الخميس 25/أبريل/2024

سلب أموال الأسرى .. سياسة صهيونية تفاقم معاناة المقدسيين

سلب أموال الأسرى .. سياسة صهيونية تفاقم معاناة المقدسيين

بددت إجراءات الاحتلال الصهيوني الانتقامية حلم الأسير المحرر المقدسي ياسر البراغيثي في إتمام زواجه.

وبقي البراغيثي على مدار أشهر يجمع النقود الكافية بالكاد لتجهيزات زفافه قبل أن تقدم قوات الاحتلال على السطو على تلك الأموال البالغة قيمتها 190 ألف شيكل (الدولار 3.5 شواكل) ضمن حملة عقابية غير مسبوقة استهدفت أسرى ومحررين من القدس المحتلة وفق معطيات حقوقية.

سابقة وفاشية
ففي أسوأ سابقة لا تستند لأي مسوغ قانوني استولت سلطات الاحتلال الصهيوني خلال الأيام الماضية على مبالغ مالية ومصاغ ذهبية من منازل معتقلين فلسطينيين حاليين وسابقين من القدس المحتلة وحجزت أرصدة بنكية لهم وفق بيان للمركز الفلسطيني لحقوق الإنسان.

ما حدث لم تقترفه أي حكومة إسرائيلية سابقة ما يدلل على حجم الفاشية والتطرف اللذين تنتهجهما الحكومة الإسرائيلية الحالية وفق المركز الحقوقي.

وجاء هذا التطور بعد قرار وزير حرب الاحتلال يوآف غالانت في 10 فبراير الجاري فرض عقوبات على المعتقلين الفلسطينيين الحاليين والسابقين وعائلاتهم.

وتضمن القرار فرض غرامات مالية على عشرات المعتقلين الفلسطينيين بمن فيهم معتقلون من القدس المحتلة بالإضافة إلى الحجز على ممتلكاتهم الخاصة بدعوى تلقيهم أموالاً من السلطة الفلسطينية.

وقائع السطو
ووفق المركز الحقوقي؛ فإن قوات الاحتلال اقتحمت الخميس الماضي عشرات منازل المعتقلين الفلسطينيين الحاليين والسابقين في سجونها في عدة أحياء وبلدات في مدينة القدس المحتلة وأجرت أعمال عبث وتفتيش بمحتوياتها واستولت على مبالغ مالية ومصاغ ذهبية ومقتنيات منها عقب تسليم أصحابها قرارات بغرامات مالية وحجوزات على حساباتهم المصرفية.

وأوضح المركز أن قوات الاحتلال اقتحمت في بلدة العيساوية على مدار عدة أيام 34 منزلًا لمعتقلين حاليين وسابقين في سجون الاحتلال وفرضت عليهم غرامات مالية باهظة مجموعها نحو مليونين و772 ألف شيقل.

اقتحامات قوات الاحتلال طالت أيضًا عشرات المنازل في عدة أحياء وبلدات أخرى في المدينة المحتلة وفرضت على أصحابها غرامات مالية وسلبت أموالاً ومقتنيات منها عرف منهم: المعتقل محمد عبيدات الذي يقضي حكماً بالسجن 19 عاماً حيث حجزت سلطات الاحتلال على حسابه البنكي وفرضت عليه غرامة مالية بقيمة 300 ألف شيقل.

كما أغلق الاحتلال الحساب البنكي الخاص بوالد الأسير بشار العبيدي علماً أنه يقضي حكماً بالسجن لمدة تسع سنوات.

كما سلبت مبالغ مالية من منزل المعتقلين السابقين إيمان الأعور ومحمد الفيراوي وحجزت على حساباتهما البنكية.

كما دهمت منازل المعتقلين احمد مناصرة محمد عرفات عبيدات عبيد الطويل وجهاد الزغل واستولت على مبالغ مالية ومصاغ ذهبي وممتلكات شخصية منها.

عائلة المعتقل محمد الفيراوي واحدة من العائلات المتضررة فقدت جميع ما تملكه من مدخرات بعدما استولت قوات الاحتلال على مبلغ قيمته 100 ألف شيقل من منزلهم وهي مدخرات والده بعد التقاعد وتركتهم في وضع اقتصادي غاية في الصعوبة.

المركز الحقوقي أكد في بيان له حصل “المركز الفلسطيني للإعلام” على نسخة منه أن ما حدث شكل من أشكال التعسف والعقاب الجماعي ولا يستند إلى أي قاعدة قانونية.

وأشار إلى أن ما حدث نموذج للقرارات ذات الصبغة العنصرية التي تمتد تأثيراتها إلى المئات من عائلات المستهدفين بالحملة وضمنهم نساء وأطفال بما يصعب من ظروفهم المعيشية فضلاً عن كونها تعاقب الشخص وعائلته مرتين مرة بالاعتقال ومرة بالاستيلاء على أموالهم.

سطو وقرصنة
الباحث القانوني أحمد أبو زهري عدّ في حديثه لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” ما حدث بأنه جزء من عملية سطو وقرصنة إسرائيلية وتعبير عن عجز الاحتلال وفشله في كسر إرادة الشعب الفلسطيني.

ورأى أن الأمر يتجاوز السطو على المال إلى محاولة فرض بيئة صعبة لدفع المقدسيين للرحيل عن منازلهم ومناطق سكناهم ضمن مخططات التهجير القسري والتطهير العرقي في القدس.

وقال: الفلسطيني يضحي بروحه وبيته وماله أيضًا في سبيل حرية وطنه وكرامته وبالتالي فإن الاحتلال يتوهم إن كان يظن أن مثل هذه السطو سيؤثر عليهم مشددا على أن هذا السطو يسجل في سجل العار للاحتلال وكل من يصمت عليه يُعَدُّ شريكًا في هذا الجرم.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات