ما بعد الرئيس عباس تعيينٌ لا انتخاب

يحتدم النقاش في الحالة الفلسطينية عن الرئيس المقبل للشعب الفلسطيني والطريقة التي سيأتي بها والأجواء التي ستصاحب تعيينه والعناصر المؤثّرة في اختياره بالإضافة إلى شكل الاختيار والجهة التي ستسمي الرئيس القادم.
في نقاش الحالة الفلسطينية في هذا الملف سنعمد إلى وضع إطار للمقالة عبر جملة من الأسئلة التي سنجيب عليها لتسهيل وصول المعلومة وإحاطة الموضوع من جوانبه المتعدّدة على النحو الاتي:
أولًا: هل سيتخلى الرئيس عباس عن حكم السلطة الفلسطينية لصالح شخصية أخرى أو إجراء انتخابات؟
المتابع لسلوك الرئيس عباس يرى تمسّكًا منظّمًا من قبله في السلطة وعملًا ممنهجًا لبقاء السيطرة المطلقة على مفاصل الحكم في الحالة الفلسطينية وترسيخ ذلك من خلال إلغاء استقلالية السلطات الثلاث ووضعها جميعًا في راحة كفه مع تطويع منظمة التحرير لصالح الاستمرار في حكم السلطة الفلسطينية.
الأمر الذي يجعل فرضية التنحي عن الحكم أو تعيين شخص بديل أو الذهاب لانتخابات في حياته غير مضمون أو في ظل وجوده على رأس الهرم السياسي ليظل السؤال في حالة وفاة الرئيس ما هي الخيارات التي ستؤسّس لوجود الرئيس القادم؟
ثانيًا: هل الانتخابات هي الطريق الذي سيأتي بالرئيس القادم خليفة للرئيس عباس؟
تدرك الجهات المؤثرة في القرار الفلسطيني بأن الانتخابات غير مضمونة النتائج لصالح شخصية يمكن القبول بها لحكم السلطة الفلسطينية وتدرك فتح أن الانتخابات في ملف الرئاسة ليس لصالحها ويدرك الفلسطيني أن ملف الديمقراطية الفلسطينية يحتاج إلى جهد للوصول إلى قناعة الاطراف التوافق على الانتخابات الأمر الذي تفهمه فتح وتعاملت معه عبر إبقاء المجلس الوطني تحت سيطرتها والتنفيذية بيدها بالإضافة الى القضاء بهيئاته المختلفة ومجلس الوزراء والنقابات العامة المرسومة على إيقاع يرفض صيغة المشاركة المدنية.
الأمر الذي سيجعل فرضية تعيين الرئيس الصيغة الأكثر حضورًا في المشهد الساسي القادم.
ثالثًا: من أي الاتجاهات والجماعات سيكون الرئيس القادم؟
لن تسلم فتح لأي من التكوينات أو الجماعات أو الحركات بالرئيس وستسعى بكل قوة وسرعة لملئ الفراغ في حال وفاة الرئيس عباس متداخلًا قرارها بعديد اللاعبين في الملف الفلسطيني.
لكن السؤال المركزي في هذا الإطار هل ستسلّم الجهات الفاعلة في القضية الفلسطينية لفتح هذا الاتجاه في التعيين؟
برأيي ليس من الواضح كيف ستتعامل الفصائل الفلسطينية مع هذا الأمر إلا أن الباحث يمكن قراءة سلوك الفصائل من خلال التقسيم التقليدي لسلوك الفصائل فتح سيكون معها تحالفها المعهود في منظمة التحرير أما الجبهة الشعبية ستعارض هذا التعيين لكن لن يكون لها خيار تقدّمه للرئاسة ليظل الأمر مرتبطًا بحركة حماس التي ستكون مضطرة لأخذ قرار حدّه الأدنى عدم اعتراف بالرئيس الجديد أو سلوك متوقّع بالاستناد إلى حالة عامة (كمؤتمر شعبي) تسمي من خلاله رئيس.
الحالة الفلسطينية مع هذه الخيارات ستدخل في أزمة التمثيل المعقدة أصلًا في الساحة الفلسطينية.
رابعًا: هل سنشهد عنفًا في فتح بين تيارات متعدّدة لتحديد هوية الرئيس القادم؟
أستبعد من حيث الأساس صراعًا دمويًّا في فتح للوصول إلى تسمية الرئيس وإن كان سيحدث تحشيد تنظيري تبايني داخل حركة فتح لوضع موازين يمكن أن تفضي إلى تقاسم الرئاسات الأربع داخل فتح رئاسة فتح السلطة المنظمة ومجلس الوزراء وبذلك ستوزّع المناصب مما سيتيح حالة رضا بين التيارات المختلفة في حركة فتح مع أن هذا السلوك لم تعتده حركة فتح إذ سينشئ تناقضات ستظهر على السطح بشكل مبكر.
مع التأكيد على أن من سيحكم حالة الاستقرار في مشهد خليفة الرئيس هو التوقيت وشكل نقل المناصب خاصة إذا كان في حياة الرئيس عباس وهذه الفرضية قد تمارس لإحداثها الأطراف الخارجية وستجد أذنَا صاغية لدى بعض قيادات فتح.
خامسًا: هل هناك لاعبون في التأثير على حركة فتح وخياراتها للشخص البديل للرئيس عباس؟
طبيعة التأثير لحركة فتح في الساحة الفلسطينية سيجعل أطرافًا عديدة تعمل على فرض خياراتها مثل الإطار العربي النافذ (مصر الأردن السعودية) وبالتنسيق مع الولايات المتحدة بالإضافة إلى الولايات المتحدة ومن خلفه الكيان والأساس موازين القوى داخل حركة فتح.
سادسًا: من هي الشخصيات الأبرز في المنافسة على قيادة حركة فتح في الوقت الحالي وهذا سينعكس على رئاسة السلطة؟
بحسب الترتيب الحالي يمكن اعتبار أعضاء اللجنة المركزية مقدّمون على غيرهم في فتح مثل العالول جبريل الرجوب حسين الشيخ مع صعوبات في ذلك والخيار الأضعف روحي فتوح.
خارج اللجنة المركزية سيكون رئيس المخابرات العامة من المؤثّرين في دعم رئيس حركة فتح مما سينعكس على رئاسة السلطة وبذلك يصعب أن يكون أحد خارج اللجنة المركزية.
مع التأكيد هنا أن هذا التحليل يقترب الى الصواب إن حدث خلال هذه المرحلة وفي حال أي من المتغيرات ستنقلب قراءة المشهد رأسًا على عقب سواء متغير التوقيت الحالة التي تنشأ مع نقل المناصب وأسباب نقل منصب القيادة وفاة أو تنازل أو غيرها من الطرق.
أخيرًا: مروان البرغوثي دوره في معادلة قيادة حركة فتح
مروان في ظل الواقع القائم ووجوده في داخل المعتقل سيكون دوره منوطًا بحركة التقسيمات للمناصب الأربعة التي أشرنا اليها وفي حال حدثت انتخابات فإن مروان البرغوثي لن يتنازل عن طرح اسمه للانتخابات الرئاسية التي أميل إلى عدم حدوثها.
في حال الإفراج عن مروان البرغوثي فإن معادلة توزيع المناصب القيادية ستختلف وسيكون مروان الشخصية الأبرز في داخل مشهد فتح مع تأثير المكان الذي سيخرج إليه مروان على قوته وحضوره في المشهد الفتحاوي.
هذه القراءة هي محاولة لوضع الخيارات أمام الحالة الوطنية للتفكير في منهجية الخروج من المأزق قبل وقوعه لذلك أميل إلى أهمية الذهاب إلى إعادة إحياء الحياة الديمقراطية التي ستجنّبنا حالة الجمود في الواقع الفلسطيني والتناحر على التمثيل بالإضافة إلى ضمان إصلاح واقعنا الذي لا نحسد عليه.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

العاروري: صبرنا ينفد والقادم أصعب على الاحتلال
بيروت - المركز الفلسطيني للإعلام أكد الشيخ صالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" أن محاولة الاحتلال توظيف شهر رمضان لفرض سياسته في...

6 شهداء و26 إصابة بعدوان الاحتلال على جنين
جنين - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد ستة مواطنين وأصيب 26 آخرون بالرصاص، أحدهم حالته خطيرة، مساء اليوم الثلاثاء، خلال اشتباكات مسلحة مع جيش...

لليوم الـ 19 .. عصيان الأسرى مستمر
الضفة المحتلة - المركز الفلسطيني للإعلاميواصل الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي، لليوم التاسع عشر، معركة العصيان، رفضا لإجراءات إدارة السجون...

“كتيبة طولكرم” تطالب الأجهزة الأمنية بوقف ملاحقة عناصرها
طولكرم - المركز الفلسطيني للإعلام طالبت كتيبة طولكرم، عناصر أجهزة أمن السلطة بوقف ملاحقتهم، معربين عن عدم ثقتهم بقيادة تلك الأجهزة. وقالت مجموعة...

حماس: تصويت الكنيست لإعدام أسرى شعبنا محاولة مكشوفة لشرعنة القتل
القدس المحتلة - المركز الفلسطيني للإعلام أكدت حركة حماس أن تصويت "الكنيسِت" الصهيوني على مشروع قانون لإعدام أسرى فلسطينيين محاولة مكشوفة لشرعنة...

أمن فرنسا يقمع محتجين خلال تظاهرة مليونية ضد تعديل قانون التقاعد
باريس – متابعة المركز الفلسطيني للإعلام/وكالات استخدمت قوات الأمن الفرنسية -الثلاثاء- القوة لقمع متظاهرين في باريس، واعتقلت العشرات بعد تظاهرات شارك...

الاحتلال يقرر هدم منزل عائلة الأسير أسامة الطويل في نابلس
نابلس – المركز الفلسطيني للإعلامأصدرت قوات الاحتلال الصهيوني قراراً بهدم منزل عائلة الأسير أسامة الطويل (22عامًا) من نابلس شمال الضفة الغربية...

تحذير فلسطيني من مخاطر تشكيل مليشيا بن غفير
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام حذرت الهيئة الوطنية لدعم وإسناد شعبنا في الداخل الفلسطيني، من مخاطر مصادقة الاحتلال على تشكيل مليشيا بن غفير تحت مسمى...

قراءة في إضراب الأسرى الذي لم يكتمل
بعد أن أضرب قادة الحركة الأسيرة في سجون الاحتلال عن الطعام ، وقبل بضع ساعات من الموعد المُعلن من الحركة الأسيرة لبدء الإضراب الشامل عن الطعام ضمن...

15 عملاً مقاومًا في الضفة بـ24 ساعة
الضفة الغربية- المركز الفلسطيني للإعلامتصاعدت أعمال المقاومة في الضفة الغربية خلال الـ 24 ساعة الأخيرة، وسجلت 15 عملاً مقاوماً، أدت لوقوع إصابتين في...

الكنيست يصدق على قانون يسمح بمداهمة منازل أراضي 48 دون أمر محكمة
الناصرة – المركز الفلسطيني للإعلامصدقت الهيئة العامة للكنيست -مساء الثلاثاء- على قانون يمنح الشرطة الإسرائيلية صلاحيّات باقتحام البيوت في أراضي 48...

وفاة عامل بانفجار في بيتونيا وأمن السلطة يشن حملة اعتقالات
رام الله – المركز الفلسطيني للإعلامتوفي عامل -مساء الثلاثاء- نتيجة انفجار في منجرة في مدينة بيتونيا، في رام الله، في حين شنت أجهزة السلطة حملة...