الجمعة 19/أبريل/2024

مرج الزهور.. الصحفية اليتيمة الأولى لحاقاً بأبيها الشهيد

مرج الزهور.. الصحفية اليتيمة الأولى لحاقاً بأبيها الشهيد

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام

كثيرة هي حالات الوفاة عند الولادة التي حدثت لأمهات في غزة وغيرها حول العالم، إلا أنّ قصة الصحفية مرج الزهور محمود أبو هين (31 عاماً) كانت الأكثر تأثيراً في قطاع غزة، حيث ضجت وسائل الإعلام بالتعازي بوفاتها المفاجئة أثناء وضعها لمولودها الأول حيث لم يمضِ على زواجها أكثر من عام ونصف.

لم تهدأ وسائل التواصل الاجتماعي حتى اللحظة من نشر التعازي، والخصال الطيبة التي تمتعت بها مرج الزهور، حتى أصبحت قصتها الأكثر حزناً بعد الكشف عن تفاصيل حياتها أكثر فأكثر.

يقول شقيقها يحيى لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أنّ شقيقته “مرج الزهور” كانت الأكثر اشتياقاً لأبيها، وكانت تتمنى دائماً أن تكون أول اللاحقين به، ولم تكن تدرك أن ما تتمناه من الله أصبح حقيقة، فكانت أول الهانئين بلقاء أبيها الشهيد.

مجزرة أبو هين

ومرج الزهور هي ابنة الشهيد القائد في كتائب القسام محمود أبو هين، الذي استشهد برفقة اثنين من أشقائه في الأول من مايو/أيار 2003 عندما اجتاحت قوات الاحتلال تلة المنطار شرق حي الشجاعية، واقتحمت منزل عائلة أبو هين حيث تصدى لها والدها محمود وأشقاؤه أيمن ويوسف، ودارت معركة بطولية استمرت نحو 16 ساعة.

كانت مرج الزهور في حينه لم تتجاوز تسعة أعوام، وظلت تحمل ذكريات والدها واشتياقها له وتفتخر في كل المحافل أنّها “ابنة الشهيد” ولم تكن تخشى ما كانت تردده دائماً أنّها تتمنى أن تكون أول اللاحقين به من كثرة اشتياقها إليه.

ولم يتوقف زملاء مرج الزهور عن ذكر مناقبها وخصالها الطيبة، حيث يجمع الجميع أن مرج الزهور كانت كالنسمة كالطفلة المدللة حتى وفاتها، وهي التي اختلطت بكثير من الصحفيين والعاملين في مهنة الإعلام بعد أن استطاعت أن تتدرج بمستواها التعليمي من الدبلوم الصحفي، إلى البكالوريوس، وحتى رسالة الماجستير التي أتمتها بنجاح.

أصل التسمية

اسم “مرج الزهور” ربما لا ولم ولن يتكرر نظراً لأنه مثل حالة عاشها والدها أثناء إبعاده إلى مرج الزهور في عام 1992.

فعندما قرر الاحتلال إبعاد والدها الشهيد محمود أبو هين برفقة أكثر من 400 فلسطيني إلى مخيم مرج الزهور جنوب لبنان، كانت مرج الزهور لازالت جنيناً يتكون في أحشاء والدتها.

حينها قرر والدها إطلاق اسم مخيم الإبعاد على طفلته المولودة، حتى يبقى الاسم ذاكرة في نفوس أبنائه وأبناء الشعب من بعده، ويبقى اسم مرج الزهور يذكر الناس بمراحل معاناة الشعب الفلسطيني مع هذا الاحتلال.

وفي إحدى اللقاءات الصحفية مع مرج الزهور قالت: “سأبقى أحمل المعنى للإبعاد، وأدافع عن قضيتنا، وهذا يحتاج أن نكون على قدر من المسؤولية لنمثل تاريخ الآباء وطريقهم التي سلكوها، لم يتركوا ميراثًا بل بصمة واسمًا نفتخر به في كل مكان ووقت وزمان نحن أبناء الشهداء”.

الدفن والجنازة

لم يتأخر ذوو “مرج الزهور” في دفنها وهم يدركون مدى اشتياقها لوالدها الشهيد، فقد تمت الجنازة قبل ساعة واحدة فقط من أذان المغرب في اليوم الثالث من رمضان الجاري، ولم تتردد عائلة أبو هين في دفن “مرج الزهور” بجوار أبيها بنفس القبر الذي مرّ على استشهاده عشرين عاماً.

فقال عمها الصحفي ياسر أبو هين على صفحته: “من المسجد الذي يحمل اسم وذكريات والدها محمود أبو هين شيعناها، وفي رحاب قبره دفناها، سلام لروحك يا زهور، سلام لقلبك حتى اللقاء يا أبا حذيفة، صبرك يا الله نسأله على فؤاد أم حذيفة، الملتقى الجنة”.

كتلة الصحفي

بدورها؛ نعت كتلة الصحفي الفلسطيني الزميلة الصحفية عضو مجلس إدارتها وأحد أفراد أسرتها الصحفية مرج الزهور محمود أبو هين، ابنة الشهيد القسامي وأحد مبعدي مرج الزهور محمود أبو هين والذي أسماها حينها تيمناً بذكرى الإبعاد.

وقالت الكتلة في بيانٍ لها: “الزميلة مرج أبو هين سلسلة عائلة مجاهدة مقاومة قدمت الشهداء ومازالت، فقد كانت لفقيدتنا مساهمات كبيرة في الحقل الإعلامي والمؤسساتي، ففي مجلس إدارة كتلة الصحفي الفلسطيني حملت مسئولية ملف الإعلام والنشر، وكانت مثالاً للنشاط والمثابرة في أداء عملها دون كلل أو ملل، ونموذج يحتذى به في العطاء”.

وأضافت: “كما أنها مثلت الحركة النسائية حماس وكانت إحدى ناشطاتها، بالإضافة لعملها ضمن وحدة الإعلام التابعة لمجلس القضاء الأعلى بغزة، ناهيك عن نشاطاتها على المستوى المجتمعي والوطني الذي شهد مشاركاتها الفاعلة في جميع الفعاليات، وقد كانت تحمل هماً وطنياً وروحاً ثائرة منذ نعومة أظفارها حين استيقظت على هذه الدنيا على وجه والدها الشهيد وهو مضرج بدمائه”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات