الجمعة 19/أبريل/2024

العدوان الإسرائيلي على غزة.. السلطة الصامت المتفرج

العدوان الإسرائيلي على غزة.. السلطة الصامت المتفرج

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام

هاجمت “إسرائيل” قطاع غزة بهمجية شديدة، وقتلت وجرحت وهدمت، وبثت كل صنفوف العذاب، إلا أن السلطة الفلسطينية، التي طالما تشدقت بشرعيتها وتمثيلها للشعب الفلسطيني، لم تتفاعل بمؤسساتها مع العدوان الذي بدأ في 9 مايو، ودام 5 أيام.

فبعد مئات الغارات الجوية وعشرات أطنان المتفجرات التي هوت على منازل الأهالي بغزة، لم تكن كافيةً كما بدا لرئاسة السلطة للتحرك في أدنى خطوة تجاه ذلك العدوان.

يُشار إلى أن رئاسة السلطة والحكومة أصدرتا في حينه بيانين روتينيين منفصلين يُدينان العدوان.

حربٌ ضد شعب آخر

الكاتب مالك ونوس يصف صمت السلطة وكأنها تراقب حربًا تجري ضد شعب آخر، وليس ضد شعبها الفلسطيني، الذي تدعي تمثيله.

يقول في مقالةٍ له أرسل لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” نسخة عنها: ربما تتقصَّد هذه السلطة من نأيها بنفسها عن هذه الحرب، وعن قيامها بواجبها تجاه شعبها، أن تثبت أنها ليست سوى سلطة سيطرة وقمع واستبداد.

وأضاف الكاتب أن على من يعيش في كنفها قبول هذا الواقع والضرب بسيفها أو ينال العقاب، غير أن هذه السلطة، بفعلتها تلك، لا تدرك أنها ستصبح معزولة أكثر فأكثر، وسيجري تكريس نظرة الجميع إليها بوصفها سلطة تنسيق أمني، وظيفتها حضور اللقاءات التطبيعية مع الاحتلال.

الكاتب ونوس يقول: كانت لدى السلطة الفلسطينية (أو منظمة التحرير) فرصة ذهبية لكي تُظهر أنها مسؤولة عن جميع الفلسطينيين، في الضفة وغزّة، وذلك حين امتنعت المقاومة الفلسطينية عن الرد الفوري على عمليات الاغتيال الإسرائيلي بحق كوادرها.

الذهاب للمحافل الدولية

وأوضح أن السلطة كان بوسعها التوجّه إلى كل المحافل الدولية والمجتمع الدولي لإظهار الصورة الحقيقية لهذا العدوان، وتبيّن للجميع أن الأمر ليس معركةً بين طرفين، بل هو عملية اعتداء على شعب آمن وانتهاك واضح للقانون الدولي والإنساني.

ويتابع: “وتوضح أنه إن تطوّر الاعتداء إلى صراع سيكون صراعاً بين قوتين غير متكافئتين. أما إذا كانت السلطة محرجةً خلال الاعتداءات السابقة حين كانت المقاومة تردّ فوراً على الاعتداءات المماثلة، فلم ترفع صوتها، فإن صمْت المقاومة وامتصاصها الضربات المؤلمة كانا بمثابة الهدية التي تلقتها منها على طبق من ذهب”.

وأشار الكاتب إلى أن السلطة تستمرّ في ضرب مقومات إحياء المشروع الوطني الفلسطيني الجامع، عبر تكريس الخلافات مع الفصائل المقاومة في غزّة

أما التصريحات الخجولة والإدانات التي خرجت بها الرئاسة على لسان الناطق باسمها، أو رئاسة الوزراء أو وزارة الخارجية، والتي غابت عنها لهجة التهديد، فهي لا ترقى إلى التحرّك السياسي والدبلوماسي القادرة على أدائه داخلياً وخارجياً والمناط بها والمأمول منها القيام به. وليس في هذه الإدانات أو التصريحات الغاضبة أي اختلافٍ عن اللهجة التي عودتنا عليها السلطة طوال الاعتداءات الإسرائيلية السابقة والدورية على القطاع، فهل السلطة غير قادرة أم تنعدم لديها الإرادة للقيام بذلك التحرّك المؤثر، وفق الكاتب.

لقاءات مشتركة

ومن المعروف أن السلطة الفلسطينية التي تسارع إلى عقد اللقاءات المشتركة مع الاحتلال الإسرائيلي، وتستمر بالتنسيق الأمني معه، على الرغم من تهديداتها الدائمة بوقف هذا التنسيق، بعد كل جريمة يقترفها هذا الاحتلال بحقّ أبناء الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية والقدس، تضع خلف ظهرها مسألة المصالحة الوطنية لإنهاء الانقسام.

وبينما تمارس هذه السلطة هذا الأمر تستمرّ في ضرب مقومات إحياء المشروع الوطني الفلسطيني الجامع، عبر تكريس الخلافات مع الفصائل المقاومة في غزّة، وعبر تدجين حركة فتح، وشل عمل منظمة التحرير الفلسطينية، وتُمعن في تحويل هذين الكيانين التاريخيين إلى كيانين تسلّطيين، وفي حالة متقدّمة، تحويل فتح إلى كيان قامع للعمل المقاوم، ينشط دورها هذا كلما لاحت بشائر انتفاضة فلسطينية جديدة في الضفة، وفق قوله.

وأوضح الكاتب ونوس أنه بات واضحاً أن حال الشعب الفلسطيني لن يتغيّر ما دامت هذه السلطة على عقليتها الحالية، وتستمر بممارساتها المعتادة

وقال الكاتب: إذا كان العدوان أخيرا على غزّة فرصة رفضت السلطة الفلسطينية استغلالها لتساعدها على العودة إلى القيام بدورها، فإن انكفاءها عن هذا الدور ليس من باب العجز، بل هو مقصودٌ لتكريس الانقسام.

وأضاف:  ومقصود كذلك لتكريس صورتها عند قادة المجتمع الإسرائيلي، وبعض المجتمع الدولي، أنها ترفض المقاومة أسلوباً للردّ على الاحتلال ومواجهته.

مجرد وهم

عضو التجمع الديمقراطي عمر عساف يقول إن رهان البعض على السلطة بأن تفعل شيئا لصالح غزة هو مجرد وهم.

ويوضح عساف في تصريح صحفي أن هذا الوهم تُبدده الوقائع؛ فخلال العدوان لم تطلق السلطة أو منظمة التحرير أية تصريحات حول ما تتعرض له غزة، بل صرح أحد المسؤولين ( هنا يقصد الكاتب عزام الأحمد في حديث له عبر إحدى الفضائيات) بأن “السلطة ليست معنية ولا علاقة لها لأن أحدًا لم يستشرها”.

ويضيف عساف أن تصريح الناطق بلسان الرئاسة حول اقتحام الاحتلال للمدن الفلسطينية وآخرها استشهاد شابين بمخيم بلاطة، كانت ببضع كلمات في أن “الاحتلال تجاوز الخطوط الحمراء فيما يجري بغزة”.

ويُعرّج إلى ذهاب رئيس السلطة إلى الأمم المتحدة وترك غزة تحت القصف، منبهًا إلى أن جميع المسؤولين في العالم لا يغادرون بلدانهم في حال تعرضها لعدوان، حتى أنهم يعودون إليها حال كانوا خارجها.

ويشدد عساف أن على السلطة وقيادتها وقف التنسيق الأمني مع الاحتلال، وتنفيذ قرارات الإجماع الوطني، وتفعيل ممثلياتها وسفاراتها في 130 دولة، وكذلك تفعيل أدوار الجاليات والأصدقاء في العالم لمساندة غزة ومواجهة العدوان.

ويدعو عساف إلى تشكيل مجلس وطني بمشاركة كل التجمعات، وانتخاب هيئات قيادية مؤتمنة على القضية والحقوق الوطنية، تشكل حاضنة رسمية للمقاومة إلى جانب حاضنتها الشعبية.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات