح عن توجهاته ورغباته.

وقال، في حديث خاص مع “المركز الفلسطيني للإعلام“، إن فئة الطلبة الجامعيين، هي الفئة الأكثر وعياً وتأثيراً في الشارع الفلسطيني، ونتائج الانتخابات في صفوف هذه الفئة، مؤشر حقيقي على ما يمكن أن تكون عليه نتائج الانتخابات العامة”.

وبين أن هذا هو السبب الحقيقي الذي دفع قيادة السلطة ورئيسها محمود عباس ومن خلفه حركة فتح لتأجيل وتعطيل انعقاد الانتخابات الفلسطينية التشريعية والرئاسية والمجلس الوطني.

ويرى أن نتائج الانتخابات أظهرت فشلاً ذريعاً لكل محاولات استئصال وإنهاء حركة حماس، وقال إن كل الممارسات اللاأخلاقية واللاوطنية التي واجهتها حركة حماس وكتلتها الطلابية على مدار السنوات الماضية والتي لا زالت مستمرة فشلت في ثني حماس وإبعادها عن نبض الشارع والانخراط في العمل الوطني والاجتماعي والطلابي والمقاوم.

وبين أن تمسك حماس بنهج المقاومة، وعدم تخليها عن الثوابت الفلسطينية، وانخراطها الكامل في مشروع المواجهة للاحتلال وجرائمه، أبرز أسباب النجاح الذي حققته كتلتها الطلابية في الانتخابات الطلابية الأخيرة في جامعتي النجاح وبيرزيت.

في المقابل، أوضح أن أبرز أسباب إخفاق حركة فتح هو ما تعانيه من انقسامات داخلية، إضافة إلى التبعات الثقيلة للسلطة وممارساتها السياسية والميدانية، وخاصة فيما يتعلق بالتنسيق الأمني وملاحقة المقاومة ورموزها، وإخفاقها في حماية الشعب الفلسطيني من اعتداءات الاحتلال ومستوطنيه.

وأشار في ذات الموضوع إلى الإخفاق الكبير لرئيس السلطة محمود عباس وأدائه السيء على كل المستويات، وخاصة في خطابه الأخير في الأمم المتحدة، والذي وصفه بـ”الهزيل والمكرور”.

عبثية الاجتثاث

الناشط والكاتب الفلسطيني إسلام أبو عون، يرى أن الفوزين المتتاليين للكتلة الإسلامية في جامعتي النجاح وبيرزيت يؤكدان أن الهجوم المتواصل ضد حركة حماس لم يؤت ثماره، بل زاد من التفاف الطلبة حول مشروع المقاومة.

وشدد، في تصريحات إعلامية تابعها “المركز الفلسطيني للإعلام“، أن الرسالة المهمة من فوز الكتلة الإسلامية هي “عبثية مشروع الاجتثاث الذي تقوم به السلطة الفلسطينية ضد حركة حماس، منذ أكثر من 15 عاماً”.

ويرى أبو عون، أن فوز الكتلة الإسلامية في الانتخابات الطلابية الأخيرة دعم ورصيد إضافي لمشروع المقاومة، مبيناً أن كتلتين من الكتل المحسوبة على المقاومة، وهما حماس والجبهة الشعبية، فازتا بأكثر من نصف عدد المقاعد، بينما حتى الذي حصلت عليه حركة الشبيبة الطلابية التابعة لحركة فتح، كان مبنيا على خطاب المقاومة والمواجهة.

وفي النهاية ترسخ حقيقة واحدة لا يمكن التشكيك بها على الإطلاق، وهي الوعي الكبير الذي يتمتع به الشعب الفلسطيني، والذي يمكنه من اختيار من يستحق، والقادر على قيادته نحو بر الأمان، ليس في المجالس الطلابية فحسب، بل في كل المواقع السياسية.

ويبقى الشعب الفلسطيني يطالب ويبحث عن حقه في انتخاب من يريده أن يحمل رايته في مقدمة الصفوف لمواجهة الاحتلال وتحقيق الاستحقاق المراد، بالتحرير والعودة والاستقلال.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات