الخميس 25/أبريل/2024

مهاجمة السلطة لمؤتمر فلسطينيي أوروبا.. الأسئلة الكبيرة!

مهاجمة السلطة لمؤتمر فلسطينيي أوروبا.. الأسئلة الكبيرة!

مالمو – المركز الفلسطيني للإعلام

تبدع السلطة باختلاق معارك جانبية، عبر أذرعها الإعلامية والسياسية، وتهاجم مؤتمر “العودة” لفلسطينيي أوروبا والمزمع عقده في مدينة مالمو السويدية الشهر الجاري، مختلقة مزاعم واهية صفرية أبرزها: هاجس الشرعية، ومحاولة بناء أجسام بديلة عن المنظمة.

وعبر تلفزيون فلسطين الذي ينفق على برامجه وموظفيه من أموال الشعب الفلسطيني، وكذلك وكالة وفا الرسمية، وغيرها من الأبواق، تكثف السلطة مهاجمة المؤتمر الذي من المتوقع أن يحضره قرابة 20 ألف فلسطيني من مختلف الدول في أوروبا، والذي هو بمنزلة مؤتمر جامع لتعزيز المنادة بحق العودة، والقيم الوطنية.

أسئلة كثيرة

الهجوم الذي تشنه أقطاب السلطة الفلسطينية اعتمد على أساليب التخوين، والاغتيال المعنوي لشخصيات فلسطينية مقدرة وموزونة، ولعل السؤال الأكبر والأبرر.. لماذا؟

أسئلة عديدة وكثيرة أخرى تطرح، لماذا يهاجم مؤتمر ينادي بتعزيز قيم الوطنية، وحق العودة، وإعادة الدور الوطني لفلسطينيي الخارج لاسيما في أوروبا.

مراقبون تحدثوا عن عقدة الشرعية التي تشغل عقل المسؤولين في السلطة والمنظمة لاسميا وأن الأخيرة تفتقد في جنباتها لفصائل بارزة مثل حماس والجهاد الإسلامي، وهي ترى (السلطة) أن هناك من ينازعها الشرعية والتمثيل.

ويرى المراقبون، أن السبب الثاني، “يتمثل بما تشهده الأراضي الفلسطينية المحتلة من مظاهر متزايدة بشأن تدهور شعبية السلطة الفلسطينية وانحدار الأداء الميداني لحركة فتح، ربما يمنح مخاوفها من هذا المؤتمر مبررات مشروعة من وجهة نظرها، مع العلم أن رئيسها أبو مازن (محمود عباس) يعلم جيدا أنه دون الغطاء الإسرائيلي والدعم الأمريكي، فإن كرسي الحكم سيهتز تحت أقدامه”.

وأما السبب الثالث: “حالة الجمود السياسي بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وغياب تحقيق إنجاز سياسي للفلسطينيين من خلال مسار التسوية الذي تقوده، زاد من الشعور بالإخفاق والفشل لدى قيادة رام الله، ففي هذه الحالة ستجد منظمة التحرير صعوبة في مواصلة الادعاء بتمثيلها الحصري للشعب الفلسطيني، مما سيزيد نقمتها وغضبها من باقي التيارات الفلسطينية التي تسعى لملء الفراغ الذي تسببت به القيادة المتنفذة لمنظمة التحرير”.

وأما السبب الرابع، والأخير، لهجوم السلطة على مؤتمر العودة، وفق المراقبين، “يعود في جوهره إلى شعور السلطة، بأن التشكيك بتمثيلها للشعب الفلسطيني عاد من جديد، بعدما ظنت أنه تم الاعتراف بها إطارا وطنيا من قبل كل الفصائل الفلسطينية”.

ويرى المراقبون أن “السلطة تحاول دوما الهروب للإمام، وقد تزامن الهجوم على مؤتمر العودة، مع آخر استطلاعات الرأي، الذي أظهر تدهورا في شعبيتها، وانحدارا في جماهيريتها بين الفلسطينيين، فضلا عن اندلاع مظاهرات بين حين وآخر ضد السلطة الفلسطينية وممارساتها القمعية، مما اعتبر في مجموعه تطورا خطيرا غير مسبوق من وجهة نظرها”.

ومن وجهة نظر المراقبين، “حتى لو لم تنجح هذه الشعارات في إسقاط محمود عباس (رئيس السلطة) فعليا، فإنها تعبر عن ديناميكية جديدة في الساحة الفلسطينية الداخلية، وهي كفيلة باهتزاز مكانة منظمة التحرير، وتصعب من خطواتها لتحقيق إنجازات سياسية، وهنا يمكن فهم السبب الحقيقي للهجوم غير المشروع على مؤتمر مالمو”.

يمثل الكل الفلسطيني

رئيس الدائرة السياسية والعلاقات الخارجية في حركة حماس باسم نعيم أكد أن مؤتمر “فلسطينيي أوروبا” الذي سيعقد هذا العام بنسخته العشرين في مدينة مالمو السويدية يمثل الكل الفلسطيني معتبرًا أن مهاجمته سقوط وطني وأخلاقي.

وقال نعيم عبر صفحته في “فيسبوك”: “أعلم عن قرب حجم التحديات التي واجهها المؤتمر والقائمين عليه، حتى يتمكنوا من الاستمرار في رفع الراية الفلسطينية وخدمة أبناء شعبنا في الغربة والدفاع عن روايتنا الفلسطينية الأصيلة، في مواجهة لوبي صهيوني شرس ومتمكن”.

وأوضح أنه، “على مدار عشرين عاماً شكل المؤتمر منصة للكل الفلسطيني، ومن كل الأطياف السياسية والمجتمعية والدينية، وخاصة في الغرب، للتعبير عن وطنيته وانتمائه لقضيته العادلة، كما شكل المؤتمر فرصة للأجيال الفلسطينية الناشئة للقاء والتعارف وتجديد هويتهم الوطنية”.

وأضاف، “فجأة وبدون سابق إنذار وفي ربطة معلم استيقظ أهل الكهف في المقاطعة من سباتهم العميق، وشنّوا هجوماً منظماً على المؤتمر وقيادته”.

وخاطب نعيم هؤلاء القيادات متسائلا: “ما هو التهديد الذي يمثله المؤتمر على قضيتنا الفلسطينية وثوابتها؟ على شعبنا وتطلعاته؟ ولماذا بعد عشرين عاماً؟ أم أن القصة دفاع عن مشاريع حزبية ومكتسبات شخصية؟ ما الذي يمنعكم وفي إطار المنافسة الشريفة تنظيم أنشطة مشابهة، بل وأقوى منها في إطار ما هو متاح لكم من إمكانات ومقدرات ومساحات؟”. 

وتابع: “من المعلوم فلسطينيا بالضرورة أن كل سفاراتنا، إلا من رحم الله، فشلت في القيام بالمهام الموكلة اليها في الدفاع عن قضيتنا ولم شمل أبناء شعبنا في الغربة، بل بالعكس لعبت كثير من السفارات دوراً سلبياً في تنظيم العمل الفلسطيني الشعبي في المهجر، بل وصل الأمر أن بعضها تآمر على المناضلين مع العدو (بلغاريا نموذجاً)”.

ومضى نعيم قائلا: “قبل أيام وفي شهر رمضان شنّت سفارتنا العتيدة وسفيرها المبجل في ماليزيا هجوما شرساً على إفطار رمضاني مشترك دعت إليه إحدى المؤسسات الأهلية الفلسطينية العاملة هناك (مؤسسة الثقافة الفلسطينية)، وتدعو إليه بشكل دوري قيادات ووجهاء البلد والسفراء الأجانب بهدف تعريفهم بفلسطين وقضيتها”.

وأشار إلى أن حجة السفارة كالعادة “خلق البديل”.

وتساءل القيادي في حركة حماس، “عن أي بديل تتحدثون؟ هل منظمة التحرير من الضعف والهشاشة لدرجة أن مؤتمر شعبي أو إفطار رمضاني يهدد شرعيتها ووجودها؟ وهل منظمة التحرير أصلاً بديل عن مجتمع فلسطيني حيوي يشارك فيه كل فلسطيني بما يستطيع في بناء مستقبل افضل لشعبنا؟ أم أنّه، مرّة أخرى، الدفاع عن المكتسبات الشخصية والمشاريع الحزبية؟”.

وأردف، “قبل أيام صدّرت وزارة خارجية بيت المسنين في رام الله بياناً تندد فيه بالتصريحات العنصرية لرئيسة المفوضية الأوروبية (أورسولا فون دير لاين) في ذكرى النكبة، ولكن الوزارة لم تصمد ساعات أمام الضغط الأوروبي فسحبت البيان من على منصتها”.

واستطرد نعيم، “لذلك فالأولى أن نسجل بكل احترام وتقدير اعتزازنا، كشعب فلسطيني وأصحاب قضية عادلة، بهذا المؤتمر وقيادته، والتي صمدت لأكثر من عشرين عاماً في مواجهة ضغوط هائلة لإحباط هذه التجربة الرائدة وكتم الصوت الفلسطيني الحر”.

وقال، “كنّا نتوقع أن يكون الهجوم على قيادة تعلن أنها أوقفت التنسيق الأمني المدنس مع الاحتلال، ولكنهم يمارسونه في أوقح وأبشع صورة ومقابل حفنات من الدولارات. من يمارس هذه السلوكيات يحكم عليه بالاعدام حسب قانون العقوبات الثوري الصادر عن (م ت ف) ‼️ عام 1979 والمكون من 486 مادة والذي ما زال ساري المفعول حتى هذه اللحظة”.

واختتم، “فلتتوحد كل الجهود الرسمية والفصائلية والشعبية لتحقيق هدف واحد نصرة فلسطين، ولتختفي كل الرايات لتبقى راية واحدة علم فلسطين”.

السلطة تهدد وتبتز

وكشف أحمد محيسن رئيس المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج، عن رسائل واتصالات من قيادة السلطة وجهت لأنصارها والمنتفعين منها، تهددهم فيها حال المشاركة في مؤتمر العودة بأوروبا، وتطلب منها مهاجمته.

وقال محيسن في تصريح صحفي، إن التهديد وصل لحد منع بعضهم من استكمال رحلة العلاج أو التعليم، كما تعرض بعضهم سابقا لفصل في راتبه وتجميده من الحركة، وبعضهم اتهموه بالتجنح.

وأضاف: “من تآمر على جنين والقدس ونابلس وأعدم نزار بنات، لا يحق له أن ينظرّ على مؤتمر فلسطينيي أوروبا، بحجة البديل عن منظمة التحرير، وهم من اغتصبوا المنظمة وعملوا على تهميشها ليل نهار”.

وتابع: “بدلا من تقوية المؤسسات يعملون على ضرب كل فعل فلسطيني منجز وفاعل ومفيد ويجمع الشعب الفلسطيني تحته، فليذكرونا هؤلاء متى عملوا في أي يوم على إحياء مهرجان أو فعالية لمؤتمر فلسطيني جامع في أي عاصمة أوروبية؟”.

وأكدّ أن الشعب الفلسطيني من يريد استعادة كرامة وهيبة ووجود منظمة التحرير الفلسطينية؛ لتكون ممثلا شرعيا وجامعا لكل الشعب الفلسطيني بمختلف أطيافه”، متسائلا: ” متى نظموا آخر مسيرة لإيصال معاناة شعبنا بالعواصم من خلال الاتصال بالأحزاب والبرلمانات؟”.

ويترافق هجوم حركة فتح وقيادة السلطة للمؤتمر، مع هجوم مماثل تشنه دولة الاحتلال، وتحرض عليه، ودعت بضرورة وقفه وعدم انعقاده.

واستغرب محيسن هجوم السلطة بحق المؤتمر، في وقت “يتواجد فيه سفير الكيان باستكهولم لإفشال المؤتمر والتحريض عليه”، مكملا: “السلطة تتخندق في نفس موقف الاحتلال بالهجوم والتحريض ضد الفعل الفلسطيني”.

وقوبل هجوم السلطة على المؤتمر بإدانة وطنية عارمة، في ظل رفض فصائلي مشدد للغة التخوين التي تمارسها حركة فتح وبعض اتباعها.

ونوه إلى أن قيادة السلطة أصدرت بيانات بأسماء وهمية لا وجود لها على الأرض، مضيفا: “من يهاجمون مؤتمر العودة خرست ألسنتهم عن مهاجمة مؤتمر (هرتسليا)”.

المؤتمر يتبنى المنظمة على مبدأ إصلاحها

وأكد ماجد الزير الرئيس التنفيذي للمجلس الأوروبي الفلسطيني، أن “مؤتمر فلسطينيي أوروبا” يتبنى أن منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا، على مبدأ إعادة هيكلتها على أسس ديمقراطية، تبعا لتفاهمات الإجماع الوطني.

وقال الزير في تصريح صحفي إن المنظمة يجب إعادة هيكلتها على أسس ديمقراطية تعتمد الانتخابات بالداخل والخارج حيثما أمكن، كمبدأ رئيسي لفرز مجلس وطني وقيادة وطنية جديدة، تخرج من رحم الشعب الفلسطيني، وتعبر عن الإرادة الجماعية لشعبنا.

وأوضح أن الشعب الفلسطيني من يجب إن يقول كلمته في بناء المنظمة، ولا أحد يعارض هذا المبدأ الذي يتبنى الإنجاز الوطني لشعبنا ممثلا بمنظمة التحرير على أسس تضم الجميع، وتمثل الكل الوطني بشكل حقيقي ومنطقي وعملي.

واستغرب هجوم حركة فتح والسلطة الفلسطينية على المؤتمر، لافتا إلى أن رئيس السلطة محمود عباس كان قد تحدث في كلمة رئيسية للمؤتمر عام 2006م.

وبيّن الزير أنّ المؤتمر في نسخته العشرين، شهد مشاركات واسعة لسفراء وقيادات من السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير، خلال نسخه السابقة.

وشددّ على أن مبدأ المؤتمر يعتمد حق العودة، كونه حق راسخ، وسيظل قائما لحين تحقيق العودة.

وبيّن أن منصة المؤتمر تضم ألوان الطيف السياسي الفلسطيني على المستوى الشعبي والرسمي والبرلماني والدبلوماسي.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

جامايكا تعلن الاعتراف بدولة فلسطين

جامايكا تعلن الاعتراف بدولة فلسطين

كينجستون – المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت وزيرة الخارجية والتجارة الخارجية في دولة جامايكا، اليوم الأربعاء، أن دولتها اعترفت رسميًا بدولة فلسطين....