الأربعاء 27/مارس/2024

السلطة ورهانات الخسران المعتادة.. قمة العقبة لماذا؟ وما الأهداف؟

السلطة ورهانات الخسران المعتادة.. قمة العقبة لماذا؟ وما الأهداف؟

ما أن تتصاعد المقاومة الفلسطينية حتى يعاود المؤتمرون عقد مؤتمراتهم محاولين وأد المقاومة وحماية الاحتلال الصهيوني من غضب الشعب الفلسطيني وثورته المتصاعدة.

وبعد أن أصبحت الضفة المحتلة كتلة من نار تلفظ جهنمها يومياً في وجه الاحتلال وأصبحت عمليات المقاومة والاشتباكات المسلحة وعمليات إطلاق النار حدثاً يومياً روتينياً وبعد أن وحدت المقاومة الشعب الفلسطيني خلف مجموعات المقاومة وعرين الأسود عادت السلطة لعادتها القديمة لاهثة خلف سراب الوعود الأمريكية والتسوية المزعومة.

وككل مرة تخرج السلطة وحدها عارية من أي غطاء شعبي أو جماهيري أو رسمي مخالفة الإجماع الوطني ورافضة الاستماع لنبض الشعب الفلسطيني المقاوم لتعلن مشاركتها فيما عرف بـ”قمة العقبة”.

ويستضيف الأردن اليوم الأحد اجتماعًا فلسطينيًّا إسرائيليًّا “سياسيًّا أمنيًّا” يحضره ممثلون عن جمهورية مصر العربية والولايات المتحدة في أعقاب العدوان الصهيوني على نابلس الأربعاء الماضي والذي أسفر عن استشهاد 11 فلسطينيا وجرح أكثر من 100 آخرين ما رفع أعداد الشهداء إلى 65 شهيداً وهو الرقم الأعلى في أول شهرين من العام على مدار الـ22 عاماً السابقة.

الفصائل الفلسطينية كلها باستثناء حركة “فتح” أدانت موقف السلطة بالمشاركة وعدتها خروجاً عن الإجماع الوطني وطعنة في خاصرة الشعب الفلسطيني واستجابة للإملاءات الإسرائيلية والأمريكية واستمراراً في الرهان على الإدارة الأمريكية وحلولها العقيمة.

دور أمني للسلطة والهدف وأد المقاومة

الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني إبراهيم المدهون أكد أن الهدف الرئيسي من اجتماع العقبة هو ترتيب الضفة الغربية وإعادة بسط السيادة الإسرائيلية الكاملة عليها والعمل على زيادة التنسيق بين أجهزة السلطة والاحتلال واستهداف المقاومة المتصاعدة في الضفة ومحاولة العمل على إفشال العمليات الفدائية القادمة.

وقال في حديث صحفي خاص مع “المركز الفلسطيني للإعلام” إن المجتمعين سيناقشون مستقبل السلطة الفلسطينية ومستقبل رجالها خصوصاً بعد رئيس السلطة محمود عباس ومن سيخلفه؟ وما هو دور هذه السلطة؟ وسيتم مناقشة الرؤية الأمنية الأمريكية الإسرائيلية ودور السلطة فيها”.

ويرى “المدهون” أن هذا المؤتمر سيعطي شرعية لحكومة نتنياهو وسيعزز حضورها ويمنحها فرصة لتنفيذ مخططاتها وزيادة جرائمها الهادفة لترحيل الشعب الفلسطيني من الضفة الغربية وهدم المسجد الأقصى.

ويعتقد أن الاحتلال يريد حصر السلطة في دور أمني مرحلي ومن ثم ينقلب عليها ويستهدفها وقال: “مهما قدمت السلطة من خدمات لنتنياهو وبن غفير لن يرضوا عنها ولن يتعاونوا معها”

الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني ذو الفقار سويرجو قال إن مؤتمر العقبة خطوة في اتجاه دمج القوى الأمنية الفلسطينية بطريقة غير مباشرة في المنظومة الأمنية الإسرائيلية من خلال تحديد مصالح مشتركة للطرفين تحفظ هيبة السلطة وقياداتها المرشحة لقيادة المرحلة القادمة وفي نفس الوقت تحفظ المصالح الأمنية الإسرائيلية بإشراف هيئة أمنية مشتركة يقودها “فنزل” الأمريكي.

وأشار “سويرجو” في حديث صحفي لـ“المركز الفلسطيني للإعلام” أن خطوات التنفيذ الأولى هي إعادة سيناريو تجهيز الجيش الأفغاني قبل انسحاب الولايات المتحدة مع الأخذ بالاعتبار الدروس المستفادة من التجربة الأفغانية الفاشلة.

ووفق تقديره فإن ذلك يتم من خلال تسديد الضربات الاستباقية المكثفة لكل مكامن القوة لفكرة المقاومة وبنيتها وفي نفس الوقت تقديم التسهيلات الاقتصادية بكل أنواعها للفلسطينيين بهدف عزل المقاومة عن حاضنتها.

هل توقف (إسرائيل) جرائمها؟
وحول إمكانية ممارسة أي ضغط على الاحتلال لوقف جرائمه واعتداءاته وخططه الإجرامية شدد “المدهون” أن أمريكا عندما تعقد مؤتمرا من هذا النوع لا يمكن أن يكون من ضمن أهدافه الضغط على الاحتلال بل مساعدته وتطويع السلطة الفلسطينية بشكل أكبر لخدمة الأجندة الأمنية الإسرائيلية.

أما “سويرجو” فيرى أن التركيبة الحالية لحكومة الاحتلال لا تسمح إلا بمزيد من التصعيد؛ مرجعاً ذلك إلى أن القرار السياسي لديها له رؤوس عدة متوقعاً انفجار الأوضاع قريباً.

المطلوب وطنياً..

الكاتب والمحلل السياسي إبراهيم المدهون شدد أن اجتماع العقبة خطير ومدان وطنياً داعيا إلى حراك فلسطيني فصائلي ونخبوي ضد المؤتمر.

وأشار إلى ضرورة إرسال رسائل إلى الأردن ومصر أن الشعب الفلسطيني رافض لمثل هذه اللقاءات ولا يقبل بها وأن هذه الحكومة الصهيونية يجب مقاطعتها عدا عن مقاطعة الاحتلال ككل خاصة بعد ارتكابها مجازر أريحا وجنين ونابلس واعتداءاتها المتواصلة على المسجد الأقصى.

ودعا إلى أهمية رفع الغطاء الشعبي والفصائلي والنخبوي عن مثل هذه اللقاءات وكشف زيف الموقف الأمريكي الذي يدّعي ممارسته ضغوطاً على حكومة الاحتلال مؤكداً أن الولايات الأمريكية المتحدة تقدم خطة أمنية خطيرة لتعزيز الاحتلال الصهيوني في الضفة الغربية.

وبين أن المقاومة مطالبة بالعمل ليل نهار وتصعيد المقاومة وتحشيد الحالة الفلسطينية للمواجهة مع الاحتلال الصهيوني؛ من أجل إفشال هذه المؤتمرات مشيراً إلى مؤتمرات شبيهة مثل شرم الشيخ عام 1996 ومؤتمر أنابوليس والتي هدفت لتنسيق أمني عالي المستوى لمواجهة فلسطينية فلسطينية خدمة للاحتلال.

من جهته يرى المحلل السياسي “سويرجو” أن المطلوب هو تحويل ظاهرة عرين الأسود إلى هيئة قيادية شعبية بعيدا عن الطابع الفصائلي؛ بحيث يتم تبني كل العمل المقاوم باسمها وتحويلها إلى قيادة وطنية موحدة.

وبين أن ذلك يحتم أن يكون أحد أولويات عرين الأسود تعرية تحالف العار الذي بدأ يطل برأسه من العقبة ورفع الغطاء الوطني عن أي شخصية تشارك في هذا المخطط الشيطاني باسم فلسطين وفق قوله.

صحيح أن المؤامرة كبيرة لكن الوقائع والأحداث والتاريخ كلها تؤكد أن كل مؤتمرات المؤامرة لم تزد الشعب الفلسطيني ومقاومته إلا عزماً وتصميماً على مواصلة طريقه ضارباً قراراتهم وتوصيات مؤتمراتهم عرض الحائط ومحطماً أحلامهم بوأد مقاومته على صخرة صموده وكبريائه وثباته.

ولا يختلف اثنان أن هذا المؤتمر لم يلق صدًى في الشارع الفلسطيني الذي رد بلسان الحال لا المقال أن قمة العقبة ستلحق بقمة النقب وشرم الشيخ وأنابوليس وغيرها.. وستبقى مسيرة الشعب الفلسطيني مستمرة عطاء وتضحية وجهاداً حتى النصر والتحرير والعودة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

الاحتلال يشن حملة اعتقالات واسعة في الضفة

الاحتلال يشن حملة اعتقالات واسعة في الضفة

الضفة الغربية – المركز الفلسطيني للإعلام شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي، الليلة الماضية وفجر اليوم الأربعاء، حملة دهم واعتقالات في مناطق متفرقة من...