الخميس 25/أبريل/2024

مصطفى صباح.. يرتقي شهيدًا ويلحق بأشقائه

مصطفى صباح.. يرتقي شهيدًا ويلحق بأشقائه

بيت لحم – المركز الفلسطيني للإعلام

سلمَ مصطفى صباح (16 عامًا) من المرض لكنه لم يسلم من رصاصات الاحتلال الغادرة، التي ألحقته بشقيقاته الخمسة وشقيقه الذين رحلوا عن عالمنا، بفعل أمراض مستعصية، وقتلت حلمه بأن يصبح مهندسًا.

بلدة تقوع خرجت عن بكرة أبيها لتشييع الفتى الذي قتلته قوات الاحتلال على تخوم البلدة أثناء مواجهات مع الاحتلال.

مصطفى كان قد تبقى لوالده عامر، يستأنس به بعد فقدان 6 من إخوانه بسبب المرض، واعتقال آخر منذ عام ونصف دون محاكمة، وشقيق أصغر يعاني إعاقة ويحتاج إلى رعاية خاصة.

بعد أداء مصطفى صلاة الجمعة أول أمس، خرجت مظاهرات ضد جرائم الاحتلال الإسرائيلي، تيقن الوالد أن نجله في صفوف المتقدمين لمواجهة الاحتلال.

يقول الوالد عامر صباح: مرت دقائق قليلة على صوت إطلاق نار، ووصلتني مكالمة أبلغت فيها بإصابة مصطفى بجراح حرجة، وذهب إلى عيادة البلدة، وما هي إلا ثوانٍ قليلة حتى لفظ الابن أنفاسه

لكن دقائق قليلة مرت على صوت إطلاق النار قبل أن تصل مكالمة هاتفية لوالده لإبلاغه بإصابة مصطفى بجروح حرجة، ومع وصول الأب لمستوصف البلدة لفظ الإبن أنفاسه الأخيرة وارتقى شهيداً.

وكان مصطفى قد تعرض لاعتقال بربري من قوات الاحتلال، دام شهرًا قبل الإفراج عنه بكفالة مالية، وذلك في الأشهر الأخيرة.

وكان لمصطفى، وفق والده المكلوم، موقف شهامة وعزة، يومَ رفض الركوع لمجندة إسرائيلية عنفته، واحتجز 24 ساعةً في برج عسكري على مدخل بلدة تقوع.

وقال صباح إن آخر اعتداءات الاحتلال كانت بعد الاشتباه بإطلاقه النار على مجندة أثناء لعبه ببندقية خشبية مع أصدقائه في الشارع، مضيفاً أن عشرات الجنود اقتحموا البلدة وحاصروا المنزل لاعتقال طفل كان يلهو ببندقية بجوار منزله.

وبيّن “أن نحو 30 جندياً نصبوا كميناً لمصطفى أثناء عودته من منزل جده ولم يفلحوا في اعتقاله، ما دفعهم لاقتحام المنزل وتهديدي بالاعتقال والتصفية، قبل عودته رافعاً رأسه لتسليم نفسه خشية أن يصيبنا جنود الاحتلال بأي أذى”.

وأشار إلى أن قوات الاحتلال لاحقت نجله وحاولت إعدامه في سابقة، مؤكداً أن جنود الاحتلال استهدفوه بالرصاص فور وصوله لمكان المواجهات ولم يكن مشاركاً بها بعد.

نال الشهادة

الجدة كاملة صباح حديثها عن مصطفى الذي قضى أعوامه الأخيرة باحثا عن الشهادة، فقالت إنه “تعب وتحدى الكل حتى نالها. الله يهنيه عليها”.

وتتابع الجدة التي كانت ملازمة لابنتها طوال هذه السنوات والأقرب إلى أطفالها، إنها لم تتفاجأ باستشهاد مصطفى، إذ لم يكن يغيب عن باله حديث الشهادة أبدا، وهو الذي كان يلجأ لبيتها بشكل مستمر لأنه الأقرب على مناطق المواجهات.

تقول الجدة: “كان يهرب من المدرسة لرشق الحجارة على دوريات الاحتلال التي تتوقف على الشارع الالتفافي. أصيب أكثر من مرة برصاص معدني مغلف بالمطاط دون أن يخبر أحدا”، ورغم صغر سنه لم يشعر يوما بالخوف من ملاحقته واعتقاله، فقد تعرض للاعتقال أكثر من مرة.

تتابع الجدة أن مصطفى كان ودودا مع كل الناس ودائم الابتسام، وأيضا مهووسا بسير الشهداء وأخبارهم. كان يُكني نفسه “أبو عبيدة”، تيمنا بالناطق باسم كتائب القسام في قطاع غزة، كما أنه تأثر بشهداء مخيم جنين ونابلس، وتحديدا إبراهيم النابلسي الذي لم تغادر القلادة التي تحمل صورته عنقه حتى استشهاده، وعندما كانت تقول له جدته إنه صغير على المقاومة، يرد عليها “أنا يا جدة مش أحسن من الشهداء اللي راحوا” .

وتتواجد قوات الاحتلال بشكل دائم على المداخل الأربعة لبلدة تقوع، وتتحكم بها بالكامل، وهي تغلق ثلاثة وتفتح واحدا، وأحيانا تغلقها جميعها، هذا بالإضافة إلى الاستفزاز الدائم لأهالي البلدة التي يسكنها 14 ألف فلسطيني، وذلك من خلال الحضور الدائم لدوريات الجيش الإسرائيلي على هذه المداخل.

وتحيط بالبلدة 6 مستوطنات من الجهتين الشرقية والشمالية الشرقية، في حين يمتد شارع استيطاني من الجهتين الغربية والشمالية الغربية على امتداد البلدة، وهو ما يحوّلها لبؤرة مواجهات دائمة بين الشبان في القرية وقوات الاحتلال.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات