الثلاثاء 16/أبريل/2024

عملية حوارة.. حساسية المكان وأهمية الزمان

عملية حوارة.. حساسية المكان وأهمية الزمان

لم تكن عملية حوارة مجرد رد طبيعي على جرائم الاحتلال بل شكلت مربع الإنجاز لحالة المقاومة المتصاعدة في الضفة الغربية فحساسية مكان وقوع العملية كان الضلع الأول للمربع حيث خطورة المكان الذي يعد مربعًا أمنيًّا بالنسبة للاحتلال.

أما عن الضلع الثاني فشكَّله زمن وقوع العملية التي وقعت بالتزامن مع انعقاد قمة العقبة الأمنية التي جاءت بعد أيام من ارتكاب قوات الاحتلال الصهيوني مجزرة مروعة في نابلس أوقعت 11 شهيداً ومئات الجرحى.

أما الضلع الثالث فشكلته ثمار العملية التي أدت لمقتل اثنين من المستوطنين أما عن الضلع الرابع جاء بتمكن منفذ العملية من سرعة التنفيذ والانسحاب سالماً من المكان وهو ما أرعب الاحتلال وأدخله في حالة إرباك أطلق معها مستوطنيه المتطرفين للعبث والخراب والدمار في حوارة ما أوقع شهيداً وعشرات الجرحى وحرق وتدمير عشرات المحال التجارية والمنازل والسيارات.

عملية جريئة
المحلل السياسي المختص بالشأن الإسرائيلي محمد علان دراغمة وصف العملية بـ”الجريئة” حيث تنبع خطورتها من تزامنها مع انعقاد قمة العقبة الأمنية برعاية أمريكية ووقوعها في مربع أمني وعسكري لجيش الاحتلال ومستوطنيه.

وأشار دراغمة في حديثه لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أنّ حساسية العملية تأتي في إطار تبجح الاحتلال بحيازته ما وصفها بـ”المعلومة الذهبية” في كثير من عمليات الاقتحام والاغتيال للمقاومين الفلسطينيين مبيناً أنّ مرحلة طرح الأسئلة داخل الكيان لم تبدأ بعد في ظل انشغال المؤسسة العسكرية والأمنية بملاحقة منفذ العملية الذي لا يزال حراً.

وبين الكاتب الفلسطيني أنّ منفذ العملية نجح بالمرور من تحت رادار جهاز الشاباك الإسرائيلي وتمكن من إطلاق (12) رصاصة من مسافة صفر على المستوطنين داخل المركبة ما يعني فشلا أمنيا واستخباريا كبيرا.

وأضاف: “هذا عدا عن السؤال كيف لم تكن أية ردة فعل من محيط موقع العملية الذي بالعادة يكون مليئا بالمارة من المستوطنين وكيف تمكن من الانسحاب بعد العملية من منطقة يمكن عدّها مربعاً أمنياً للجيش والمستوطنين وواقعة بين حاجزين هما حاجز زعتره وحاجز حوارة”.

وأشار دراغمة إلى أنّ جرأة العملية وخطورتها أنّها جاءت في ظل ذروة الاستنفار الأمني الذي جاء بعد مجزرة نابلس.

رسائل العملية
من ناحيته؛ حدد الكاتب المختص بالشأن الإسرائيلي أيمن الرفاتي الرسائل التي حملتها عملية حوارة التي جاءت في توقيت حساس ومهم بالنسبة للقضية الفلسطينية مبيناً أنّ الرسالة الأولى مفادها بأنّ الرد الفلسطيني على جريمة نابلس مستمر ومتواصل وهذه العملية جزء من هذا الرد.

وقال الرفاتي: “العملية تؤكّد أنّ المقاومة كفيلة بإفشال كل المخططات التي تهدف للتخلص منها وكما أفشلت قمة النقب ستفشل قمة العقبة”.

وأكّد أنّ العملية تعبير عن الرفض الفلسطيني الواسع لقمة العقبة التي تغلب مصلحة الاحتلال الأمنية على مصلحة الفلسطينيين وتغطي على جرائم الاحتلال مضيفاً: “كما أنّها رفض عملي ميداني من الفلسطينيين بعد الرفض الشعبي والفصائلي لمشاركة السلطة في قمة العقبة”.

وأشار الرفاتي إلى استشعار الشعب الفلسطيني ومقاومته لحجم المخاطر والتآمر الذي تتعرض له تشكيلات المقاومة وخاصة في منطقة شمال الضفة والشعور العام بعدم وجود حل سوى بمواجهة الاحتلال.

وبين أنّ العملية تأتي ردًّا على قادة السلطة الذين يسعون لتسويق أنفسهم في معركة خلافة عباس على حساب المقاومة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

شهيدان بهجوم للمستوطنين جنوب نابلس

شهيدان بهجوم للمستوطنين جنوب نابلس

نابلس – المركز الفلسطيني للإعلام استشهد مواطنان وأصيب اخرون، مساء اليوم الإثنين، خلال هجوم للمستوطنين في خربة الطويل شرقي بلدة عقربا جنوب شرق نابلس....