الجمعة 19/أبريل/2024

خضر عدنان.. الشهادة أقصى ما تمنى

خضر عدنان.. الشهادة أقصى ما تمنى

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام

التحرر أو الشهادة وكلاهما نصر.. شعار رفعه الشهيد الأسير خضر عدنان، في الأيام الأخيرة من إضرابه عن الطعام الذي دام 86 يومًا، على درب الحرية والانعتاق من الاحتلال، غير مبالٍ بموت يتربص به، ولا آبهٍ بصلف محتل أرعن مهزوم.

تعرض كثيرًا للاعتقال، في محاولة بائسة لكسر إرادته الفولاذية، وهو الذي خاض إضرابات على مذبح الحرية، وارتقى شهيدًا في سبيل حريته المسلوبة، ومن قبلها وطنه المحتل.

الشهادة قرار

زوجته التي خاضت معه معركة العون والإسناد، طيلة مراحل اعتقاله، ومنذ اللحظات الأولى لاعتقاله في الخامس من فبراير/ شباط الماضي، حين شرع بالإضراب عن الطعام، أخبرها بأنه سيواصل حتى الحرية أو الشهادة، والشهادة أقصى ما كان يتمناه.

تقول زوجته رندة موسى: الشهادة كانت قرار الأسير الشهيد خضر عدنان، وهو الذي قرر مواجهة السجان الصهيوني بأمعائه الخاوية، وتحدى بطش وإرهاب الكيان الغاصب.

وخاض عدنان عدة إضرابات سابقة عن الطعام، وهي: في 2012 لمدة 66 يومًا، وفي 2015 لمدة 52 يوما، وفي 2018 لمدة 59 يوما، وفي 2021 لمدة 25 يوما، والإضراب الخامس الذي دام 86 يومًا وانتهى باستشهاده.

بمجموع سنوات يقترب من 9 سنوات، اعتقلت قوات الاحتلال الشيخ خضر عدنان 14 مرة حتى الآن، غالبيتها بأوامر اعتقال إداري، وفق زوجته، إلى جانب معاناته من الاعتقال السياسي لدى أجهزة السلطة، ضمن سياسة الباب الدوار.

وحسب “نادي الأسير”، فإن الشهيد خضر عدنان، هو أول أسير يستشهد خلال إضراب فردي، مؤكدا أن جميع من ارتقوا قبل ذلك كانوا خلال إضرابات جماعية.

وبارتقاء الأسير خضر عدنان، يرتفع عدد شهداء الحركة الأسيرة إلى 236 شهيدا، منذ عام 1967، منهم 75 نتيجة لجريمة الإهمال الطبي المتعمد.

أنا أموت

وعن اللحظات الأخيرة للشيخ خضر عدنان، قالت زوجته إن حالته الصحية تدهورت على نحو كبير الأحد الماضي، وهو ما دفعه لتوجيه رسالة قاسية، قال فيها “أنا أستشهد، أنا أموت”.

ومنذ إضرابه في فبراير/شباط الماضي، حشدت زوجته من منزلها في بلدة عرابة (قرب مدينة جنين شمالي الضفة الغربية) ومرورا بالمسجد الأقصى بالقدس وانتهاء بسجن الرملة في داخل الخط الأخضر المناصرين له، واعتصمت دعما له، وجابت وأطفالها شوارع الضفة الغربية ومدنها وقراها، وكان أبرزها ليلة عيد الفطر، حين تظاهروا وسط رام الله مفترشين الأرض وملتحفين السماء، حيث حذّرت من خطر محدق بالشيخ ومن إمكانية استشهاده في أية لحظة.

وصباح اليوم الثلاثاء، نعت مكبرات الصوت في مساجد بلدة عرابة وكل المناطق الفلسطينية الشيخ خضر عدنان، وسط حالة من الإضراب والحداد الواسعين في معظم أرجاء الضفة الغربية، كما تقاطر أهالي بلدة عرابة ونشطاء من مناطق مختلفة إلى منزل الشيخ خضر معلنين مؤازرتهم عائلته التي خيّم الحزن عليها.

وفي مؤتمر صحفي عقدته الزوجة، قالت: “الشيخ نال أقصى ما تمناه عندما ارتقى شهيدا”، و”نزف لكم خبر استشهاد الشيخ، هو فخرنا واعتزازنا، رغم أننا كنا نود أن يعود لنا منتصرًا”.

وأكدت أن عائلة الشيخ، “لن نفتح بيت عزاء له، وإنما سنستقبل المهنئين باستشهاده”.

وفي حين كانت أغلب الإضرابات السابقة متعلقة برفض الاعتقال الإداري وهو نمط اعتقال تعسفي يجري دون أي سند قانوني وبادعاء وجود ملف سري، فإن الأمر هذه المرة مختلف؛ إذ يبدو أن الاحتلال أراد التحايل بتوجيه لائحة اتهام للبطل عدنان.

تقول زوجته في حديث سابق لمراسلنا: الشيخ أضرب من لحظة اعتقاله الأولى داخل المنزل، وتبين لاحقًا أن هناك لائحة اتهام تتضمن أنه قيادي في الجهاد الإسلامي وتتهمه بالتحريض وعمل أنشطة وزيارة ذوي الشهداء والأسرى وهي قضايا حوكم عليها سابقًا.

وبإضرابه الحالي يسلط الشيخ خضر عدنان الضوء على قضية الاعتقال التعسفي برمته الذي تنفذه قوات الاحتلال الصهيوني، وليس الاعتقال الإداري فقط، وفق زوجته.

وتوضح أن نجاح الإضرابات الفردية بمواجهة الاعتقال الإداري جعل الاحتلال يفكر بطريقة أخرى عبر توجيه لائحة اتهام بناء على اعتراف الغير؛ للحيلولة دون إضرابه.

وأضافت “لذلك كان إضرابه رسالة للاحتلال بأنكم إذا اعتقلتمونا فنحن مستمرون في نهجنا وإضرابنا لانتزاع حريتنا”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات