عاجل

الثلاثاء 23/أبريل/2024

هكذا قتلت إسرائيل أحد جنودها في معركة العصف المأكول

هكذا قتلت إسرائيل أحد جنودها في معركة العصف المأكول

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام

بعد نحو 9 سنوات من معركة العصف المأكول، كشفت القناة “12” العبرية، عن استهداف جيش الاحتلال أحد جنوده بعد أسيره في عملية فدائية خلف خطوط العدو، مؤكدة بذلك ما سبق أعلنته كتائب القسام.

ووقعت العملية بداية معركة “العصف المأكول” عام 2014 قرب كيبوتس “نير عام” داخل الأراضي المحتلة المحاذية شمال قطاع غزة.

مشاهد مصورة

وبثت القناة العبرية مشاهد مصورة من طائرة مسيرة لاقتراب أحد مقاتلي القسام من جيب عسكري بعد أن استهدفه مقاتلون من الكتائب في كمين صبيحة 21 يوليو/ تموز 2014، وخروج نحو 10 مقاتلين عبر فتحة أحد الأنفاق.

وأظهر الفيديو محاولة مقاتل القسام أسر الجندي “نداف غولدباخر” الذي لم يبين التقرير إذا ما كان حيًّا أم ميتًا وقتها، وهو داخل الجيب العسكري، قبل أن تستهدفهما طائرة مُسيرة إسرائيلية بصاروخ.

وقال أحد مسؤولي تشغيل طائرات الاستطلاع الهجومية عن تلك الحادثة، إنه لم يكن يرغب بتكرار عملية اختطاف الجندي جلعاد شاليط، فتقرر استهداف الجيب، وفق ترجمة “صفا”.

وبين التقرير أن “المعلومات خلال استهداف الجيب كانت تفيد بوجود 4 جنود داخله وأن القرار اتخذ على الرغم من إمكانية مقتلهم جميعًا، إذ تقرر تفعيل منظومة “حنيبعل” لمنع عملية الخطف والتي تنص على إحباط الخطف حتى لو كان الثمن حياة المخطوف.

ومنظومة “حنيبعل”، هي تعليمات إسرائيلية تقضي باستخدام نيران كثيفة حال وقوع عملية أسر لجنود إسرائيليين، حتى لو أدى ذلك لقتل الجنود الأسرى، وقد سبق أن استخدمت قوات الاحتلال الإجراء شرق رفح والشجاعية ما أدى إلى ارتقاء عشرات الشهداء الفلسطينيين.

وأشارت القناة العبرية إلى مقتل 4 جنود بينهم ضباط، في تلك العملية، ثلاثة منهم باشتباك مع مقاتلي القسام خارج الجيب، وقتل الرابع في استهداف طائرات الجيش للجيب لإحباط عملية الأسر.

وقالت عائلات قتلى العملية إن الجيش حاول طيلة تلك السنوات التكتم على ما دار في ذلك اليوم وإخفاء حقيقة استهدافه للجندي منعًا لتحويلها إلى فضيحة مدوية.

رواية القسام

التفاصيل الكاملة للعملية التي نفذت في 21/7/2014، سبق أن كشفت عن تفاصيلها كتائب القسام، ضمن صفحات العز والبطولة بدماء أبطال وحدة النخبة، الذين نفذوا عملية إنزال خلف خطوط العدو في موقع “16” العسكري شرق بيت حانون، وتمكنوا من قتل 5 جنود من بينهم مقدم برتبة (قائد كتيبة)، بحسب اعتراف العدو.

ووفق ما نشرته كتائب القسام، ففي 20/07/2014، وصلت الأوامر من القيادة بأن العملية ستنفذ عبر النفق المعلوم والمجهز، وكان الاستشهاديون من وحدة النخبة القسامية وعددهم اثنا عشر مجاهداً، على جهوزيةٍ تامةٍ، وكانوا يرتدون الزي المشابه لزي جيش العدو وغطاء الرأس، مما صعب على جنود الاحتلال التعرف على المجاهدين إلا بعد أن بدأوا بإطلاق النار.

تجهز المجاهدون بالأسلحة والقنابل اليدوية، بالإضافة لأجهزة اتصال للتواصل بينهم، وتزودوا بالأحزمة الناسفة والعبوات وقذائف التاندم، وبدأ المجاهدون بالنزول إلى النفق بكامل عتادهم، والتقوا بالتكبير والتهليل والدعاء داخل النفق وقد بدت عليهم علامات الفرح والشغف للمواجهة والنيل من أعداء الله وملاقاة ربهم، كان ذلك بعد الإفطار وأداء صلاة العشاء من تلك الليلة.

الهدف (300 جندي)

اتخذ المجاهدون مواقعهم داخل النفق الذي يبلغ طوله 3000 متر، بعد السير لمسافةٍ طويلةٍ والوصول إلى الغرفة الأخيرة فيه والتي تبعد عن العين المقرر الخروج منها (200) متر، واستمر تواصل المجاهدين مع القيادة في داخل النفق بانتظار المعلومات والأوامر، حتى وصلت لهم المعلومات من القيادة بأن هدفهم سيكون قوةً صهيونيةً من وحدة المشاة قوامها (300) جندي تقريباً، بدأت تتجمع في موقع 16 العسكري.

وفي تلك الليلة وعند الساعة الثانية فجراً، أفادت المعلومات بأن القوة الصهيونية من وحدة المشاة، بدأت تتحرك باتجاه النفق الذي يخترق الحدود إلى موقع 16، وانقسم المجاهدون لمجموعتين تتكون كل منهما من ستة مجاهدين، في حين رابط في النفق مجاهدان من تخصص الهندسة، مهمتهما تفخيخ عين النفق لتفجيرها عقب العملية حال اكتشافها.

بدء التنفيذ

وصلت الأوامر للمجاهدين من قائد العملية، بالبدء بفتح عين النفق والتنفيذ بعد صلاة الفجر مباشرةً، ومع بزوغ الفجر وفتح العين، بدأت المجموعة الأولى بالخروج على أن تتبعها المجموعة الثانية بربع ساعة تقريباً، وبالفعل خرجت المجموعة الأولى وأخذت بالتحرك لنصب كمينٍ للقوة الصهيونية ما بين الطريق الثالث والرابع، وبقيت على تواصل مستمر مع المجموعة الثانية والقيادة.

وفي هذه الأثناء وصلت معلومات للمجاهدين من غرفة العمليات بأن القوة الصهيونية الكبيرة المتقدمة باتجاه النفق قد غيرت مسارها باتجاه آخر، وتوجهت نحو مدينة بيت حانون وأصبح من الصعب التعامل معها، فكان القرار بالانتقال للخطة البديلة وتنفيذ كمينٍ لدورية تسلك هذا الطريق.

القتل من مسافة قريبة

تحرك الجيبان العسكريان من موقع “16” على الطريق الثالث فاتخذ المجاهدون مواقع هجوميةً، وفور وصول الدورية إلى الكمين أوقعوها بين فكي كماشة، فاستهدف مقاتل الدروع في المجموعة الأولى الجيب الأول، وبالفعل أصابت القذيفة الهدف بدقة ما أدى إلى تفحمه وقتل من بداخله، وعندها توقف الجيب الثاني وانقض المجاهدون عليه وأجهزوا على من بداخله من مسافةٍ قريبةٍ جداً، وعندها حاول أحد الجنود المصابين فتح باب الجيب والنزول منه، فكان المجاهدون له بالمرصاد وأردوه قتيلاً.

تقدم قائد المجموعة الأولى نحو الجيب وحاول أن يسحب أحد الجنود ولكنه وجدهم جميعاً قد قتلوا، وتمركزت المجموعة الثانية في مكانها بهدف إسناد المجموعة الأولى والتعامل مع أي قوة إسناد، وقد تكتم العدو على خسائره واكتفى بالاعتراف بـ 5 قتلى منهم مقدم برتبة (قائد كتيبة).

في هذه الأثناء تحركت قوةٌ عسكريةٌ صهيونية، من قلبة “الباشا” إلى قلبة 16 المسيطرة على مكان العملية، وانتشرت طائرات الاستطلاع في المكان بكثافة، فاشتبكت المجموعة الأولى مع تلك القوة لمدة نصف ساعة، قبل أن يستشهد أفرادها.

كان الأمر قد أعطي لأفراد المجموعة بالانسحاب بعد انكشافها لطائرات الاستطلاع، فنجح اثنان من المجاهدين في دخول عين النفق في حين تعرض باقي أفراد المجموعة للقصف ما أدى لاستشهادهم، وهنا أعطيت الأوامر لطاقم الهندسة لتفجير العين بعد اكتشافها حيث كانت مفخخة مسبقاً، وبالفعل فجرت.

وشهداء العملية هم: إبراهيم حمدية، ومحمد حويلة، ومحمد العشي، وبشير ريان، وخالد منون، وسلام المدهون، وصالح حمودة، وعبد الرحمن ظاهر، وأحمد عبد العزيز، وبلال أبو مهادي.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات