الخميس 18/أبريل/2024

عصيان الأسرى .. خطوات نضالية على طريق الحرية

عصيان الأسرى .. خطوات نضالية على طريق الحرية

بقرار موحد ومطالب موحدة تخوض الحركة الأسيرة معركة حرية وكرامة في مواجهة إجراءات القمع التي اتخذها وزير الأمن القومي الصهيوني المتطرف بن غفير.

وقررت لجنة الطوارئ العليا للحركة الوطنية الأسيرة الشروع بسلسلة خطوات تبدأ بالعصيان وتنتهي بالإضراب المفتوح.

وشرع الأسرى الثلاثاء بتنفيذ خطوات العصيان ردًّا على إعلان إدارة السجون نيتها بتطبيق إجراءات الوزير المتطرف “بن غفير”.

وتتمثل خطوات العصيان الأولية بإغلاق الأقسام وعرقلة ما يسمى بـ”الفحص الأمني” وارتداء اللباس البني الذي تفرضه إدارة السّجون كرسالة لتصاعد المواجهة واستعداد الأسرى لذلك.

وأكدت لجنة الطوارئ الوطنية العليا للحركة الأسيرة في بيان لها أن مَن قرر محاربة الأسرى برغيف الخبز والماء سيرد عليه بمعركة الحرية أو الاستشهاد.

باكورة الخطوات الاحتجاجية
وبدأ أسرى سجن &ldquoنفحة&rdquo في باكورة الخطوات الاحتجاجية وفقًا للخطة التي أقرتها لجنة الطوارئ العليا والمتمثلة في إغلاق الأقسام وتعطيل مناحي الحياة وعدم الخروج للفحص الأمني.

وانفجر قسما 3 و4 في سجن نفحة بالغضب والتكبيرات في أعقاب تهديد السجانين للأسرى بعقوبات “بن غفير” خلال الفحص الأمني الدوري.

ووفق قيادة الحركة الأسيرة؛ فإن الإضراب المفتوح عن الطعام سيبدأ في الأول من شهر رمضان المبارك بمطالب موحدة من الأسرى وبقيادة موحدة منبهة إلى أن حجم العدوان الذي يواجهه الأسرى منذ بداية العام يتطلب من أبناء شعبنا وقواه الحية كافة إسنادهم بكل الأدوات.

رسالة قوية
الناطق باسم مكتب إعلام الأسرى الأسير المحرر حازم حسنين أكد أن إعلان الحركة الأسيرة عن استعدادها واستنفارها لكل الأسرى داخل السجون هو رسالة قوية للوزير الفاشي بن غفير بأن الأسرى عازمون على التحرك الجدي لإيقاف هذه الهجمة الشرسة ضدهم.

وفي حديثه لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” قال حسنين: إن الحركة الأسيرة لن تقف مكتوفة الأيدي أمام سلسلة إجراءات وتهديدات تستهدف سحب منجزات الأسرى المعيشية التي حققها الأسرى بدمائهم وأمعائهم الخاوية.

وأشار إلى أن “الحركة الأسيرة حددت سلسلة من الخطوات ستنفذ في قابل الأيام وستبدأ من سجن نفحة ردًّا على بدء تنفيذ إجراءات عقابية تستهدف حياة الأسرى وكرامتهم”.

وأشار إلى أن الحركة الأسيرة ستبدأ معركتها من سجن نفحة وستمتد لباقي السجون؛ ردًّا على بدء تنفيذ إجراءات عقابية تستهدف حياة الأسرى وكرامتهم” مذكرًا أن تاريخ الحركة الأسيرة يشهد لها بأنها لم تسلِّم في أي مرحلة من المراحل بأن تمس حقوق الأسرى وتبقى صامتة.

وفعليًّا اتسعت الأربعاء دائرة تنفيذ الخطوات النضالية التي أعلن عنها الأسرى بانضمام عدة سجون إلى جانب أسرى سجن نفحة.

والسّجون التي انضمت في الخطوات هي: ريمون وعوفر ومجدو وجلبوع والنقب وفق هيئة الأسرى ونادي الأسير ردًّا على إعلان إدارة سّجون الاحتلال البدء في تطبيق الإجراءات التّنكيلية التي أوصى بها الوزير الفاشي (بن غفير).

وفي اليوم الأول على بدء خطوات الأسرى أقدمت إدارة السجون على قطع المياه السّاخنة عن الأسرى في سجن نفحة كما أقدم أحد السّجانين خلال ما يسمى بـ”الفحص الأمني” باستفزاز الأسرى والتباهي بإجراءات (بن غفير) الأمر الذي فرض حالة من التوتر في السجن ورد الأسرى بالتكبير في عدة أقسام.

وتأتي خطوات الأسرى ردًّا على إعلان إدارة سجون الاحتلال البدء بتنفيذ أولى الإجراءات العقابية التي أعلن عنها المتطرف “بن غفير” ضد الأسرى والمتعلقة بالتحكم بكمية المياه التي يستخدمها الأسرى وتقليص ساعات الاستحمام.

ويؤكد حسنين أن هذه الخطوات النضالية رسالة قوية لبن غفير وللمنظومة الأمنية الإسرائيلية بأن الأسرى ليسوا الحلقة الأضعف وسيدافعون عن حقوقهم ومكتسباتهم مهما كلف ذلك من ثمن.

وقال: “الحركة الأسيرة تعلنها اليوم وبالصوت العالي بأن المس بحقوق الأسرى سيشعل السجون وهذا الاشتعال لن يبقى حبيسها” مشدداً على أن القضية الفلسطينية تمر بمرحلة خطيرة تتطلب تضافر الجهود الشعبية والمؤسساتية والفصائلية لإسناد أسرانا ونصرتهم.

وتعتقل سلطات الاحتلال في سجونها نحو 4780 أسير فلسطيني منهم 29 امرأة و160 طفلًا و941 معتقلاً إداريًّا (دون تهمة). كما يوجد من المعتقلين 600 يعانون من الأمراض و553 محكومون مؤبدات و330 من قدامى الأسرى و15 صحفيًّا وفق هيئة شؤون الأسرى.

عوامل إفشال بن غفير
ويذهب الخبير في شؤون الأسرى ناصر ناصر إلى أن هناك ثلاثة عوامل رئيسية تبشر بفشل برامج وخطط بن غفير ضد الأسرى ومنها ما نفذ فعلا بإغلاق المخابز ومحاربة الأسرى في رغيف الخبز وكذا قراره الأخير بتخفيض وتقييد “أبسط عملية إنسانية” وهي استحمام الأسرى إلى ثلاثة دقائق فقط لكل أسير.

وأوضح ناصر في مقال خصّ به “المركز الفلسطيني للإعلام” أن استعداد الأسرى العالي لمواجهة القرار والدفاع عن مكتسباتهم هو العامل الأول التي ستسهم في إسقاط خطط بن غفير تجاه الأسرى خاصة وأنهم سيواجهونها موحدون بقيادة لجنة وطنية عليا تضم كل الفصائل وقد بدأوا فعلًا في سجن نفحة بعدم الانصياع للسجان بالأمس.

وأشار إلى أن هذه الخطوات الدفاعية ستمتد لكل سجون الاحتلال بإرهاق السجان واستنزاف قواه التي لم يفلح بن غفير بإسنادها بالميزانيات والقوى البشرية كما وعد وأعلن؛ بل زادها سوءًا بقراره المتعلق بالمخابز والذي سيكلف سلطة السجون حوالي 7 مليون شيكل إضافية.

أما العامل الثاني في إفشال بن غفير -وفق ناصر- فهو الانقسام الواضح في الموقف الإسرائيلي ضد الأسرى حيث يوجد خلافات بين المستويات السياسية والأمنية حول خطط بن غفير من حيث الشكل والمضمون والتوقيت وذلك لاعتباراتهم الخاصة.

وبيّن أن العامل الثالث يتمثل بتعهد المقاومة الفلسطينية عمومًا والغرفة المشتركة في قطاع غزة على وجه الخصوص بأنها ستقف إلى جانب الأسرى الفلسطينيين من خلال تعزيز معادلة: المساس بالأسرى يعني جولة قتالية يدفع فيها كيان الاحتلال أثمانًا لا يمكنها تحمّلها ودون جدوى تذكر لها.

وشدد على أن هذه العوامل يغذي أحدها الآخر؛ ليوصل إلى نتيجة واضحة مفادها النصر للأسرى والتراجع لبن غفير وأيدولوجيته المتطرفة.

ومع ذلك ينبه ناصر أن فشل بن غفير أمام الأسرى لا يعني أنهم لن يدفعوا ثمنًا معينًا في مقابل ذلك فمواجهة السجان ورفض إجراءاته تعني بالضرورة المزيد من التضحية.

ونبه إلى أن الأسرى سيتعرضون للقمع والتنكيل واقتحامات القوات الخاصة وسيتم منعهم من أبسط حقوقهم في الخروج لساعة واحدة فقط لساحة الفورة اليومية (التمشي) وقد يمنعوا من زيارة الأهل وشراء حاجياتهم الأساسية من الكانتين وقد تحدث اشتباكات وضرب وقمع وقد يخوضوا إضرابا عن الطعام ولكن وفي كل الأحوال فإن اجتماع العوامل سالفة الذكر؛ سيخفف من تكاليف المواجهة بصورةٍ كبيرةٍ جدًا.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

استشهاد أسيرين من غزة في سجون الاحتلال

استشهاد أسيرين من غزة في سجون الاحتلال

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام قالت هيئة البث الإسرائيلية، مساء اليوم الخميس، إن معتقلين اثنين من قطاع غزة استُشهدا خلال إحضارهما للتحقيق داخل...