الجمعة 19/أبريل/2024

مرض نادر انتشر بعد زلزال تركيا وسوريا.. ما هو وما أعراضه؟

مرض نادر انتشر بعد زلزال تركيا وسوريا.. ما هو وما أعراضه؟

في الزلزال الذي أصاب سوريا وتركيا وردت العديد من الحالات التي تعاني من متلازمة الهرس إلى المستشفيات فما هذه المتلازمة وكيف تحدث وما مضاعفاتها؟

متلازمة الهرس (Crush syndrome) وتدعى أيضا متلازمة الانحلال العضلي الرضي (traumatic rhabdomyolysis) هي حالة يتم فيها تدمير الخلايا العضلية الهيكلية الموجودة في الأطراف بفعل قوة خارجية ضاغطة مما يؤدي إلى خروج محتويات الألياف العضلية وانتشارها في الدوران الدموي.

الانضغاط طويل الأمد
الدكتور محمد عبد القادر خطيب وهو اختصاصي في جراحة العظام يقول إن المتلازمة تنجم بشكل عام عن انضغاط طويل الأمد بجسم ثقيل للعضلات الهيكلية الموجودة في الطرفين السفليين خاصة كما هو الحال في ضغط جدار إسمنتي ثقيل إثر انهيار مبنى ناجم عن قصف حربي أو كارثة طبيعية كالزلزال الأخير.

ويضيف في حديث للجزيرة نت أن “الانضغاط المستمر لساعات أو أيام يؤدي إلى نقص التغذية الدموية للألياف العضلية مما يؤدي إلى موتها وخروج البروتين العضلي (Rhabdomyoglobin) وانتشاره إلى الدوران الدموي كما يخرج البوتاسيوم الخلوي والكرياتين كيناز (Creatine kinase) العضلي وينتشران في الدوران الدموي أيضًا”.

ويشير الطبيب السوري إلى أنه يتم تشخيص متلازمة الهرس بوجود ارتفاع شديد في البوتاسيوم والكرياتين كيناز في التحاليل الدموية إضافة إلى وجود انخفاض محتمل في مستويات الكالسيوم في الدم وتطور الحماض الاستقلابي (Metabolic acidosis) عند المريض.

مع وجود كميات كبيرة من البروتين العضلي في الدم بشكل يفوق قدرة الكليتين على تصفيته من الدم وتصريفه في البول ومع ترسب هذا البروتين العضلي في الأنابيب الكلوية تتوقف الكليتان عن العمل ويصاب المريض بالقصور الكلوي الحاد (Acute renal failure) وتتوقف الكليتان عن طرح البول خارج الجسم مما يزيد الحالة سوءا الأمر الذي يتطلب خضوع المريض لجلسات غسيل الكلى.

وأشار الدكتور محمد عبد القادر خطيب في حديثه للجزيرة نت إلى أنه مع الشك بمتلازمة الهرس وقبل تطور القصور الكلوي يجب البدء بإعطاء المريض كميات كافية من السوائل الوريدية حتى تسهل عملية تصريف البروتين العضلي عبر الكليتين و”كذلك لا بد من قلونة الدم لمعاكسة الحماض الاستقلابي من خلال إعطاء مركبات البيكربونات الوريدية (Bicarbonate)”.

ويعد أنه “عند تطور القصور الكلوي فلا بد من تقدير حجم السوائل الوريدية المطلوبة وتعويض الكالسيوم وخضوع المريض عند الحاجة لجلسات غسيل الكلى حتى حدوث الشفاء من القصور الكلوي”.

وكشف أنه في الزلزال الأخير وردت العديد من الحالات التي تعاني من متلازمة الهرس إلى المستشفيات العاملة في شمال غرب سوريا وكانت شدة الحالات مرتبطة بالفترة التي قضاها المريض تحت أنقاض الكتل الإسمنتية الثقيلة وتقدر نسبة الحالات التي وردت إلى المستشفيات من مجموع الإصابات عامة بحوالي 10% مما شكل ضغطًا كبيرًا على أقسام العناية المشددة ومراكز غسيل الكلى في المستشفيات.

بدوره يقول معاوية الأحمد الطبيب في مستشفى تابع للجمعية الطبية السورية-الأميركية (sams) إن نسبة حدوث متلازمة الهرس في المنطقة التي يضربها الزلزال تكون من 2% إلى 15% 50% منهم قد يصابون في الكلى.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات