الثلاثاء 16/أبريل/2024

الاحتلال يصنع الكوارث ويستغل الزلزال لتبييض صورته السوداء

الاحتلال يصنع الكوارث ويستغل الزلزال لتبييض صورته السوداء

يحاول الجيش الصهيوني تبييض صورته السوداء الملطخة بدماء آلاف الفلسطينيين الذي قتلهم على مدار سنوات احتلاله لأرض فلسطين والذين دفنهم أحياء تحت ركام منازلهم التي دمرتها قنابله وطائراته الحربية عبر بث مقاطع فيديو لفرق إنقاذ أرسلها إلى المناطق المنكوبة بفعل الزلزال في سوريا وتركيا.

المشاهد المؤلمة لضحايا الزلزال تحت الأنقاض وصرخاتهم المتعالية التي تطلب النجدة والإنقاذ وصور الأطفال المصابة والعالقة تحت الركام أعادت للأذهان صور الحروب المتتالية على قطاع غزة حيث تدمر طائرات الاحتلال المنازل والأبراج السكنية على رؤوس أصحابها.

ولا تزال مشاهد شارع الوحدة في العدوان عام 2021 “معركة سيف القدس” والتي كانت أشبه بزلزال مدمر أصاب المنطقة عالقة في أذهان الفلسطينيين ولا تزال صور الشهداء الذين قضوا على شكل عائلات كاملة مسحت من السجل المدني حاضرة ولا تزال أماكن منازلهم فارغة في ذلك الشارع الحيوي وسط مدينة غزة.

ففي يوم الأحد 16 مايو 2021 وبعد منتصف الليل شنت طائرات الاحتلال الصهيوني سلسلة غارات على شارع الوحدة وسط مدينة غزة لتدفن عائلات كاملة أسفل الركام في مشهد وصفه كل من رآه بـ”الزلزال المدمر”.

استشهد 46 مواطناً من بينهم عشرة نساء وثمانية أطفال بالإضافة إلى 50 مصاباً بجراح مختلفة معظمهم من الأطفال والسيدات ودمر الاستهداف عدة منازل من بينها منزل عائلة الكولك والتي استشهد 23 من أفرادها بينهم نساء وأطفال ومسنون.

مشاهد انتشال الأحياء والأموات هي ذاتها الركام المتراص فوق بعضه وأصوات ذابلة من تحت الركام تئن وتصرخ على أحدٍ يسمعها فينقذها فرحة عند انتشال من بقي فيه نفس من حياة وحزن وألم إذا ما خرج من تحت الأنقاض من ارتقوا شهداء.. كلها مشاعر عاشها الناس في ذلك الشارع في حينه فمن يمكنه إقناع هؤلاء أن الجيش الصهيوني ينقذ الأبرياء تحت أنقاض الزلزال في سوريا وتركيا؟.

تاريخيًّا كانت الدعاية الصهيونية تنفّذ استراتيجية محدّدة تحوّلت في يومنا هذا ليس فقط إلى أداة هامّة في تنفيذ السياسة الخارجية الإسرائيلية وإنّما إلى أداة فاعلة ومحترفة في التضليل والكذب والخداع وتشويه الحقائق لا سيما لدى الجمهور العالمي.

دبلوماسية الكوارث
المختص في شؤون الدعاية حيدر المصدر قال إن ما يقوم به الجيش الصهيوني من توثيق لعمل فرق إغاثة تابعة له في المناطق المتضررة من الزلزال هي جهود تندرج تحت إطار الدبلوماسية الرقمية الناعمة أو ما أسميه في هذه الحالة تحديدا بدبلوماسية الكوراث التي هي جهود اتصالية ممنهجة لترويج صورة إنسانية عن (إسرائيل) عبر استغلالها أحداث وكوراث لترويج نفسها ككيان إنساني يشعر بالآخر ويقدم المساعدة له.

وبين في حديث خاص مع “المركز الفلسطيني للإعلام” أن هذه الجهود هي جزء من مجهودات الاحتلال على صعيد تحسين صورته وبالتالي تمرير فكرة قبول وجوده.

ويرى أن هذه دبلوماسية قديمة يشترك فيها أكثر من مكون رسمي وغير رسمي منها الجيش تحت إطار ما يسمى “الهاسبارا 2”.

وتشكّل حملات “الهاسبارا” الإلكترونية نموذجًا فعّالاً يستخدمه العدو الصهيوني كأسلوب سياسي ودبلوماسي وإعلامي لتلميع صورته وتبرير ممارساته العدوانية وانتهاكاته لحقوق الناس وللقوانين الدولية ويديرها مجموعة من ضبّاط الاستخبارات والأمن السيبراني بتوجيه وتمويل من حكومة الاحتلال وبعض الشركات الإسرائيلية الخاصّة.

وعن إمكانية نجاح الاحتلال من عدمه في تبييض صورته بين أن ذلك خاضع لمقاييس منها السياق والتوقيت وقال إنه قد ينجح عندما تخلو الساحة من دعاية مضادة وقد يفشل بوجودها بشرط الاحترافية.

محاولة تبييض الصورة السوداء
الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني إبراهيم المدهون قال إن الاحتلال الصهيوني يحاول تبييض صورته السوداء بعد ارتكابه الكثير من الجرائم ويستغل كارثة الزلزال والتعاطف الدولي مع تركيا وسوريا ويريد الظهور بوجه غير حقيقي عبر لعب دور إنساني لا يناسب طبيعته الإجرامية.

وبين في حديث خاص مع “المركز الفلسطيني للإعلام” أن الاحتلال يحاول تناسي ارتكابه مجازر وحشية مشيراً إلى إحداثه ما وصفها بـ”صورة بنورامية في غزة تشبه الزلزال” عبر استخدام أسلحة أمريكية فتاكة بصورة وحشية ضد المدنيين دمرت المنازل فوق رؤوس النساء والأطفال.

وشدد “المدهون” أن الصورة التي يحاول الاحتلال الظهور كمغيث ومنقذ لضحايا الزلزال لن تقنع الشعوب العربية وأحرار العالم وقال: “الأولى للاحتلال أن يتوقف عن قتل المدنيين وهدم البيوت ومراجعة حساباته والإدراك بأن محاولاته التجميلية الترقيعية لن تفلح”.

المطلوب.. فضح الاحتلال ورد الجميل
ودعا “المدهون” إلى ضرورة التركيز على صورة الاحتلال الحقيقية وفضح إجرامه وتحذير العالم والمؤسسات الدولية والدول من خداع الاحتلال وكشف جرائمه واستذكار ما حدث ويحدث من جرائم يرتكبها الاحتلال بشكل متواصل.

وأشار إلى ضرورة الهبة العربية والإسلامية والفلسطينية لمساعدة ضحايا الزلزال والوقوف معهم بعيدا عن الدعاية السوداء التي يحاول الاحتلال ترويجها.

وسارع فلسطينيون لإطلاق حملة “فلسطين معكم” في أعقاب الزلزال المدمر الذي ضرب المنطقتين وخلَّف عشرات الآلاف من القتلى والجرحى “لرد الجميل للشعبين السوري والتركي” وفق تعبيرهم.

ودشن فلسطينيون من بينهم إعلاميون ونشطاء الحملة لإغاثة المتضررين من الزلزال في تركيا وسوريا ومن ضمنهم فلسطينيون فقدوا حياتهم وشردوا من بيوتهم في أعقاب الزلزال.

ودعا رؤساء الجاليات والجمعيات والمؤسسات العربية في تركيا لتقديم كل أنواع الدعم بالتبرع المادي والعيني للجهات الرسمية والمنظمات في أعقاب الزلزال العنيف الذي ضرب جنوبي تركيا والشمّال السوري.

وأعلنت الجاليات والمؤسسات في بيان لها عن جاهزية متطوعيها للمشاركة مع مؤسسات المجتمع التركي كافة في تخفيف آلام الزلزال في المناطق المنكوبة في تركيا وسوريا داعية منتسبيها كافة لتنظيم قوافل إغاثة لإنقاذ العالقين وإسعاف المصابين وإيواء المشردين وتخفيف آثار الزلزال المدمر.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات