السبت 20/أبريل/2024

في مشهد أثلج الصدور.. هكذا بدا الأقصى ليلة الـ27 من رمضان

في مشهد أثلج الصدور.. هكذا بدا الأقصى ليلة الـ27 من رمضان

القدس المحتلة – خاص المركز الفلسطيني للإعلام

لا يكاد إمرئ أن يجد موطئ قدم في باحات المسجد الأقصى ليلة السابع والعشرين من شهر رمضان، فالأعداد التي قصدت المسجد كبيرة جدًا، ووفق تقديرات أوقاف القدس فاقت الـ300 ألف مصلًّ.

المشهد كان مهيبًا، المساحة كلها غطت بالمصلين المعتكفين، حتى أن بعضهم أدى الصلاة على الأدراج، من شد الزحام، في مشهد يغيظ المحتل، ويرسل برسالة أن الأقصى للمسلمين فقط.

وانطلقت مسيرات في باحات المسجد، ورددت هتافات لنصرة المسجد الأقصى، وللقائد محمد الضيف، وقالوا: “حط السيف قبال السيف احنا رجال محمد ضيف”.

المواطنة أم أحمد (50 عامًا) من الخليل تقول لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” إنها جاءت إلى الأقصى للاعتكاف وقيام ليلة السابع والعشرين من رمضان، مؤكدة أن اعتكاف المصلين في الأقصى، يكتنفه أجر الرباط والجهاد.

وأشارت إلى أن الحشود في الأقصى أغاظت الاحتلال، وأرسلت لكل العالم أن الأقصى لنا وحدنا، ولا مكان للمستوطنين فيه.

وتوافد عشرات الآلاف من الفلسطينيين، إلى باحات المسجد الأقصى المبارك، قبيل اعتكاف ليلة السابع وعشرين من شهر رمضان.

وسادت أجواء إيمانية عامرة بالمصلين في المسجد الأقصى، استعداداً لإحياء ليلة الـ27 من رمضان، بينما عززت قوات الاحتلال تواجدها عند طريق المجاهدين بين باب حطة والأسباط لمنع المرابطات المبعدات من تناول طعام الإفطار هناك.

وتتواصل الدعوات لاستمرار شد الرحال إلى المسجد الأقصى المبارك، وتكثيف الرباط والاعتكاف في الأيام المتبقية من شهر رمضان مع وجود متسع وأماكن كثيرة للمزيد من المصلين.

ويشارك المعتكفين في المسجد الأقصى هذه الليلة الشيخ رائد صلاح، بعد حرمان استمر لنحو 15 عاماً بسبب تضييقات الاحتلال.

معان سياسية

عدنان أبو عامر، الكاتب والمحلل السياسي يقول: مشهد مهيب لقرابة ثلاثمائة ألف مصلّي اعتكف هذه الليلة المباركة في رحاب المسجد الأقصى.

وأضاف: فضلا عن الرسالة الدينية لهذا المشهد التاريخي، لكنه يحمل معاني سياسية لا تخطئها العين، مفادها أنه “أقصانا لا هيكلهم… مسجدنا لا معبدهم”.

وأشار إلى أن القدس كانت وما زالت، وستبقى، فلسطينية عربية إسلامية.

كسر هيبة الاحتلال

وقال الناطق باسم حركة “حماس” عن مدينة القدس محمد حمادة إن الاحتشاد والرباط في باحات المسجد الأقصى كسر هيبة الاحتلال الإسرائيلي.

وأكد حمادة على أن التواجد والرباط في المسجد الأقصى يفشل مخططات الاحتلال التهويدية.

ودعا إلى استمرار حالة الاحتشاد والرباط في باحات المسجد الأقصى إلى بعد شهر رمضان.

وشدد على أن “حالة التأهب يجب أن تبقى حاضرة عند أبناء شعبنا من أجل التصدي مخططات الاحتلال”، مشيرًا إلى أن الاحتلال يهدف لتغيير الواقع في المسجد الأقصى.

ولفت إلى أن حالة التخبط التي يعاني منها الاحتلال تعمقت بعد الإعلان عن محور القدس.

بارقة أمل

وقال عضو المكتب السياسي لحركة حماس هارون ناصر الدين إن الجموع المهيبة التي أحيت ليلة السابع والعشرين من رمضان في المسجد الأقصى المبارك تبعث ببارقة أمل جديدة على طريق النصر والتحرير، وتجدد بيعة شعبنا مع أقصاه.

وحيا ناصر الدين أبناء شعبنا الأوفياء لمسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبارك خطواتهم، ودعا الله أن يتقبل صلاتهم ورباطهم واعتكافهم وتحديهم لتضييقات الاحتلال واستفزازاته في القدس ومحيط المسجد الأقصى.

وأكد أن شعبنا لن يتوانى لحظة واحدة في الدفاع عن قدسه وأقصاه، وسيواصل مواجهة الاحتلال وسياساته الإرهابية، وتمرد مستوطنيه وعربدتهم، وسيضرب أروع الأمثلة بصموده وبسالته لا يخاف في ذلك لومة لائم.

رسالة قوية

وقال المختص في شؤون القدس فخري أبو دياب إن “الرباط في المسجد الأقصى والحشود في باحاته عبادة، وهي رسالة قوية للاحتلال وجماعات الهيكل والمستوطنين، أن هذا المسجد إسلامي خالص، ولا حق لأحد غيرهم فيه، ولا يقبل القسمة أبداً”.

وأوضح أبو دياب أن الاحتلال يواصل مساعيه في تنفيذ مخططاته في تقسيم الأقصى زمانيا ومكانيا، إلا أنه في كل مرة يرتطم بهذه الحشود التي تفشل مخططاته.

وتابع قائلاً: “تواجدنا في المسجد الأقصى هو درع واقي ويجمد ويؤخر وقد يلغي مشاريع الاحتلال التهويدية في المسجد، فالاحتلال يخشى هذه الحشود ويحسب لها ألف حساب”.

وأشار إلى أن الاحتلال يعي تماماً أن هذه الحشود تفشل مخططاته ومؤامراتها التي يعمل علها طيلة العام، فيأتي رمضان فيستعيد أهله وأحبابه وعشاقه، ويستعيد إسلاميته التي يعمل على تغييرها الاحتلال.

وأكد أبو دياب أنه كلما ازددنا ثباتا وتحديا وصمودا ورأى الاحتلال أن هذا المكان مليء بالمسلمين، فلن يجرؤ على تخطي أو اتخاذ أي إجراءات أو حتى عرقلة المصلين أمام هذه الحشود.

ودعا إلى الرباط في المسجد الأقصى في رمضان والعيد وبعده، حيث أن الرباط ومداومة الحشد في المسجد الأقصى يمنع ويفشل كل مخططات الاحتلال.

وبيّن أنه من لم يستطع الوصول للمسجد الأقصى في الأيام الماضية، فإن الفرصة ما زالت سانحة في هذين اليومين ويوم العيد وما بعده، فلا يتردد أحد عن نصرة المسجد الأقصى المبارك.

وشدد على أن المسجد الأقصى المبارك بحاجة لأن نبقى على تواصل دائم معه، فالاحتلال لا ينفك من محاولات النيل من قدسية المسجد، ويستغل أي فرصة يرى فيها أي تراخي ليحكم قبضته على الأقصى واستباحاته وتدنيسه.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات