الخميس 12/ديسمبر/2024

“رمضان” ينعش الأسواق ويوفر فرص عمل مؤقتة في غزة

“رمضان” ينعش الأسواق ويوفر فرص عمل مؤقتة في غزة

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام
ينتظر الشاب زهير شرير حلول شهر رمضان بلهفة، متجهزًا بعربته الصغيرة في أحد الأسواق الشعبية بغزة لبيع رقائق “السمبوسك” التي يزداد عليها الطلب في شهر رمضان، من أجل أن يتكسب بضعة شواكل لتوفير احتياجات أسرته اليومية، بسبب عدم قدرته الحصول على وظيفة دائمة.

يؤكّد شرير لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أنّه يقف هنا مضطراً من أجل الحصول على بعض الشواكل التي يتكسبها من بيع هذا المنتج، حيث لا يتجاوز ربحه من بيع القطعة الواحدة من رقائق “السمبوسك” النصف شيكل فقط، مبيناً أن أرباحه اليومية تتباين حسب الحركة الشرائية حيث تتراوح من بين عشرة شواكل إلى 20 شيكلاً في اليوم الواحد.

ويقول الشاب الثلاثيني وهو متزوج ولديه أربعة أطفال، أنّه لا يترك فرصاً للعمل ولو مؤقتة إلا ويسعى إليها، مبيناً أنّ شهر رمضان فرصة مناسبة جدًّا للشاب العاطلين عن العمل للحصول على مكاسب حتى ولو كانت قليلة.

على بعد أمتار قليلة في ذات السوق الشعبي يقف الشاب محمد أبو سمعان، مستعرضاً أصنافًا عديدة من أشكال وألوان مفارش السفرة الرمضانية، والتي تتزين بعبارات رمضان كريم والزخارف المختلفة التي يزداد الإقبال عليها مع حلول شهر رمضان.

يقول أبو سمعان لمراسلنا، إنّه يتكسب من خلال بيع مفارش السفرة بألوانها وأشكالها المختلفة والتي تعد فرصة مؤقتة للعمل لا يمكن أن تكون في غيره، مبيناً أنّه يلجأ لبيع هذه المفارش مع الأيام الأخيرة التي تسبق حلول شهر رمضان، فيما يلجأ بعد أيام قلائل من حلول الشهر لبيع المخللات والمقبلات التي يزداد الإقبال عليها في شهر رمضان.

ويعتقد الشاب الذي يحمل شهادة الدبلوم المتوسط الجامعية في المحاسبة، أنّه يسعى لاستغلال شهر رمضان للحصول على أكبر قدر من فرص العمل المتنوعة ما بين بيع المفارش التي يزداد الطلب عليها قبل حلول الشهر وأيامه الأولى، ثم إلى المخللات التي يشتهيها الصائمون في معظم أيام الشهر، ثم إلى بيع الحلويات والشوكلاته في أواخر الشهر استعداداً لاستقبال عيد الفطر.

ويشير أبو سمعان إلى أنّه يفعل ذلك من أجل أن يوفر لقمة عيش لأسرته في ظل تراجع فرص العمل، وفي ظل عدم قدرته الحصول على وظيفة دائمة بسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة في القطاع.

وترتفع معدلات البطالة في صفوف الشباب الفلسطيني بشكل كبير، حيث بلغ معدل البطالة في صفوف الشباب نحو 60%، وبحسب آخر الإحصائيات فإنّ معدل البطالة بين الشباب الخريجين من حملة شهادة الدبلوم المتوسط بلغت 75% في قطاع غزة.

أما الشاب محمود مقاط فهو يلجأ في كل عام للحصول على فرص عمل مؤقتة لبيع الفوانيس وألعاب الأطفال مع حلول شهر رمضان، مبيناً أنّ الإقبال على الزينة والفوانيس هذا العام تراجعت بشكل ملحوظ في ظل تضخم حالة البيع لمثل هذه الأشياء في مناطق متفرقة من قطاع غزة.

ويقول مقاط لمراسلنا، أنّه يلجأ لهذه الفرصة من أجل توفير لقمة عيش لأسرته وعائلته التي تفتقد المعيل، وبحسرة يتحدث الشاب أنّ أسرته كانت تنتظر “شيك الشؤون الاجتماعية” لتوفير احتياجات رمضان وغيرها، إلا أنّ ذلك حرمها من فرحة رمضان وفرحة شراء الاحتياجات اللازمة للسحور والإفطار.

وتبلغ معدلات الفقر في قطاع غزة نحو 80% من إجمالي تعداد السكان الذي يزيد عن 2 مليون نسمة، والذين يعتمد غالبيتهم على المساعدات الإنسانية التي تقدمها المؤسسات الدولية والإغاثية العاملة بالقطاع.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات