السبت 20/أبريل/2024

مركز الأطراف الصناعية يعيد الأمل للمبتورين في غزة

مركز الأطراف الصناعية يعيد الأمل للمبتورين في غزة

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام
بدت ملاح الفرح والسعادة تملؤ وجه الأربعينية نجود حمد وهي تطأ بقدمها الأرض لأول مرة منذ إصابتها برصاص الاحتلال الإسرائيلي قبل نحو خمس سنوات، فباتت تشعر وكأنها عادت إلى الحياة من جديد بعد تركيبها لطرف صناعي يمكنها من العودة لحياة الفلاحة والعمل الزراعي.

وأصيبت المواطنة حمد بطلق ناري من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي في قدمها اليسرى خلال عملها في مهنة الزراعة على الحدود الشرقية الشمالية لقطاع غزة في عام 2019، ومع مضاعفة معاناتها بإصابتها أكّد الأطباء أنّ عملية بتر الساق باتت أمراً لا مفر منه، ما قلب حياة الفلسطينية حمد إلى بؤس وحزن على ما أصابها، إلا أنّها لم تفقد الأمل في إنهاء معاناتها بتركيب طرف صناعي.

وتقول حمد من مدينة بيت حانون شماليّ قطاع غزة لـ”المركز الفلسطيني للإعلام”، إنّ معاناتها بدأت منذ إصابتها أثناء عملها في زراعة الأرض مع زوجها، ما كبّدها عناء التنقل بين مستشفيات غزة والضفة رفضاً لفكرة البتر من تحت الركبة في البداية، ولكن انتشار “الغرغرينا” في قدمها وزيادة الألم دفعها للاستسلام لواقع البتر.

ورغم الدعم الذي حظيت بها الأربعينية حمد من زوجها وعائلتها، إلا أنّ بتر ساقها أصابها بحالة نفسية صعبة، سيما مع التزامها بالكرسي متحرك طوال الوقت.

وأضافت: “بعد العملية شعرت أن حريتي سُلبت وفقدت قدرتي على ممارسة حياتي اليومية كأم لستة أطفال؛ وكنت أتساءل بحسرة عن مصيري ومصير عائلتي بعد أن أصبح الخروج من المنزل أمرا محرجا”.

إنهاء المعاناة

بعد تحسن حالتها النفسية رفضت المواطنة حمد الاستسلام لفكرة الخضوع لكرسي متحرك يتحكم في حركاتها وسكناتها، فقررت التوجه إلى المركز المختص بتركيب الأطراف الصناعية الذي يتبع لبلدية غزة، وبدأت هناك مرحلة جديدة من التأهيل الجسدي والنفسي وصولاً إلى مرحلة التدريب على الطرف الصناعي، الذي جعل وجهها يبدو مشرقاً عن ذي قبل.

وتقول حمد: “المرحلة الأولى في التأهيل كانت صعبة جداً من الناحية النفسية والجسدية، لكن الطاقم الطبي داخل المركز ساندني بشكل كامل، حتى وصلت إلى مرحلة التدرب على استخدام الطرف الصناعي دون مساعدة أحد، ما جعلني أبكي حينها من شدة الفرح وقرب انتهاء الفصل الأصعب من حياتي”.

بدأت المواطنة حمد، بالعودة تدريجياً لحياتها الطبيعية وأصبح بإمكانها التنقل باستقلالية ودون عوائق، ما غمر أهلها وجيرانها ومعارفها بالسعادة وهي تمشي على طرفها الصناعي بدون مساندة أو مساعدة أحد.

تقييم وتأهيل

بدورها؛ أوضحت أخصائية العلاج الطبيعي في المركز رينا شبير المسؤولة عن متابعة حالة نجود، أنها كانت تعاني من ضعف عام في العضلات السفلية بسبب بتر قدمها اليسرى من تحت الركبة، وبعد تقييمها من الفريق الطبي المختص في العيادة تم تحويلها إلى قسم العلاج الطبيعي لبدء عملية التأهيل البدني وتقوية العضلات والتي تتضمن تمارين التوازن واستخدام الرابط الضاغط والأوزان.

وتؤكد أن طاقم المركز واجه صعوبة خلال مرحلة التدريب بسبب الحالة النفسية لنجود وعدم تقبلها للطرف الصناعي، ولكن بعد جلسات نفسية وتأهيلية عدة أصبحت قادرة على صعود ونزول السلالم وتمكنت من استخدام الطرف في جميع مراحل حياتها اليومية.

3200 حالة سنوياً

ويقول مدير مركز الأطراف الصناعية والشلل محمد دويمة، أنّ “المركز يقدم خدمات لـ 3200 حالة سنويًا بينها 500 حالة من ذوي البتر، من خلال خمسة برامج أساسية هي: برنامج الأطراف الصناعية والأجهزة التقويمية، وبرنامج القدم الحنفاء، وبرنامج القدم السكرية، وبرنامج الكراسي المتحركة، وبرامج الدعم النفسي والتأهيلي”.

ويؤكد دويمة أن قطاع غزة يصنف من أكثر المناطق التي يعيش فيها أفراد من ذوي البتر في العالم، مبيناً أن مرض السكري يحتل المركز الأول في مسببات البتر بنسبة 45%، يليه الاحتلال الإسرائيلي وممارساته في المركز الثاني بما نسبته 37%، أما بقية الحالات تنتج عن الحوادث العرضية وحوادث السير.

ويبين دويمة أن المركز سلم خلال العام المنصرم 150 طرفًا صناعياً لذوي البتر، و75 كرسيًا متحركًا، و125 ساند يد، و417 جهازاً ليلياً، و80 حالة قدم حنفاء، و379 جهازاً لتقوس الساقين، و107 أجهزة Kafo، إضافة إلى تنفيذ 787 جلسة دعم نفسي، و2883 جلسة علاج طبيعي.

ويوضح دويمة أن المركز استقبل منذ بداية العام 1342 حالة متنوعة ما بين عيادة العظام والقدم الحنفاء، إضافة إلى أوامر التشغيل الصادرة والمنجزة، وجلسات العلاج الطبيعي وجلسات الدعم النفسي الفردية، والأجهزة المساعدة والكراسي المتحركة.

يذكر أن “مركز الأطراف الصناعية والشلل والأجهزة التقويمية” التابع لبلدية غزة تأسس عام 1974 كأول مركز يقدم خدمة للأشخاص ذوي الإعاقة والبتر في مدينة غزة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات