عاجل

الثلاثاء 23/أبريل/2024

العصيان المدني.. العصا المقدسية الغليظة للرد على جرائم الاحتلال

العصيان المدني.. العصا المقدسية الغليظة للرد على جرائم الاحتلال

العصيان المدني شكل جديد قديم من المقاومة قرر المقدسيون استخدامه لمقاومة جرائم الاحتلال المتصاعدة بحقهم ليكون عصاهم الغليظة التي يضربون بها رأس الاحتلال؛ حتى يتوقف عن إجرامه ويرفع يده الثقيلة عنهم.

وصباح اليوم الأحد أشعل الشبان إطارات المركبات إيذانًا ببدء فعاليات العصيان المدني في شعفاط وجبل المكبر والعيساوية وعناتا الذي أعلنته القوى الوطنية والإسلامية والحراك الشبابي بالقدس.

ويشمل العصيان المدني دعوة العمال الفلسطينيين إلى عدم التوجه إلى أماكن عملهم في الداخل الفلسطيني المحتل ومقاطعة الاحتلال وعدم التعامل معه بشتى الطرق (المعاملات الرسمية دفع الفواتير والرسوم والضرائب).

وقال منسق القوى الوطنية والإسلامية حمدي دياب: إن العصيان المدني جاء بسبب استمرار انتهاكات وجرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق شعبنا الفلسطيني في مدينة القدس.

وأوضح في تصريحات تابعها “المركز الفلسطيني للإعلام” أن الشباب الثائر استجابوا لدعوات العصيان المدني في المدينة؛ رفضًا لمخططات الاحتلال مؤكدًا أن “الشعب الفلسطيني سيبقى مستمرًّا في العصيان المدني ضد الاحتلال حتى تحقيق مطالبه”.

وحمل الاحتلال المسؤولية عن جرائمه بحق الشعب الفلسطيني في مدينة القدس وجميع مدن الضفة المحتلة داعيًا المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته اتجاه جرائم الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني.

ليست المرة الأولى
والعصيان المدني هو تعمُّد مخالفة قوانين وطلبات وأوامر محددة لحكومة أو قوة احتلال دون اللجوء للعنف. وهو من الأساليب المركزية للمقاومة السلمية وأحد الطرق التي ثار بها الناس على القوانين الجائرة.

واستخدِم العصيان في حركات مقاومة سلمية للاحتلال وحملات شعبية من أجل تحقيق العدالة الاجتماعية ونيل الحقوق المدنية.

ووفق التجارب؛ فإنه من أجل نجاح العصيان المدني يتطلب التكافل بين القوى الثورية وروح المقاومة وقوة المجتمع ومدى التزام الناس وإيلام المعتدين.

وهذه ليست المرة الأولى التي يستخدم فيها المقدسيون سلاح العصيان المدني؛ فقبل 4 أشهر وبالتحديد في أكتوبر 2022 المنصرم نجح المقدسيون بكسر الحصار عن مخيم شعفاط بعد 5 أيام من العصيان المدني.

وفي التاريخ الفلسطيني نماذج ناجحة للعصيان المدني لعل أبرزها ما حدث في الثورة الفلسطينية الكبرى عام 1936م ضد الانتداب (الاحتلال) البريطاني واستمر حينها العصيان والثورة 6 أشهر.

وتعد الانتفاضة الفلسطينية الأولى التي انطلقت في ديسمبر 1987 محطة العصيان الفلسطيني الكبرى والتي امتدت حتى عام 1993.

رد طبيعي والاحتلال سيرضخ
من جانبه أوضح المحامي والناشط المقدسي بلال محفوظ أن “العصيان المدني وسيلة من وسائل مقاومة الاحتلال الصهيوني التي ينتهجها أبناء شعبنا الفلسطيني” مضيفاً أن “العصيان يربك الاحتلال من الناحيتين الأمنية والاقتصادية”.

ويرى “محفوظ” في تصريحات تابعها “المركز الفلسطيني للإعلام” أن الاحتلال لن يستطيع إفشال العصيان المدني وسيخضع لمطالب أهالي القدس كما خضع سابقاً منبّهاً إلى أن الاحتلال يستهدف قادة ورموز العصيان بهدف ردعهم.

ولفت إلى أن “حكومة الاحتلال الفاشية تسعى للحد من تصاعد المقاومة أو وأدها بالقدس والضفة الغربية” مشدداً في الوقت ذاته على أن الشعب الفلسطيني متمسك بحقوقه ومستمر في العصيان المدني.

وقالت الكاتبة الفلسطينية لمى خاطر: إن استهداف المقدسيين والتضييق عليهم تشكل صواعق تفجير قد تنفجر بأي لحظة.

وتوقعت “خاطر” في تصريحات تابعها المركز الفلسطيني للإعلام” استمرار العصيان والمواجهة مع الاحتلال في المرحلة القادمة.

وعدّت أن توقيت العصيان المدني في القدس مهم جدا مشيرة إلى أن حكومة الاحتلال المتطرفة لم تلتفت إلى حساسية توقيت هذا العصيان.

ولفتت إلى أن “الإعلام العبري كان يلمس حجم الاستعداد لخيار المقاومة في القدس” متوقعة أن تمتد المواجهة وتنتشر من القدس والضفة إلى الأراضي المحتلة في الـ48.

وأردفت: “المقدسيون اليوم ليس لديهم ما يخسرونه بعد هدم منازلهم من الاحتلال”.

من جهته أكد عضو هيئة العمل الوطني بالقدس أحمد الصفدي أن العصيان المدني الشامل بالقدس رد طبيعي على سياسة العقاب الجماعي التي يمارسها الاحتلال.

وبيّن الصفدي في تصريحات تابعها “المركز الفلسطيني للإعلام” أن حكومة الاحتلال الفاشية تشن حملة شرسة على مدينة القدس مؤكداً أن العصيان المدني سيتصاعد في حال عدم تراجع الاحتلال عن سياسته الإجرامية بحق المقدسيين.

ونبّه إلى أن تصاعد جرائم الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني في القدس والضفة سيقابل بمزيد من المقاومة مؤكداً أن الاحتلال لن يستطيع رد المقدسيين من خلال سياساته الإجرامية.

الناشط المقدسي ماهر الصوص أكد أن الخطوة التصعيدية في القدس رد فعل طبيعي على السياسة القمعية الصهيونية ورسالة من المقدسيين إلى المجتمع الدولي.

وشدد الصوص في تصريحات تابعها “المركز الفلسطيني للإعلام” أن الشعب الفلسطيني لن يستسلم أو يتنازل عن حقه والاحتلال لن يستطيع كسر إرادته في القدس.

ودعا المستويات الرسمية الفلسطينية إلى إيصال رسالة أهل القدس وقال: “نحن مقبلون على مرحلة حرجة جدا ولا يستطيع أحدا التنبؤ بما هو قادم”.

إشادة ودعوات للنفير
خطيب المسجد الأقصى المبارك الشيخ عكرمة صبري أشاد بأهل مدينة القدس المحتلة وثباتهم في وجه انتهاكات الاحتلال وإجراءاته العقابية.

وقال “صبري” في تصريحات صحفية تابعها “المركز الفلسطيني للإعلام”: إن أهل مدينة القدس ما زالوا على العهد وأثبتوا للعالم أصالتهم وصمودهم.

وبين أن أهل القدس أظهروا حرصهم على أرضهم ومسرى نبيهم محمد صلى الله عليه وسلم وقال إنه واهم من يظن أن ينال من عزيمتهم.

من جهتها قالت حركة “حماس”: إن العصيان المدني الذي ينفذه أبناء شعبنا في أحياء القدس المحتلة خطوة مهمة لصد عدوان الاحتلال وتصاعد جرائمه وانتهاكاته بحقّ أهلنا المقدسيين وآخرها قرارات حكومة الاحتلال بتصعيد وتيرة هدم المنازل والتضييق على السكان بكل السبل بهدف تهجيرهم والسيطرة التامة على المدينة المقدسة.

وأكد المتحدث باسم الحركة عن مدينة القدس محمد حمادة في تصريح له مساء اليوم الأحد وصل “المركز الفلسطيني للإعلام” نسخة عنه أنّ المقاومة الفلسطينية لن تنكسر ولن تخشى إرهاب الاحتلال مبيناً أنّ هذا العصيان لن يكون نهاية المطاف في مواجهة جرائم المحتل وقراراته الإرهابية.

وأشار إلى أن الشعب الفلسطيني سيواصل ثورته بكلّ الوسائل المتاحة دفاعًا عن نفسه وحماية المسجد الأقصى المبارك.

وشدد “حمادة” أن حالة العصيان ستتمدد إلى جميع الأحياء “ولن يهدأ لشعبنا بال إلا بإنهاء الاحتلال ونيل الحرية والاستقلال”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات