عاجل

الثلاثاء 23/أبريل/2024

هكذا يكسر مقاومو الضفة معادلة عصا الاحتلال وجزرة السلطة

هكذا يكسر مقاومو الضفة معادلة عصا الاحتلال وجزرة السلطة

الضفة الغربية – المركز الفلسطيني للإعلام
بين الترهيب حد الاغتيال، والترغيب حتى العفو والحصول على الراتب، تدور رحى معركة ضارية بعضها معلن وأغلبها خفي، يتجند فيها الاحتلال والسلطة يدًا بيد؛ لمحاولة احتواء حالة المقاومة والحالة الثورية في الضفة الغربية المحتلة، التي تؤكد في كل مرة أنها أكبر من الاحتواء.

عصا الاحتلال

ففي وقت لم تجف فيه دماء شهداء القسام الأبطال في نابلس، منفذي عملية الأغوار؛ حسن قطناني، ومعاذ المصري، وإبراهيم جبر، الذين ارتقوا في جريمة اغتيال نفذها الاحتلال، الخميس الماضي، جاءت جريمة الاغتيال الثانية لتطال صباح السبت، القساميين حمزة خريوش وسامر الشافعي، بعد اشتباك مسلح مع قوة صهيونية خاصّة اقتحمت مخيم طولكرم.

وبهؤلاء الشهداء، ترتفع حصيلة الشهداء منذ بداية العام الجاري 110 شهداء، أكثر من نصفهم من أفراد المقاومة، عدد كبير منهم استشهدوا خلال عملية اغتيال وإعدام ميداني، ضمن المحاولات الصهيونية للقضاء على المقاومة المتصاعدة في الضفة.

جزرة السلطة

وبموازاة والتناغم مع هذه المجازر، التي تمثل العصا في معادلة الاحتواء، يقدم الاحتلال عبر أجهزة السلطة الجزرة، بالعفو وتقديم الراتب.

ففي وقت كان الشعب الفلسطيني منهمك في لملمة جراحه بعد أسبوع شهد ارتقاء 5 شهداء، منهم طفلان والأسير المضرب عن الطعام خضر عدنان، جاءت التسريبات عن انشغال أجهزة السلطة في محاولة احتواء المقاومين، وإبعادهم عن خط المقاومة.

اقرأ أيضًا: 5 شهداء من القسام بالضفة.. رسائل عنوانها الرد السريع

مصادر مطلعة أكدت أن أجهزة السلطة بالتنسيق مع الاحتلال الصهيوني، وبدعم من أميركا وأطراف إقليمية، توصلت لتفاهم مع عدد من المقاومين (تحت طائلة التهديد بالاغتيال والملاحقة والاعتقال) لتسليم سلاحهم والتزام الثكنات الأمنية لأجهزة السلطة كخطوة نحو اندماجهم في أمن السلطة مقابل وقف ملاحقة الاحتلال لهم، دون ضمانات حقيقية بذلك، كما هي العادة.

مجاهرة وتلبّس الوطنية

ما كانت تحرص أجهزة السلطة على أن يجري بسرية وخفاء، جاهر باقترافه القيادي في حركة فتح، منير الجاغوب، في تدوينة على “فيسبوك”، ملبسًا ذلك الثوب الوطني كالعادة، قائلاً: “بعقلية الفدائي الثائر الصامد الذي يفهم أن الثورة لا تقتصر على سلاح ورصاص فقط، بل هي بالدرجة الأولى مفاهيم وأخلاق سليمة هدفها تقليص دائرة السلبيات (التي يوسعها الاحتلال بإمكانياته العالية)، وتوسيع دائرة الإيجابيات لصالح الشعب والهدف على قدر المستطاع وبأقل الإمكانيات”.

وأضاف: “هكذا كانت معايير 11 فردًا من أبناء عرين الأسود الذين اختاروا الانتقال من بين قطع جمر الحال وغدر الاحتلال إلى عمق الفضاء الوطني المتمثل بقوات الأمن الوطني الفلسطيني”.

وتابع زاعمًا أن الهدف الأسمى أن نحفظ أروحانا ونهضم ما فات بعقلية فن الممكن نحو تجديد الطاقات معا وسويا إلى ما ننشد مرة أو مرات أخرى فالطريق طويل الأمد، على حد تعبيره.

اقرأ أيضًا: عامٌ على ظهور “العرين”.. قراءة في تطور الظاهرة وسماتها

مقاومة شبّت على الطوق

ومقابل نجاح السلطة في إسكات رصاص قلة، فإن العشرات يوميًّا ينضمون لمجموعات المقاومة التي باتت تتشكل وتمتد من شمال الضفة إلى جنوبها، وفق ما يرشح مما تعلنه المجموعات والأسماء الجديدة التي تكشفها عمليات الاغتيال والاعتقال.

وفي ومواجهة كل ذلك، تتعاظم حالة المقاومة في الضفة الغربية لتثبت أنها شبت على الطوق، ولم تعد تنفعها معها مساومة العصا والجزرة، فهناك إرادة أحرار تتشكل، وتجمع في بوتقتها حالة متعاظمة من توجهات الشباب والكهول لمواجهة الاحتلال ومستوطنيه مهما كان الثمن والتضحيات.

فالحاضنة الشعبية الفلسطينية ما زالت متمسكة بخيار المقاومة وحماية المقاومين وتوفير البيئة الآمنة لهم قدر الاستطاعة، وفق الباحث والناشط السياسي ثامر سباعنة.

ويشير الناشط سباعنة في تصريحات تابعها “المركز الفلسطيني للإعلام” إلى أن الاحتلال لا يدرك أن الشعب الفلسطيني والمقاومة الفلسطينية كلما تعرضت للضربات كلما زادت قوة وزادت إصرارا على مسيرة المقاومة.

اقرأ أيضًا: بدران: شهداء نابلس رفعوا الحرج عن أمة بأكملها لانتقامهم لمرابطات الأقصى

وأكد أنه بات من الواضح من خلال مسيرات تشييع الشهداء ومن خلال التحركات في الضفة الغربية أننا مقبلون على ساحة مواجهة أكبر وأكثر قوة وصلابة، وأن المقاومة الفلسطينية والحاضنة الشعبية ما زالت متمسكة بخيارها خيار المقاومة.

ورأى أن الضفة الغربية متجهة نحو مزيد من الاشتعال في وجه الاحتلال حتى دحره وتحرير الأرض والمقدسات.

ساحة المواجهة الرئيسية

أما الكاتب والمختص في الشأن الإسرائيلي، ياسر منّاع، فيذهب في حديثه لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“، أن الضفة الغربية تشكل ساحة المواجهة الرئيسية مع الاحتلال الإسرائيلي الذي يسعى جاهداً لوقف تلك الحالة، وإنهاء وجود المجموعات المسلحة وحالة المقاومة في الضفة الغربية.

ورأى أن ما يجري يثبت فشل نهج الاحتلال القائم على الاغتيال، وكذلك النهج الذي تنتهجه السلطة من خلال ممارساتها، والذي لا يتورع الاحتلال عن إحراجها بعملية اغتيال في وضح النهار؛ لتصب الزيت على نار الغضب وتنذر بالمزيد من التصعيد والعمليات.

اقرأ أيضًا: حماس: اغتيال أبطال المقاومة في نابلس لن يوقف مد العمليات

وأوضح منّاع أن العمليات والمجموعات المقاومة في الضفة الغربية تتشكل بسرعة، لافتاً إلى أنها بدأت في جنين ثم انتقلت إلى عرين الأسود في نابلس إلى كتيبة أريحا فكتيبة الرد السريع بطولكرم ثم الإعلان عن كتيبة مقاومة في رام الله.

ورغم توقع منّاع أن تزداد جهود السلطة لاحتواء المقاومة؛ فإن يقدر بانخراط المزيد من عناصر الأجهزة الأمنية في السلطة لمجموعات المقاومة المسلحة، لافتاً إلى وجود أعداد لا بأس بها منهم منخرطة فعلا في مجموعات منتشرة في مدن الضفة الغربية.

نمو الحاضنة الشعبية للمقاومة

الحاضنة الشعبية الفلسطينية مرشحة للنمو والتصاعد والتوحد والالتفاف حول خيار المقاومة، هكذا يقدر النائب الثاني لرئيس المجلس التشريعي حسن خريشة، في إطار قراءته للمشهد الفلسطيني في أعقاب ارتقاء الشهيدين القساميين حمزة خريوشة وسامر الشافعي خلال اشتباكٍ مسلح مع قوات الاحتلال في طولكرم.

وقال خريشة في تصريحات صحفية تابعها “المركز الفلسطيني للإعلام“: إن “الاحتلال الصهيوني لا يزال ينتهج سياسة إجرامية بحق الشعب الفلسطيني، ويسعى للقضاء على المقاومة وحاضنتها الشعبية، لكنه يفشل في ذلك”.

وشدد على أن شعبنا الفلسطيني سيبقى يواجه المحتل الصهيوني، حتى زواله عن أرض فلسطين، مشدداً على ضرورة توحيد المقاومة لجهودها في مواجهة الاحتلال.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات