الخميس 25/أبريل/2024

العدوان على الأقصى وتصاعد المقاومة.. المسارات المحتملة

بيروت – المركز الفلسطيني للإعلام
توقَّعت حلقة نقاش عقدها مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات ومؤسسة القدس الدولية -الخميس- بمشاركة نخبة من نحو سبعين من الخبراء والباحثين والمختصين في شؤون فلسطين والمنطقة، انهيار الائتلاف الحاكم في الحكومة الإسرائيلية، ومتابعة نتنياهو برامج التهويد مع تخفيف حدّتها واستخدام طرق ملتوية، واستمرار الصراع على هوية المسجد الأقصى.

وقُدّمت في هذه الحلقة، التي أدارها محسن محمد صالح، خمس أوراق عمل، ناقشت التطورات الأخيرة في العدوان على الأقصى وتصاعد المقاومة ومساراتها المحتملة، وكانت أولاها للدكتور صالح النعامي الباحث المتخصّص في الشأن الإسرائيلي.

أما الثانية فكانت لزياد ابحيص الباحث المتخصص في شؤون القدس؛ وقدّم الورقة الثالثة ساري عرابي الباحث المتخصص في الشأن الفلسطيني؛ بينما قدّم أسامة حمدان عضو مكتب العلاقات العربية والإسلامية في حركة حماس الورقة الرابعة؛ وقدّم وليد عبد الحي خبير الدراسات المستقبلية الورقة الخامسة.

كما شارك 14 من الخبراء والمتخصصين في مناقشة أوراق العمل، قبل أن يقوم مقدمو الأوراق في نهاية الحلقة بتقديم ردودهم وتوضيحاتهم.

استُهلّت الحلقة بعدد من التساؤلات حول تشكيلة الحكومة الإسرائيلية، وتأثير مشاركة الصهيونية الدينية فيها، وانعكاس البرنامج الذي حملته في العدوان على الأقصى والمقدسات، وكيف ستتصرف في ضوء الصمود الفلسطيني والمقاومة الفلسطينية، وفي ضوء ردود الأفعال العربية والإسلامية والدولية، وردود فعل المجتمع الصهيوني نفسه، وما هي المسارات المحتملة للأحداث.

ناقشت الحلقة العدوان على الأقصى كسياق موضوعي سوَّغ لتغيير قواعد الاشتباك، وأهداف التحرك الإسرائيلي لمواجهة تغيير قواعد الاشتباك، ودرء مخاطر تفجُّر المواجهة على ساحات متعددة، استراتيجياً وسياسياً، والبُعد الجغرافي لآليات التحرك الإسرائيلية المحتملة على الساحة اللبنانية، والسورية، وإيران، والمقاومة في الخارج والداخل.

وحدّدت الحلقة المتغيرات المحددة للسيناريو الأرجح الذي ستّتخذه حكومة نتنياهو للاستمرار في عملية التهويد، من خلال تحديد أربعة بدائل محتملة، هي: استمرار التهويد للأقصى وغيره بالعنف الصريح، واستمرار التهويد بطرق ملتوية، والتراجع التدريجي عن التهويد، والتراجع التام عن التهويد.

كما حدّدت ستة متغيرات متحكّمة في حركية هذه البدائل، وهي: حرب أهلية يهودية بسبب الخلافات حول التعديلات القضائية، وكيفية مواجهة المقاومة الفلسطينية، وانهيار الائتلاف الحاكم، والدعوة لانتخابات جديدة، وتصاعد عمليات المقاومة ونشوب حرب إقليمية، والقلق من رد فعل عربي رسمياً وشعبياً خصوصاً في دول التطبيع، ورد الفعل الدولي رسمياً وشعبياً.

وناقشت الحلقة صعود الصهيونية الدينية الذي أدى إلى تغيير طبيعة الكيان الإسرائيلي كمشروع استعماري إحلالي؛ من الاكتفاء بالإحلال على مستوى الأرض والسكان إلى الإحلال الديني الذي يشكل الأقصى مركزه الأساسي ولكن لا يقتصر عليه.

وشكّل استهداف المسجد الأقصى على مدى الأعوام الخمسة الماضية، من خلال تقاطع أعياد يهودية أساسية مع شهر رمضان، رافعة لتصعيد المسجد الأقصى إلى قلب الصراع كعنوان تفجير.

كما أدّت معركة الاعتكاف في المسجد الأقصى واستخدام الاحتلال القوة لمنعه إلى الانفجار، بتدخل المقاومة في قطاع غزة، وجنوب لبنان، والجولان، والضفة الغربية.

وأكّدت حلقة النقاش أن مزاحمة المقاومة للاحتلال في تحديد ملعب المواجهة بإطلاق صواريخ من جنوب لبنان ومن الجولان واشتعال المقاومة في الضفة الغربية أدّت إلى إضعافه، وأحبطت محاولات الحكومة الإسرائيلية بفرض معادلة جديدة عليها.

وخلصت حلقة النقاش إلى أنه في الإطار الإسرائيلي، فإن احتمال انهيار الائتلاف الحاكم في الحكومة الإسرائيلية يميل للرجحان، يليه احتمال الدعوة لانتخابات جديدة، وسيُفضّل نتنياهو التهويد بطرق ملتوية، وسيعمل على البحث عن مخرج للتعديلات القضائية لضمان عدم التأثير على سياسة التهويد وتماسك الجبهة الداخلية، وعلى امتصاص رد الفعل العربي والدولي والفلسطيني من خلال التهويد التدريجي، وخصوصاً إعطاء فترات زمنية فاصلة بين الخطوة والأخرى. بالإضافة إلى توقّع تجنب الجانب الإسرائيلي المواجهة مع حزب الله، واحتمالية استهداف أهداف لحماس داخل قطاع غزة من أجل تقديم صورة نصر للمجتمع الصهيوني وترميم حالة الردع.

وتوقَّعت حلقة النقاش أن يستمر الصراع على هوية المسجد الأقصى، وأن التراجعات الإسرائيلية ستؤثر نسبياً على تماسك الائتلاف الحاكم وعلى صعود الصهيونية الدينية، وأن الصهيونية الدينية قد تدفع باتجاه سلوك مليشوي ضدّ الفلسطينيين، وضدّ الأرض والمقدسات وخصوصاً في القدس والأقصى.

وقد أوصت الحلقة بتعزيز مركزية القدس في التخطيط والخطاب، وتعزيز التعبئة الإسلامية تجاه المسجد الأقصى، وانخراط العلماء بشكل أكبر، وتعزيز دور الأقصى كعنوان لمصالحات حقيقية في المنطقة وعلى أساس وحدة العدو ووحدة المصير، وتعزيز الاستثمار في الفعل الشعبي في القدس والضفة الغربية، ومنع استفراد الاحتلال.

كما أوصت الحلقة بتعزيز نقاط الارتكاز خارج أراضي المقاومة، وتوسيع ساحة الدفاع عن المسجد الأقصى فلسطينياً وعربياً وإسلامياً ودولياً (وعدم حصرها فقط في ساحات المسجد) لأنها تزيد من فرص هزيمة الاحتلال، ورأت الحلقة أنه يجب تكريس تنسيق وتعاون قوى المقاومة في المنطقة، وأن هذه فرصة للمقاومة لتحقّق اختراقاً مهماً في الصراع ضدّ الاحتلال الإسرائيلي. وأوصت حلقة النقاش بضرورة استعادة المقاومة عافيتها في الضفة، حتى تقوم بدورها الأساسي في إفشال المخططات الصهيونية.

للاطلاع على تفاصيل المداخلات عبر هذا الرابط

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات